أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال طعمه - من هذه الحياة(3)اوهام رجل..















المزيد.....

من هذه الحياة(3)اوهام رجل..


امال طعمه

الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 13:58
المحور: الادب والفن
    



عاد الى بيته مبكرا هذا اليوم على غير عادته، أحسَ بصداع قوي فغادر عمله متذرعاً بمرض مفاجئ، فعلق بأزمة سير خانقة في طريق عودته الى المنزل ..استدار يمينا واخذ طريقا بديلة ودخل في متاهات الشوارع الفرعية .وصل الى طريق ..آه كم سلك هذا الطريق من قبل مرات ومرات!! كان هذا منذ زمن، زمن بعيد، تأمل المبنى القديم في اخر الشارع الضيق ،لطالما تسائل بحيرة عن وجود مبنى حكومي مهم في شارع فرعي مثل هذا الشارع!!
كان يأمل بأن يراها من بعيد ولكن موعد انتهاء الدوام لم يحن بعد.. فلم يلمحها!
سمع زوامير السيارات من خلفه تستحثه على المسير !! فهو توقف فجأه في منتصف الشارع!
اتجه في طريق اخر فرعي مودعاً الشارع الضيق الذي كان يوماً قبلة عشقه!!
عاد الى البيت رغم ذلك مبكرا !وأتمَ كل اعمال اليوم الروتينية..
تناول الغداء..الشاي..القيلولة ..اللعب مع بناته الصغيرات.. لكنه كان يشعر بالصداع يؤلمه اكثر
اخذ حبة مهدئة اخرى..
قال في نفسه لعلها افكاري هي التي توجع رأسي؟
حنينه الى ماض ذهب ..واسئلة تحاصر حاضره..اين انا؟ احساس غربة مفاجئ انتابه وكأنه سافر الاف الاميال عن وطنه!!
فتح التلفاز ليتفرج على الاخبار لم يكن له مزاج لرؤية نفس الاحداث بتواريخ مختلفة ..كل يوم نفس الاخبار ..تفجير ..قصف ..ندوات ..مؤتمرات ..مظاهرات واعتصامات..لم يعد يهتم بما يحدث من حوله!!
قام من مقعده ..رأى زوجته امام جهاز الكمبيوتر..ترى ما الذي يشد اهتمامها هكذا فهي منذ ساعة واكثر لم تتحرك من امامه!!
شاهدتني زوجتي وانا احوم حولها سألتني بدلع : بتريد شي؟
قلت بحزم:لا
راودتني فكرة مجنونة بأن اقول لها ما اريد حقا!اريد اشياء كثيرة ولكن لا اظنك تريدين او تقدرين ان تفعليها!
نصحها عدة مرات بأن تكمل تعليمها..فلم تستجب ايمانا منها بأنها لو تعلمت فان ذلك لن يفيدها شيئا طالما مكانها هو البيت مع اطفالها!عندها قال لها بأن تعمل !ضحكت وقالت له بأن ما ستجنيه من وظيفتها-ان لقيت وظيفة- لن يكون مجديا ،ومن سيرعى الاطفال!!
ربما لديها وجهة نظر!
اقترح مؤخرا عليها ان تنضم لاحدى الجمعيات الخيرية بعد ان شكت له الزهق من قعدة البيت، فكانت ان ذهبت يومين ثم لم تعد تذهب ،سألها عن السبب، قالت: جماعة نساوين شلل وتحزبات لم اجد نفسي بينهن!هي لم تقل له انها شعرت بانهن يتعالين عليها !!
بعدها لم ينصحها بعمل شيء خارج نطاق المنزل..فقط نصحها بالقراءة ،
- لم لا تقرأين هنالك الكثير من الكتب الشيقة على الانترنت؟
فكان ان استجابت ولكنها قرأت فقط كتب الطبيخ والتدواي بالاعشاب وفك السحر، اي سحر؟؟هل تعتقد ان هناك شخصا قد سحرني؟؟
احيانا فليسامحني الله اشعر بانها متخلفة ليست من القرن الحادي والعشرين! او انها فقط متخلفة عني
وعما أريده!
اكذب ان قلت لا احب شكلها ولا يستهويني جسدها الجذاب لكن بعد ذلك لا يوجد شي اخر ..اه نسيت طعامها اللذيذ ..الذي يشبه طعام امي!!
حاولت ان افرض ما اريده عليها ..ليس ارائي طبعا!! انما ما اتوقعه منها! حاولت ان ان اغير في طباعها؟
في نظرتها للامور..بمعنى اخر ان اغيرها تماما؟؟ فشلت فشلا ذريعا، وبعدها سألت نفسي هل انا محق في نظرتي هذه ام لا؟؟ان كنت لا ارى فيها الزوجة التي اريد فلم تزوجتها اصلا؟؟تزوجتها حتى لا اغضب أمي.. هل اتجنى انا عليها! هل انا فقط اريدها ان تكون نسخة عن من احببت ذات يوم!!
حتى امي لاحظت عدم ارتياحي ,, راحت تسألني عن معاملة زوجتي لي عرفت قصدها وضحكت في سري قلت لها :الامر ليس كما تظنين يا امي ! تعجبت وقالت اذن ماذا؟؟
قالت ذات يوم لي انت بتتبطر على النعمة روح شوف غيرك يتمنى يكون عنده نص ما عندك! لم أدر يومها ماهو الذي عندي وليس عند غيري بالذات؟ هل الممتلكات؟ لا اظن ان لدي حقا ما قد اسميه ممتلكات ، اهي الوظيفة؟؟ هنالك من يعمل في وظائف افضل ،هل هي زوجتي الجميلة ؟؟ حسنا الجمال ليس كل شيء..بعضا من الجنون ما اريد ..بعضا من الاختلاف ..بعضا من التشارك..بعضا من الحب!
تطلع الى زوجته القابعة خلف الكمبيوتر وقبل ساعات كانت امام التلفاز تشاهد حلقة معادة من مسلسها التركي المفضل والغريب انها تشاهد حلقاته مرتين لماذا؟هل تتأمل الاحداث والمشاهد؟ام انها تتأمل الاشخاص؟ ام تشعر انها هكذا اصبحت جزءاً من هذا العالم التركي ! بعد ان انتهى المسلسل التركي الممل جاء دور البحث على غوغل!!البحث عن ماذا؟ عن وصفات جديدة للطبخ والحلويات او كما رآها مرة خلسة تبحث عن وصفات لتكبير الثدي؟حسنا ربما الان بما انها الان تريد ان تحبل وتنجب ولدا، فقد تبحث عن وصفات اخرى!!
زوجتي من النوع التقليدي تهتم ببيتها وصحة زوجها واولادها، محور الاهتمام لديها، الطعام، النظافة والاعتناء بنفسها من اجلي !ليست نكدة تحب الاشياء البسيطة يفرحها ان نجد نفسها قد اتمت واجباتها اليومية تجاه عائلتها..
لاتهمل ابدا بيتها وانا اشهد لذلك، لكن؟
حسنا ربما لو قرأ احد افكاري لقال حقا اني اتبطر على النعمة!
لكني اشعر بالنقص !
تزوجتُ بناء على اختيار امي ! ابنة خالتي ، فيها كل المواصفات جميلة ،ست بيت ،وصغيرة أربيها على كيفي حسبما قالت لي امي!
جميلة، صغيرة ،ست بيت ،وماذا يريد الرجل اكثر؟؟
انتهى دور البحث على غوغل وقد عرف انها كانت تبحث عن الطريقة الصينية لتحديد جنس الجنين ؟؟
راحت توضب ما قد بعثرنه صغيراتها من العاب وحاجيات على الارض.
وجاء دور المسلسل التركي من جديد ، لكن حلقة جديدة ليست اعادة !!
قبلها اعدت له القهوة مع قطعة حلوى،،وجلست تشاهد مسلسلها بجانبه .
شعرت بأنه يراقبها ..منذ ان كانت امام الكمبيوتر ،،فكرت لربما اراد شيئا سألته فلم يجب بما ارادت،، تحيرت منه كما تحيرت كل يوم،، تحس أنه يريد شيئا ما وهي لا تعرف ماهو؟؟ هي لاتدري ماذا يريد منها؟
تربت على ان الزوجة عليها القيام بأشياء محددة ولاشيء غير ذلك؟ فماذا يريد ؟هي تقوم بكل ما قيل لها ،ولكنه يطلب طلبات غريبة منها، ان تكمل تعليمها مثلا! و ما الذي سيتغير فيها ان اكملت تعليمها؟؟
كان الجو هادئا ،فبناته الصغيرات- على غير العادة- نمن مبكراً هذه الليلة!
نظر اليها بتأمل وكانه لأول مرة يراها ،فجأة شعر برغبة قوية تجاهها ،،فمال باتجاهها ..واشتم رائحة عطرها المثير، فبدأ يقبلها بشغف..احس بشعور جارف ورغبة عارمة بأن يلتهم كل جسدها..
هي شعرت باقترابه اكثر منها ،وضع يده على فخذها ، اقترب من خدها..
مالت اليه وحوطته بذراعيها..
وبدأ المسلسل التركي ..لكنها لم ترد مشاهدته الان .. الان تشعر بأنه يريدها كلها..
وهو يشعر بأنها كل ما يتوق اليه الان!وكل ما يريده حقا!
اطفأت التلفاز ..واطفأت الاضواء ..وانطفأت شعلة الافكار اخيرا..



#امال_طعمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترهات فيسبوكية
- من هذه الحياة(2).. وجاء الموعد
- نحن والسر الفيروزي!!
- قميص أسود
- من هذه الحياة(1).. بانتظار الخبر السعيد
- تمرد تحت المطر


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امال طعمه - من هذه الحياة(3)اوهام رجل..