هنية ناجيم
الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 19:39
المحور:
الادب والفن
يوما ما، سأراكِ في لوحة رسام ما. يوما ما، سأراها في مزادٍ ما. وسأشتريها بمالي، ستكون أجمل المشتريات، أثرى ممتلكاتي. يوما ما، سأعلقها في أضخم القاعات، حيث أثرى أثاثي، وأعرق أثاراتي.
يوما ما، ستكونين لي، أنا رجل الأمس. ذاك الرجل الذي أصبح مجرد صفحة من صفحات ذكرياتك المنسية من تاريخك. ذكريات ستنطق بها عيناك عندما أسألها وأنتِ في اللوحة: "من أكون؟". وستعترف لي، وستجيب بكل طلاقة وصدقٍ، عكس ما عهدتُ منكِ، وستطعنكِ بإعترافها، كما سبق وأن طعنتِ، بلسانك الخنجر، كل همساتي التي لجأت إليكِ في الماضي. الخنجر الذي طعن براءتي وتركني صريعا، عجوز الهوى الصغير، أتهجأ برقية لعينيَّ حتى تتوقفا عن الهطول الذي أغرق كل كياني بكل دمار...
كان هذا في يوم من الأيام، قد فرت منكِ، وعادت من صفحات النسيان، لتحفر في ذاكرتي.
وانتقاما لها، كلفتُ كل الرسامين عبر العالم ليرسموكِ، أمام أي بحر، وعلى بر أي مكان. وعهدا مني لكِ، يوما ما، سأراكِ في لوحة رسام ما. يوما ما، سأراها في مزادٍ ما. وستكونين لي وحدي أنا، رجل الأمس.
#هنية_ناجيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟