جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 21:08
المحور:
الادب والفن
أَنْتِ وَطَنِي
عُدْتُ إِليكِ..
هَا أَنَا ذّا مَاثِلاً بِينَ يَدِيكِ،
جِئْتُكِ مُسْتَسْلِمَاً، جِئْتُكِ مُنْهَزِمَاً،
فَهَيا هَاتِي مَا لَدِيكِ،
إِنْ شِئْتِي إِصنَعِي مْنِّي قِسِّيسً أَحْمَقً،
أَوْ إِجْعَلِي مِنِّي قَلَمَ حُمْرَةٍ لِشَفَتَيْكِ،
إِنْ شِئْتِي دَمِّرِينِي، إِنْ شِئْتِي اُرْجُمِينِي،
ثُمَّ اَحْرِقِي جَسَدِي،
وَإِصْنَعِي مِنْ رَمَادِي الأَسْوَدِ،
كُحْلاً كُرْدِيَاً لِعَيْنَيْكِ،
إِنْ شِئْتِي قَبِّلِينِي، إِنْ شِئْتِي قَطِّعِينِي،
فَأَنَا لَسْتُ إِلا بِضْعَ قَصَائِدٍ،
قُلْتُهَا فِي مُقْلَتَيكِ،
أَنَا لَا أَعْرِفُ كَيفَ تُعْزَفُ المُوسِيقَى،
وَلَا كَيفَ تَبْكِي لَهَا العَيونْ،
وَأَجْهَلُ جُغْرَافْيا العَالَمْ،
وَأَجْهَلُ التَّارِيخَ، وَأَجْهَلُ كُلَّ الفُنُونْ،
مَا حَاجَتِي بِالعَلْمِ وأَنْتِ عَالَمِي يَا سَيدَتِي،
مَا حَاجَتِي بِالمُوسِيقَى وَأَنْتِ لَحْنُ الحَياةْ،
أَنْتِ وَطَنِي، لَا وَطَنَ يَعْنِينِي سِوَاكِ،
وَلَيّسَ لِلحُرِّ غَيرَ الشَّهَادَةِ،
فِي سَبِيلِ عَيْنَيْكِ اَنْ يُحَاكِي،
عُدْتُ إِلَيكِ..
لِأَكْتُبَ فِي عَيْنَيْكِ قَصِيدَةً أُخْرَى،
فَكَلِمَاتُ الحُبِّ عِنْدِي لَكِي لَمْ تَنْتَهِي،
وَحَمَاقَاتِي المَجْنُونَةَ بِكِ لَمْ تَنْتَهِي،
وَلَنْ تَنْتَهِي حَرَائِقُ قَلْبِي،
كُلَّمَا أَقْبَلَ الغُرُوبْ،
وَهَلْ يَنْتَهِي الرَّبِيعُ باِخْضِرَارِ الشَّجَرْ،
وَهَلْ يَرْحَلُ الجَّمَالُ عَنْ وَجْهِ القَمَرْ،
لَا يَا حَبِيبَتِي..
لّا تَنْتَهِي الأَنْهَارُ بِسُقُوطِ المَطَرْ،
عُدْتُ إِلَيكِ فَلَا تُبَالِي،
وَإِصْنَعِي مِنِّي مَا شِئْتِي،
حَتَّى تَهْنَئِينْ.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟