سامر السامر
الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 21:07
المحور:
كتابات ساخرة
كنت شخصيا ممن جربوا محنة الفيس بوك،،لا لولع بالتجريب لانني انتمي وبكل الفخر للعصر الحجري في موضوع التواصل الاجتماعي واعشق مقوله،،الفيس الي تجيك منه الريح،،سده واستريح،،مع أنني استخدم الإنترنت لغايات اسمح لنفسي بوصفها بالنظيفة بحول الله لانها اما علمية واما أدبية او سياسية لولع تعلمناه من الشياب في تتبع ما يجري في العالم بعد ان تقطعت بنا سبل التتبع اثر ذهاب الراديو المحبب مع النظام السابق،،وحلول عشرطعش محطة (للهز،،والجز)وتلوث التلفاز بالفضائيات التي عجزت عن بناء ولو قنطرة ثقة معها لانها تتوزع بين إخبارية خليجية مأجورة تعتاش على دماء الشعوب وماسيها،،او درامية متعاقدة على نشر الفساد الممنهج عبر دراما تركية اقل ما توصف به أنها،،ساقطة،،تبث سموم الفساد في مضامينها الاجتماعية المضللة،،او قنوات الزعيق والنعيق الغنائية العراقية والعربية التي أفسدت الأذواق بامتياز،،وخلقت جيلا تافها من الشباب الفارغ السخيف الذي كتبت لأجل ذوقه المنحط كل تلك القذارات المسماة شعرا غنائيا ليس في حقيقته أكثر من كلام شوارع،،بدءا من (الله يأخذني)مرورا ب( السمك يطير والنسر يعيش بالسما) و(كلب كلب) الي ( كلبت نفوسنا،،كلب) الخ من الإسفاف المسمى فنا ترعاه قنوات الفساد والانحطاط التي تديرها شخصيات وجهات معروفة،،
وأعود الى ( فيسي) الخاص الذي استحدثته لسبب وحيد،،وهو أنني كلما التقيت أحدا في محيط العمل او محيطي الاجتماعي وجدت من (يتفيك) علي بحسابه ويسالني السؤال العقيم نفسه(لديك حساب على الفيس؟؟)او تلك العبارة الغبية نفسها(اشو ما أشوفك على الفيس) وأقبح ما سمعت عبارة من شخص أعرابي التقيته صدفه وقال لي انه،،،لا يستعمل النت لانه(ينشر الفساد) !!!!!!!وانه فقط يستعمل ال( فِيْس بوك) تخيلوا قربها من (فسسسسسسس) التي تقترن صوتيا مع(الفسو) سامحه الله،،ومع ذلك قررت في لحظة ضعف ان اكون عصريا فاستحدثت حسابا فيسبوكيا وحالما استحدثته ابتليت بعشرات الرسائل التي تطلب الإضافات،،والدردشات،،والصدقات لانني لا أخفيكم أمرا وضعت صورة (طاكة) لشاب جميل (ابو بكله) لا تشبهني طبعا لا من بعيد ولا من قريب،،وكان من الصعب في كل مرة افتح فيها(فيسي) الخاص الا اجد (شويعرا عظيما) او (شعرورة) من شعارير قصيدة(النحر والصدر) الذين اصبح عددهم في العراق أكثر من تعداد الدود المتجمع على جيفة متحللة،،،
ما آثار التقزز أكثر هو ما اصبح مالوفا من اغراض استخدام الفيس وفي مقدمتها العلاقات والغراميات التي يدور اكثرها حول صيد الغزالات ،،ومطاردة العانسات البائسات،،وتبادل بنات،،بين الشباب،،وحوادث صاحبتي وصاحبتك،،وصديقها عافهه،،وضربها(دبه) ولا اعرف ماذا حل ب(البوري) القديم،،بل ان هناك من يستخدم مصطلح(سرنجه) في أمور (الحبجيات) ولست اعرف معناها،،بل ان قضايا التشهير والفضائح بالصور والتسجيلات الى جانب المواد المخدشة للحياء أصبحت سمة مميزة لفيس الجماعة،،ولا اعجب،،بل لم اعد استنكر لانني اعرف ان الشباب والمراهقين والأطفال وان شكلوا نسبة ساحقة من مستخدمي الموقع الا ان فئة كبيرة من الرجال والنساء ممن يتجاوزون عمر الثلاثين تستخدمه بل وتدمن عليه،،وان لكل منهم دستة او أكثر من الصحبان والصاحبات،،وتخيلوا كل ذلك بعلم (الأزواج والزوجات) التي تاتي من مفردة(زوج) بدلالتها العراقية العامية المعبرة،،كلها في قائمة،،(اصدقائي) في موجة من (القوادة) العلنية التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ،،لابل انني صعقت حين عرفت ان مديري في العمل هو الآخر رغم احترامي له فيسي الهوى أيضاً،،يفيس ليلا ونهارا،،ناهيك عن أصحابي الذين يحرصون على التفيس،،كما اعتادوا على التفسفس في أمور البلد،،وانتخابات الفسوة الديمقراطية،،والحكومة الفسفوسية،،برئاسة فسيسفس دولة الفافون المالكي،،وصارت الحياة في العراق،،فسفسة لا نهاية لها،،بعد ان فسا علينا برلمان مفسفس،،فوجه ريحه علينا،،،
حتى جاء يوم تخليت فيه عن صفتي (الفيسية) وثبت الى رشد ضيعته يوم قررت ان أكون،،فيسيا،،متطورا،،وأغلقت الباب بوجه كل فيسي قبيح،،
اقول ولست أزعم أنني مصيب 100 بالمئة،،ان مصائب وسلبيات هذا الموقع جاوزت إيجابيته،،وأننا نموت،،ولا نتعلم ان (التفيس) ليس صفة للتطور،،بل هو في الحقيقة تقوقع في دائرة كريهة الرائحة ممتلئة بانفاس فاسدة معدية،،وانه لم يعد أكثر من مجرد مكب لنفايات النفوس الخبيثة،،وان الآباء والأمهات وليس(الاستعمار والاحتلال) هم المجرمون الأصليون،،وللاسف تاكدت من حقيقة مرة وهي انه بعد تجربة أكثر من عشر سنوات عجاف في العراق ان العراقيين غير مهيئين نفسيا وأخلاقيا وعقليا لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي ،،لا سيما هذا الفيس اللعين الذي نشروا عليه قاذورات انفسهم،،
وها انا امامكم اعلن توبة عن(فيستي) التي لا تعكس سوى حماقتي وضعفي الذي اقر به،،وادعوكم لان نوجه ضراطنا على من قصفنا،،وعصفنا،،وطيح حظ ابنائنا وبناتنا،،
#سامر_السامر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟