عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 00:36
المحور:
الادب والفن
فنّ آلكتابةُ و آلخطابَةُ – ألجزء ألثّاني ح17
ألفصلُ ألثّالثُ - ألقسم ألثّالث – على هامش ألمُحاضرة!
1- بعد آلأنتهاء من التحضيرات الأساسية و إكمال متن آلمحاضرة بحسب آلمناهج ألتي وضحناها؛ عليك بإجراء تمارين آلخطبة أمام كاميرا فيدو أو جهاز تسجيل و مرآة, و يفضل أنْ يكون آلأجراء أمام آلعائلة أو صديق إن أمكن .. كي تظهر ردّ فعلك و نقاط آلقوة و آلضعف لدراستها و إجراء ألتّصحيحات أللازمة على آلمحاضرة.
2- لو كنتَ مرتاحاً و منشرحاً فأنّ آلمُستمعين سيكونون كذلك مرتاحين و منشرحين, سواءاً كُنتَ تتحدث لألف مشاهد أو مع عدد قليلٍ.
3- تأمّل و إعتن بلباسك و مظهرك جيّداً و إرتدي آللباس ألذي يتلائم مع آلمناسبة, بحيث تكون أنيقاً و منظماً, و عموماً يُفضّل أن تلبس ما يناسب ألحالة, و أحياناً لا يكون إرتداء اللباس إختيارياً, فمثلاً لو كنت من آلطلبة آلأوائل في المدرسة أو الكلية فذلك يتطلب إرتداء زيٍّ خاصّ للأحتفال بالمناسبة, كما يُفضّل إرتداء البدلة العاديّة في حفلة عشاء, أو لباساً مريحاً عندما تكون المحاضرة مع مجموعة صغيرة أو في صفٍ من آلصفوف العادية.
إلبس دائماً شيئاً مريحاً, و عادياً و مُناسباً مع وضع جسمك, و بغضّ ألنظر عمّا إذا كان جديداً أو لا, فأنّ ألأهم هو أنْ تُفكّر في إمكانية تنفسك بإرتياح, فبعض الثياب ألضّيقة قد تسبب لك صعوبة في التنفس, لذا يُفضّل آلألبسة العريضة المريحة بدل الضيقة, و آلتعطر و ملاحظة رائحة الفم و عدم تناول ألثوم أو البصل قبل يوم من المحاضرة لتلافي ألرّوائح ألكريهة ألمنبعثة من الفم.
4- يجب آلأعتناء بنظارة الوجه و شعر الرأس, و عدم تركه يتدلّى على وجهك و تقليم آلأظافر و آلأستحمام, لأنّ عدم آلأعتناء بذلك يعكس مفهوماً سيئاً لدى المستمعين, مفاده أن الخطيب حين لا يهتم بنفسه؛ كيف يمكنه أن يهتم بآلآخرين؟
ممّا يُسبّب تشتّت أفكار المستمعين و عدم آلأنشداد إليك بآلشكل آلمطلوب!
5- حاول أنْ لا تُغيّر مظهرك في كلّ مرّة, أو طريقة قصّ آلشعر أو آللحية بخلاف ما كنت عليه في آلمرة السابقة, حاول أن لا تستخدم ألمساحيق ألصّناعيّة لتغيير حالة آلوجه و لون آلبشرة .. لكي تحسّ بطبيعتك كما أنت, و في نفس آلوقت عليك عدم آلأنشغال بمظهرك أثناء آلتّحدث, بل إحفظ طاقاتك و قواك آلفكريّة للتركيز على مادّة ألمحاضرة و أدائها بإتقان.
6- واضب على آلحفاظ على أوقات و ساعات آلنّوم في آلليل و عدم ألأفراط أو آلتفريط في راحتك كآلسّهر لأيامٍ عديدة و لساعات متأخرة قبل يوم آلمحاضرة, حيث تؤثر على آلصّحة ألرّوحيّة و آلجسميّة و نظارة ألوجه و آلعيون.
إنّ أسوء حالة يمكن أن يواجههُ (المُحاضر)؛ هو تعريض جسمه و نفسه آلى التّعب و آلأرهاق, لذا عليك قبل يوم من المحاضرة إعطاء الجسم و اللسان و آلرّوح .. ألوقت و الرّاحة الكافية قبل آلمحاضرة, و عليك تجنب تعريض ألنّفس إلى أيّة مخاطر غير طبيعية, و عليك بالراحة و الأستقامة و آلنوم بشكلٍ مناسبٍ كلّ ليلةٍ لمدّة ثلاثة أيّام قبل حلول ألموعد.
7- يمكنك آلأستعانة بآلمشي و بعض ألتمارين ألبسيطة قبل يوم من المحاضرة, لكن لا تُرهق نفسك طويلاً, لتجنب تشنج العضلات و آلأرهاق و آلآلام التي قد يسببها لك و أنت على المنصة أمام الجماهير!
إنّ أخذك لقسط وافر من آلراحة يؤدي إلى خفض حالة ألعصبية و آلتّنفر إلى أقصى حدّ, فمن آلصّعب أنْ تحفظ توازنك و أنْ تكون طبيعياً و أنت تعاني ألتعب, بلْ آلعكس سوف تميل إلى النوم, و ربّما تغفو لو تُركتَ للحظات, و آلشيئ آلذي يضاعف عصبيتك و عدم إحساسك بآلراحة؛ هو محاولاتك لئن تكون مُريحاً, فهي بآلذات تزيد من قلقك و عدم إرتياحك.
8- حاول أن تكون دائم الأبتسامة منشرح الوجه, و لا تُفكّر بآلامور التي تؤذيك و تُشتّت أفكارك.
9- لا تُعارض أيّ أنسان, بلْ حاول أن تُحافظ على متانتكَ و حياديّتكَ, و إتخاذ الموقف الوسط من آلأشياء و آلأعتراضات, فأحياناً قد يستفتيك إثنان في مسألة أمام الجمع؛ هنا حاول أن تكون حكيماً و ذكياً عند الأجابة, بحيث تُجيبهم بآلتوازي في آلحكم بين آلطرفين, و لا تتّخذ ألمواقف ألحديّة ألصلبة و آلعنيفة تجاه آلأحداث و آلموضوعات, حاول أن تكون وسطياً و طبيعياً و متوازناً على طول الخط, لأنك في غنىً عن المهاترات و لغة الخصام و الحدّية و النقاشات الغير مفيدة!
تذكّر دائماً بأنّك مُحاضراً و لستَ قاضياً في آلمحكمة!
10- لو كانت المحاضرة التي أعددتها مطبوعة على ورقة أو أوراقٍ؛ فعليك التأكد من أنها معك خصوصاً عند قيامك من مكانك للمشي إلى المنصة(منصة الخطابة)!
11- من آلأفضل أن يكون معك منديلٌ للأستفادة منهُ في مسح ترشحات الأنف أو العيون أو البزاق أو العرق.
12- لتلافي حدوث أليبوسة في الفم؛ يُوصي أهل الخبرة في هذا المجال بحمل قطعة من آلحلوى اليابسة و وضعها في الفم لتلافي هذه الحالة, و ربّما تحسّ بآلحكّة في مكان مُعيّن من جسمك أو ربّما تصلّب عضلات العنق؛ فأنّ تناول (قطعة آلحلوى) كفيلٌ لحلّ ألمشكلة, و قد يكون آلماء مساعدٌ أيضاً لتلافي حالة ألتيبس و آلجفاف في آلفم, و نوصي بشرب قدحٍ من الشاي ألسّاخن قبل آلصّعود للمنصة. و لا تنسى في كلّ الأحوال جلب قدحٍ من الماء معك للمنصة(البوديوم) إذا لم يكن موجوداً عليها.
13- إضبط آلوقت آلمخصص لك بوضع ساعة منضدية أمامك على المنصّة, أو ساعة اليد إن لم تكن متوفرة, لضبط الوقت الذي يحقّ لك الكلام فيه, و بذلك تتجنب عبور الوقت أو تجاوزه و بآلتالي قد يسبب آلأرباك لبقية فقرات آلبرنامج.
14- ألبعض من آلنساء المُحاضرات يستخدمن المساحيق لتلين آلشّفة لتجنب إصطكاكها مع آلأسنان, و حفظها برّاقة مشعّة, و كذلك حفظ الفم رطباً أثناء آلتّحدث, و آلبعض يحمل في يديه قطعة حجر لنعومة ملمسه و برودته و كذلك لتقليل إضطراباته, كما إنّ آلبعض تعود أن يحمل في يديه مسبحة لنفس الغرض, و يمكنك حمل أي شيئ يجعلك تحس بآلراحة و الأطمئنان, لأنك في كل هذه المحاولات تريد إخفاء خوفك أمامهم, لأنها تمثل نقطة سلبيّة كبيرة!
في آلحقيقة إنّ إخفاءك للأضطراب؛ هو أفضل شفاء و إسلوب لأداء ألخطبة على أتمّ وجه و بشكلٍ جيدٍ, حاول آلحفاظ على توازنك و عدم التخوف و أنت تنتظر دورك للصعود على المنبر أو المنصة, لأنك في الحقيقة صعدت على المنصة منذ دخولك آلقاعة أو مكان الأحتفال.
15- عند آلجلوس ضع رجليك على الأرض, و تنفس براحة و هدوء, و لو تعرّقت يداك فحاول مسحها بآلمنديل الذي معك.
16- حاول إبعاد ألأضطراب عن نفسك, حدّث نفسك بأمورٍ تساعدك على إبعاد آلأضطراب عن نفسك, ذكّر نفسك بشيئ إيجابيّ قاله أحد أصدقائك, ذكّر نفسك بكونك أفضل آلحاضرين في فهمك و ثقافتك و وعيك للموضوع, و إنّ صوتك هو أفضل الأصوات, أو أي شيئ يجعلك مطمئناً, كأن تُلقّن نفسكَ بكونكَ أعلم و أفهم هؤلاء جميعاً, أو "أنا هنا لأعطيهم علمي و أشاركهم في العطاء", يُمكنك أن تقول لنفسك أيضاً؛ "أنني إنسان كامل؛ أنا ذكيّ؛ و أنا جاهدت طويلاً, كن إيجابياً مع نفسك.
و أخيراً إذا حان وقت محاضرتك فأنهض بثقة و إطمئنان كامل؛ إمسك ورقة الخطابة بيديك؛ و توجه بإستقامة و هدوء نحو آلمنصة؛ و لا تُحرّك كثيراً أوراقك؛ حافظ على هيئتك و تقاسيم وجهك و سيطر على نفسك, و لو داهمك الخوف حاول أن تكون طبيعياً, لأنّ نصف آلمعركة في آلخطابة تتمثل بآلسّيطرة على آلنّفس, لأنّ آلسيطرة على النفس تجلب آلراحة, و إعلم بأن إحساسك بآلخوف هو شيئ طبيعيّ يعاني منه آلجميع, فما تمرُّ به من حالات نفسية يمرُّ بها آلجميع بلا إستثناء, ألمهم هو أن تعرف كيف تسيطر على نفسك!
لقد مررت من قبل بهذه آلحالة, و آلنتيجة كانت إيجابية في النهاية و عاديّة و لم يترك عليك أيّ أثرٍ سلبيّ, جميع آلمشاهدين يريدون أن يسمعوا كلامك و هم يعلمون أنّك ستقول لهم كلاماً جميلاً, عليك آلأنتظار لعدّة ثوانٍ عندما تقف وجهاً لوجه أمام الحاضرين, ثمّ تنفّس بعمقٍ و إشرب قليلاً من آلماء, و إنظر إلى آلناس لكي تُحقق الأتصال معهم.
بعد كل تلك التمارين و تجاوزك للمواقف آلتي فصّلناها, عليك أن تكون قد حفظت مقدمة الموضوع بوعي كامل, فلا حاجة للنظر إليه في آلورقة, و إذا نظرت إلى أوراقك خلال المحاضرة فعليك قبل آلبدء بآلحديث إعادة ألنظر مجدداً إلى آلحاضرين لتأكيد الأتصال بهم.
تذكّر دائماً أنْ تتحدث بهدوء و وضوح, و عليك آلتنفس بعمقٍ, و إذا كنتَ من النوع الذي تخاف كثيراً, فأنّ حلّهُ يكون من خلال إتّباعك للخطوات آلتي بيّناها آنفا, فبتطبيقها لن تبقى لديك مشكلة, و ما إنْ بدأتَ بمحاضرتك فأنّكَ تحسّ شيئاً فشيئاً بزوال إضطرابك, و يُمكنك آلتلذذ بآلنّصر آلذي حقّقتهُ نتيجة إتباعك لكلّ تلكَ الخطوات.
لنفرض أنّك واجهتَ حالةً من الخوف لم تشهده من قبل, فعليكَ أنْ لا تضطرب, فقد يكون سبب ذلك هو أن آلمحاضرة مضغوطة بآلمعلومات(مكثفة) و هناك من يريد مشاركتك في آلخطابة, أو ربّما لكونك لم تنم بشكل كافي في الليلة السّابقة؛ في هذه الأثناء لا يسعدك و لا ينقذك سوى إشعارك لنفسك بأنك أنت آلواقف على رجليك و إنّ جسمك متصلٌ مع بدنك, و عليك آلتنفس بعمقٍ و إستمرارٍ .. لكونه هو آلسبب في إدامة حياتك و لإبعاد هذه ألحالة العارضة يُمكنك آلأطالة في تناول شرب الماء, و لو تعرّق وجهك يُمكنك آلقول؛ (إسمحوا لي), ثمّ تبدأ بمسح وجهكَ, و إعلم أنّ آلناس لا يُمكنهم أنْ يسمعوا دقّات قلبك إو إرتعاشات رجليك, حاول في كلّ تلك الحالات إظهار نفسك هادئاً حتّى لو لم تكن كذلك.
تأمل و تيقن بأنّ الذي تشعر به هو ليس خوفاً كبيراً مهيّجاً, بل يُمكنك آلتمتع بلذّتها إنْ أمكنك,حاول أنْ تهضم ألحالة و تعبرها بإيجابية, بحيث تقلب حالة الأضطراب إلى حالة إنعاش, و بذلك يُمكنك أنْ تُسَيّر آلحالة بشكلٍ تُحقّق معها خطاباً جيّداً, و إذا أردتَ أنْ تضع يديك للأمساك بأطراف ألمنصة كسندٍ لك فإفعل ذلك.
حاول أنْ تحتفظ بتوازن و توازي نظراتك مع عددٍ من آلحضور, تذكّر دائماً أنّ ألمستمعين هم بشرٌ عاديون و ليسوا وحوشاً جالسين للأستماع إليك, بل حضروا للأستماع إليك, لا تتحرّك من فوق منصة ألخطابة, و تجنّب إظهار حركاتٍ غير موزونةٍ و إعتمد على نفسكَ, و إنظر إلى مقالتك بين حين و آخر و حاول أنْ تبتسم دوماً, ثمّ إبدأ بآلكلام مُجدّداً.
و عندما تتحدّث حاول أنْ لا يكون ذات نبرةٍ واحدةٍ, بلْ يجب أنْ تُناسب الكلمات و آلمقاطع و آلمعنى, و كذلك بيّن بوضوح ألنّقاط ألمهمة في آلخطبة و إسندها بحركاتِ يديكَ و راسكَ, و حاول أنْ تُحرّك جسمك بين حينٍ و آخرٍ قليلاً من حولك لحفظ آلجسم و تلافي التعب و آلخمول لطول آلمحاضرة.
و أهمّ نقطة يجب عليك ملاحظتها هي آلنظر إلى آلحضور بمحبةٍ و بنظرة حنونة, و تلذّذ من آلحالة آلتي تُجريها ..
إنّهُ زمن طلوعك و ظهورك ..
إنّها آللحظة آلتاريخية ألتي تسجل فيها موقفك و وجودك أمام الناس و أمام حقيقة الوجود للوصول إلى آلمعشوق الأزلي آلذي نذرت وجودك لأجله, و لا حول و لا قوّة إلّا بآلله العليّ العظيم.
عزيز الخزرجي
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟