|
الجيش المصري وطنية وانتماء ضاربان في الجذور
محمد نبيل الشيمي
الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 13:06
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
الجيش المصري وطنية وانتماء ضاربان في الجذور
الجيش المصري ربما يكون الوحيد بين جيوش العالم الذي عاصر تأسيس الدولة الفرعونية .. بدأ جيشاً قوياً منظماً الملك قائده الأعلى والقائد النظري عند المعارك واعتمد الجيش المصري على فكرة تجميع الجنود من الريف ومن شباب المستعمرات في النوبة وليبيا .. كان ذلك عندما يقرر الجيش إخضاع البدو من أهالي البلدان المجاورة أما في الظروف العادية فقد كان الاعتماد يكاد يكون كلياً على القوات النظامية وكانت قليلة العدد وتستخدم في المهام الأنسانية والأشغال العامة والتجارة ونقل المعادن من الصحراء الشرقية والملاحظ هنا أن الجيش المصري يعد الجيش الأول في العالم الذي فرض التجنيد الإجباري والتعبئة العامة عند الضرورة وفي حالة تعرض الأمن القومي إلى مخاطر في حين كان في أوقات السلم يعمل في الخدمات التي يطلبها المجتمع وهذا التوجه ما زال سارياً حتى الآن فالجيش المصري يعمل في شق الطرق وبناء الجسور وإقامة المشروعات والعمل في مجالات الأمن الغذائي ـ كان الجيش المصري في الدولة القديمة يضم قواتاً دائمة لها مهام محددة وعند الطوارىء تنضم إليها قوات أخرى يتم تجنيدها .. عرف الجيش المصري الرتب العسكرية وكان يخضع أفراده لأوامره وقوانين دقيقة ويشير الدارسون إلى أن الجيش المصري هو مبتدع علم الإدارة .. كان النظام العسكري في ميادين القتال نطاقاً صارماً يستند إلى قواعد أخلاقية فلم يكن يسمح لجندي الاعتداء على زميله وألا يخطف شيئاً منه ولا يسلب أي شيء من أي قريه يمر عليها ... كان الجيش المصري هو من ابتكر سلاح الرماية بالرماح والنبال ... وفي عصر الدولة الحديثة وهو عصر الفتوحات العظمى بدأ الجيش المصري مرحلة أعلى تنظيماً ولم يعد الفرعون هو من يقود المعارك بنفسه بل كان هناك مجلس حرب وتسند قيادة الجيش لقائد عظيم وقسمت البلاد إلى مناطق عسكريه يشرف على كل منطقة ضابط مسئول .. عرف الجيش المصري أهمية الفرد المقاتل فكونت فرق المشاه برئاسة ضابط يحمل رتبة لواء ويقسم الفرقة إلى أربعة أقسام بكل قسم 50 عنصراً وكانت الأقسام تحمل أسماء الشخصيات المهمةعظيمة من الملوك والألهة العظمي كرع وأمون وغيرهما من الآلهه ولكل قسم علم في شكل صور تثبت على سيقان خشبية .. وفي عصر الأسرة التاسعة عشر قسم الجيش إلى أربعة فرق من قسمين (المشاه وراكبو العربات ) ولم يغفل قدماء المصريين بناء أسطول قوي فكان الأسطول المصري السيد السائد في منطقة البحر المتوسط والبحر الأحمر (ليس من قبيل المبالغة أن هذا التفرد عاد ليتكرر أيام محمد علي حيث كان الاسطول المصري يأتي ثالثاً بعد الاسطولين الإنجليزي والفرنسي ).. هكذا تأسس جيش مصر العظيم الذي قاد منظومة الكفاح والثورة منذ التاريخ .. جيش لم ينفصل عن قضايا شعبة جيش ضاربً الجذور في الوطنية .. لم يخن جيش مصر أماني المصريين وكان وما زال طليعة الثورة .. لقد كان للجيش المصري الدور الأكبر في الدفاع عن حضارة مصر ضد الغزاة..حارب الهكسوس وطردهم شر طردة وخاض معارك عديدة في قادش.. ومجيدو وحطين وعين جالوت .. والأخيرة تحديداً كانت نقطة التحول بالنسبة للعالم كله فلولا جيش مصر الذي حطم كبرياء التتار ما كانت أوروبا المتقدمة وربما ما كانت هناك مدنية...وحارب الجيش المصري حروب العرب المقدسة في فلسطين عام 48 وخاض حرب 56 في مواجهة العدوان الثلاثي...ولم يقف دور الجيش المصري عند هذا الحد بل كان ومازال يشارك في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في العالم..في الكونغو وصربيا وغيرهما من المناطق الملتهبة. ... قاد الجيش المصري حركة النضال ضد الحكام المستبدين وها هو عرابي يقف شامخاً أمام الخديوي توفيق قائلاً (والله لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم ) ... وها هو جمال عبد الناصر يقود الضباط الأحرار للإحاطة بحكم ملكي فاسد ويقيم نظاماً يعتمد العدالة الاجتماعية منهجاً للحكم وهو الجيش الذي رد هزيمة 67 بانتصار قلب الموازين وقطع أذرع الصلف الصهيوني .. وهو الجيش العظيم الوطني الذي انحاز إلى شعب مصر في مواجهة مبارك في 25 يناير 2011 ربما الآن لم يكتب بعد تفاصيل بطولة وعظمة جيش مصر المنحاز دوماً لشعبه ولكن التاريخ يسجل الآن في سطوره أن جيش مصر حمي مصرأرضاً وشعباً من الانقسام والحرب الأهلية ... وسطر الجيش ملحمة أخرى تضاف إلى سجله الناصح البياض يوم نزل على رغبة المصريين في 30يونيو 2013 منحازاً لأمانيهم وآمالهم ضد حكم عصابة فاشية تكفيرية قاتلة .. وقف الجيش المصري وقفة رجل واحد ملؤه الإيمان بالله وحب الوطن .. أنه جيش مصر العظيم تحيه له ولو أني لم أكتب الكثير في حق هذا الجيش العظيم فهناك من أهم أقدر على ذلك .. ولكن هو جيش الشعب .. هو اسطورة النضال .. هو ليس عسكر كما يقول السفهاء الجهلاء .. هو جيش مصر ابن مصر وليحيا جيش مصر .
#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيد قطب ومنهجه التكفيري
-
هل تعد السخرية فناً؟
-
مأزق السلفيين
-
رئيسان وثورتان
-
التوافقية
-
ثورات الربيع العربي ... والمعارضة السياسية
-
الفساد السياسى
-
مصر..وماذا بعد؟
-
الجنيه المصري بين المؤامرة والمقامرة
-
الأخوان المسلمون والنظام الاقتصادي
-
مصر والموقف الملتبس..
-
مصر والمرحلة الفارقة
-
الكويز اتفاق مر الثمرة
-
قراة في الزجل
-
قراءة في خطاب رئيس اخواني
-
السلفيون...الجذور والأفكار: دراسة وصفية 1/3
-
السلفيون...الجذور والأفكار: دراسة وصفية التيارات السلفية في
...
-
السلفيون...الجذور والأفكار: دراسة وصفية 3/3
-
نشأة الاستبداد في الدولة الاسلامية..قراءة أولية
-
الثورة المصرية استحقاقات لم تكتمل وقلق مشروع
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
علاقة السيد - التابع مع الغرب
/ مازن كم الماز
-
روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي
/ فاروق الصيّاحي
-
بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح
/ محمد علي مقلد
-
حرب التحرير في البانيا
/ محمد شيخو
-
التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء
/ خالد الكزولي
-
عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر
/ أحمد القصير
-
الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي
/ معز الراجحي
-
البلشفية وقضايا الثورة الصينية
/ ستالين
المزيد.....
|