هالة حجازي
الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 21:08
المحور:
الادب والفن
" كوني جميلة واصمتي ".. يتعدى هذا القول أن يكون مثلاً فرنسياً بل هو سلوك إجتماعي أصبحنا نغرسه ونمارسه مع الأسف في ثقافتنا اليومية مع النساء الجميلات حتى صدقت المرأة الجميلة إنّ فتنتها وحدها تكفي لفتح الطرق وتذليل الصعاب دون الحاجة لتكبد معاناة التعلم والغوص في بحور الثقافة
نحن نحصد ثماراً فجةً لأفكارٍ زُرعت لنا في تربةٍ غير تربتنا، فلماذا لا نعيد النظر في فلسفتها الصحيحة ، فهل لمجرد كونها متناقلة ووليدة تاريخ ما تُمنح درجة السلوك الاجتماعي السليم لتكون قانوناً يطبق أو منهجاً سلوكياً يُحتذى !؟
يؤسفني أن أكثر الرجال في عصرنا هذا يساعدون على ترسيخ هذا الفكر وكأنهم يقولون : إن الجمال والذكاء متوازيان لا يلتقيان
حيرت المرأة الجميلة العديد من العقلاء والحكماء والفلاسفة فمنهم من فندها لهواه ومنهم من أنزلها منازل التحقير والعبودية ومنهم من جعلها المتاع والشهوة، ونسوا جميعاً أن لها عقلاً مدبراً وفكراً ساحراً
كوني جميلة .. لا تتكلمي سوف تشوهين جمالك .. أنت حمقاء ,فارغة الروح ,خرقاء وبالية، تلك هي نظرة البعض الاختزالية للمرأة !!
ومن ذلك الغبي الذي قال : إن ثمة عدائية بين المظهر والجوهر ؟
ما أجمل المرأة حين تكون متميزة في كل شيء في جوهرها ومظهرها وذات جمال حقيقي ذو معنىً يطفو على سطح شخصيتها كقوس قزح من السحر يزين جبهتها بالفكر.
لا تتكلمي سوف تشوهين جمالك .. في مجتمعنا الذكوري هذا نسوا إن كل العظماء ولدوا من رحم إمرأة، وتجاهلوا نساء بزغت نجومهن وسطعت أضواءهن وخلدهن التاريخ وكن قدوة في ذكائهن ، ولم ينقصهن جمال وجاذبية المظهر وسحر الذكاء المتقد وما زلن قابعات في عقولنا وأفكارنا حتى اللحظة.
ابحثوا عنهن في لفافة الذاكرة وعن بطولاتن التي خلدها التاريخ وعن سحرهن بالفطنة والجمال
لا أحد منا ينكر أن الجمال لا يأسره أو يؤثر فيه، حتى رسول الله "صلى الله عليه وسلم " كان جميلاً يحب كل جمال في الخُلقِ والخَلق
.
حتى ذكر الجمال في أول سياق حديثه عن صفات المرأة الصالحة التي هي نعمة هذه الدنيا : إن نظرت إليها أسرتك, وإن أمرتها أطاعتك ,وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك.
إلى حواء أقول : كوني جميلة ... وإياك أن تصمتي
#هالة_حجازي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟