صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 18:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان يا ما كان . شعب اسمه شعب السودان
كان له وزير دفاع اسمه : عبد الرحمن
لما الشعب ضاق ذرعاً من رئيس ديكتاتور
اسمه جعفر النمير .
و تصاعد المد الغاضب للجماهير
ظل وزير دفاع السودان . يرقب الاوضاع لمدة عشرة ايام
ثم اجتمع مع قادة الجيش الهمام
وأعلن انحياز القوات المسلحة الى جانب الأنام
في "عملية بيضاء, يسودها الوئام " ..
حدث هذا منذ قرابة ثلاثين عام - 1985
وشعب السودان في ذاك الموقف . كان ذكياً عاقلاً..
- ماذا فعل ؟
لم يقل لوزير الدفاع : لازم تصير انت الرئيس .
ولا عمل له أغاني أوألحان .. ..
بالرغم من أن وزير الدفاع السوداني.. لم يكن ضليعاً في خلق مشكلة الشعب مع جعفر النميري .
أي أن موقفه الوطني في صف الشعب . لم تكن تشوبه شائبة ..
( معلوم ..؟ .. مفهوم ..؟ ) ..
ولم تقم المنظمات والأفراد من هنا وهناك تطالب " عبد الرحمن سوار الذهب " وتتوسل اليه بأن يكون مرشحاً للرئاسة .
لأنه لو صار وزير الدفاع رئيساً للدولة , بتلك الطريقة . فستكون سابقة خطيرة . لا يدرك أبعاها المغفلون ..
فهذا معناه - فيما بعد - ان أي وزير دفاع , تسول له نفسه أن يكون رئيساً للدولة .. ممكن يختلق سبباً ليقوم بحركة مماثلة . علي أثرها يرفعه الشعب الأهبل لمنصب الرئاسة ..!
بعد التوسل والترجي من الشعب . والتمنع والتعزز , من وزير الدفاع - !
ومنصب الرئاسة . منصب سياسي مدني . لا دخل له بشغل الجيوش ..
وان كان وزير دفاع عندما ينحاز لجانب شعبه يكافئه الشعب بمنصب الرئاسة !
فماذا لو كسب وزير الدفاع . معركة حربية كبري . واتي بنصر مظفر ؟! ..
كيف يمكن أن يكافئة شعب أهبل ؟
طبعاً ممكن ينصبه الهاً أو نبياً . أو ولياً من أولياء الله الصالحين - علي الأقل - !
وبماذا يمكن أن يكافئه شعب عاقل ؟
الجواب : ليس أكثر من أوسمة , أو قلائد أو نياشين . فقط , ولاغير ..
بالاضافة لمكافأة التاريخ له . بحجز صفحة مشرقة باسمه ..
بس وخلاص . لا أكثر ولا أقل.
المناصب السياسية ولاسيما الكبري منها . ليست للمكافآت أو للتكريم . ولا للتعبير عن الشكر والامتنان .
انما هي مسؤوليات يحملها من تخصصوا فيها , وليسوا من تخصصوا في الحروب .
كانت تلك هي الحدوثة السودانية القديمة . ابنة ال30 عاماً .
وتوتة توتة . خلصت الحدوتة
************************
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟