|
بانتظار اجتماع الفرقاء
غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 16:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بـانـتـظـار اجـتـمـاع الــفــرقــاء... خمسة أيام... خمسة أيام تبقت... والشباب لا و لم يتفقوا بين بعضهم البعض...إن كانوا سيذهبون إلى Montreux .. بديل جنيف 2... أو لا يذهبون... مجتمعون في استنبول.. هيئة المعارضة, برئاسة السيد جــربــا (الشق السعودي) لإعطاء قرارها أن تذهب أو لا تذهب.. دون السيد الصباغ (الشق القطري) المنسحب... الدكتور هيثم المناع (المعتدل أحيانا) يصرح لجريدة لوموند الفرنسية Le Monde مساء البارحة بأن هيئة التنسيق لن تذهب.. ولن تشارك لأن الشروط المفروضة من واشنطن وموسكو (العرابين الرئيسيين) لا تناسبه.. بالإضافة أن العديد من شخصيات هذا الاتجاه معتقلون أو مخطوفون... خمسة أيام... خمسة أيام والشباب لم يتفقوا.. سـوى على ألا يتفقوا على أي شـيء!!!... سـلطة روسية Salade russe عجيبة غريبة.. لا يمكن تحديد مركبات محتوياتها!!!... ********* تساءلت من بداية الأحداث.. ومن بداية كتابتي عنها... هل يرغب كل الفرقاء من سلطة أو معارضة, بجميع تشكيلاتها الهيتروكليتية المتعددة وخلافاتها السياسية والمصلحية والمادية.. والمادية خاصة وشكلا... أن يكون هناك أي اتفاق أو بداية حوار معقول... لأن هذا يعني نقص واضح لأكياس الدولارات التي تتدفق على حساباتها الشخصية.. وبالنسبة للسلطة اهتزاز وتنازل على مقدار مجالاتها ونفوذها وهيمنتها.. بالإضافة أنها حاليا ومنذ سنتين لا تسيطر على مجالات واسعة من البلد.. رغم قوة مقاومتها واستعادتها بــكــر وفــر على بعض المناطق الاستراتيجية من البلد... ولكن وجودها وقوتها كدولة ذات سيادة كاملة.. مشكوك بأمره... إذ أن جحافل المقاتلين الإسلاميين, باختلاف تسمياتهم العجيبة الغريبة.. واختلاف أساليبها واتجاهاتها وغاياتها.. وخاصة خصوبة تمويلها المستمر.. تسيطر ــ متفرقة ــ على أكثر من نصف البلد, وبدأت تمتلك اسلحة ثقيلة مضادة للطيران والدبابات.. وحتى أنها تمتلك عددا من الدبابات والسيارات الصفحة.. ولا تنقصها موارد التسليح والانتقال والتموين... ولكن تنقصها باستمرار الإدارة السياسية... ومنه خطورتها.. وعدم إمكانية قبولها أساليب المفاوضات المعروفة العالمية لوقف القتال... وهذا ما يعاني منه.. وسوف يعاني منه الشعب السوري المنكوب.. زمنا إضافيا طويلا.. بمفاوضات أو دون مفاوضات.. في Genève او في مـديـنـة Montreux السويسرية.. أو في أي مكان آخر.. الآن أو حتى بعد زمن طويل.. طويل جدا.. ولو توقف التمويل, حسبما يأمل العديد من المراقبين الحياديين. لأنه إن وقعت مفاوضات معقولة بين فرقاء معقولين.. سـوف تتحول هذه الجحافل الغير معقولة.. إلى عصابات وقطاع طرق. زمنا طويلا.. بإمرة مجرمي حرب.. لا تريد الاستسلام ولا قبول أي حل... وهذه الجزء المعتم الذي يــحــاك ضد ســوريـا وشعبها من زمن طويل... كما في العراق ولبنان وليبيا اليوم... بلبلة مستمرة.. وفقدان أمان وأمن دائمين.. حتى تستمر حالة عدم الاستقرار والخوف والبحث عن لقمة العيش النادرة... ************** بعد هاتين المقدمتين الواقعيتين.. يستمر أصدقائي المتفائلون الآملون.. بنصحي مطالبين أن أشاركهم بالتفاؤل والأمل.. أن نهاية طيبة.. قادمة.. وأن أكــف عن تشاؤمي الذي اخترت تسميته التشاؤم الإيجابي. كيف تريدونني أن أتفاءل, وأنظر مثلكم إلى السماء منتظرا ليلة القدر.. والموت والحرمان والخوف والقتل والتقتيل مستمر بكل شبر من أرض الوطن الذي يموت كل يوم ألف ألف مرة.. وجحافل الشعارات المرعبة تنفذ أحكامها الشرعية (اللاشرعية) في المدن والقرى السورية التي تعبر فيها.. بلا أي رادع.. الموت مستمر ممنهج.. والتهجير قاعدة القاعدة ومحاربيها, بتسمياتها المختلفة... وأشـكـال عجيبة من زعماء كراكوزيين عجيبة غريبة.. ظهرت على سطوح المؤتمرات والمفاوضات من عالم اللاشيء.. تتحدث عن مصيرنا ومصير شعبنا... ومنها من يجهل حتى لغتنا وتاريخنا وما نرغب وما لا نرغب.. صباحا يقبلون.. ومساء يرفضون... حسبما تحركهم أصابع منتجي مسرحية كراكوز وعيواظ في واشنطن أو في موسكو. يرددون كلمات غير مفهومة.. حتى هم لا يفهمون ما طلب منهم أن يرددوا كببغاءات سيرك متنقل... لا.. ولا ألف مرة لا يا أصدقائي.. لا يمكنني أن أتفاءل.. وحتى يمكنني اعتبار تــفــاؤلــكــم نوعا من الغباء وقبول حشيش كل هذه المؤتمرات الفارغة التي لا يؤمن ــ حقيقة ــ أي من الفرقاء بجدواها ولا يفكر لحظة بمصير البلد أو الشعب الذي يدعون الدفاع عنه وعن مصيره وحريته وسعادته ومستقبله.. وكل منهم شارك ألف مرة بتفجير مصيره وحريته وسعادته. من اختار كل هؤلاء السياسيين أو ممثلي الزعامات الإسلامية وغيرها.. من اختارهم حتى يتفاوضوا أو لا يتفاوضوا باسمنا.. من اختارهم؟؟؟... ألف مرة.. من اختارهم؟؟؟ السعودية؟.. قطر؟... تــركــيــا؟... ماذا تعرف هذه الدول عن كل مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية؟؟؟...هل المملكة الوهابية مثال بالدفاع عن حقوق الإنسان.. وحيث لفظ كلمة ديمقراطية يعتبر كفر وزندقة... وحيث التفكير بممارسة أي طقس ديني آخـر, غير مذهب المملكة, يعرض صاحبه لأقصى العقوبات اللاإنسانية وأفظعها...وهذه المملكة العائلية ايضا.. هي التي تمول الإرهاب في العالم كله.. تريد توجيه حياتنا ومعتقدنا ونوعية تشريعاتنا.. وحتى لباسنا!!!... كيف تريدونني أن أقبل ما يصيبنا... والعالم كله صامت.. فاتحا جميع مجالاته لهذه الممالك والإمارات التي تمول الإرهاب... انظروا إلى أوروبا.. إلى بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.. كيف تشتري هذه الدول التي تشجع الإرهاب الإســلامي (ولنسمي القطة قطة) مؤسسات حساسة فيها.. مؤسسات إعلامية أو اقتصادية أو تقنية.. بسبب الأزمات الأوروبية الاقتصادية.. وهذه الحكومات الاؤروبية تطأطئ الرأس وتدير النظر عن تغلغل هذه الدول التي ترعى الإرهاب وتموله (السعودية وقطر) ناشرة خلاياها وتبشيراتها الإرهابية وشرائعها وأزياءها..داخل وخارج غالب المدن الأوروبية الكبيرة.. وخاصة حيث تعيش الجاليات الغربية والإفريقية الإسلامية المهاجرة إلى هذه البلدان من عشرات السنين... والتي أصبحت بعمى أو تعامي هذه السلطات أوكارا للمخدرات والسلاح وتطويع وتحضير (المجاهدين) الذين يقاتلون في سوريا اليوم. آمل للسوريين أنفسهم ألا حـل إن لم يفهموا تعقدات وذيول مشكلتهم (العويصة)... لأنها تعولمت.. وتداخلت فيها مشاكل ومصالح دول عدة... ومن أهمها وأولها وأخطرها .. هؤلاء المحاربون الغرباء على أرضها.. وأنه لا يوجد أي حــل إن لم يتحد كل السوريين ويتفاهموا بصدق كامل أمين بين بعضهم البعض.. ويتفقوا على حلول سورية ــ سـوريـة... تحفظ وتؤمن مصلحة سوريا فوق وقبل أية مصلحة. وسوف يبقى تشاؤمي إيجابيا راديكاليا.. حتى تبدأ ــ حقيقة ــ أولى بوادر هذه المفاوضات.. لهذه المبادرة..... وحتى هذه اللحظة.. لا أرى أي (بصبوص) ضوء لهذه المبادرة............ بـــالانـــتـــظـــار...... للقارئات والقراء كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة. غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسيو هولاند يهتم بنا!!!...
-
رد على السيدة مرح البقاعي
-
تكهنات.. معقولة... أو كلمات غاضبة...
-
البابا الحالي فرانسوا... وتساؤلات بسيطة أخرى...
-
طبول الفتنة...
-
تحية... أما بعد... نداء أخر...
-
كلمة أخيرة ل 2013
-
آخر الاشتراكيين يشحد في مملكة العتمة
-
رسالة صادقة إلى الدكتور سامي الذيب
-
في جنيف... أو في جزيرة الواق الواق...
-
الشام.. مارك توين..الميلاد...
-
رسالة قصيرة إلى السيدة ليندا كبرييل
-
رد ضروري على مقال السيد برهان غليون
-
جنازة سورية
-
عودة ضرورية إلى كتابات حسن محسن رمضان
-
الطائفية.. والحقد الطائفي...سلاح دمار شامل.
-
رد على مقالات الكاتب الكويتي حسن محسن رمضان
-
رد إلى السيدة الرائعة منى حسين
-
هل نحن بحاجة إلى مانديلا سوري؟؟؟...
-
مباشر... من مدينة حلب المنكوبة.
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|