أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - تاملات في الخطاب السياسي للسيد عمار الحكيم














المزيد.....

تاملات في الخطاب السياسي للسيد عمار الحكيم


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخفى على احد مقدار ما مثله آل الحكيم من تحد صارخ بوجه تلك الأنظمة التي حكمت العراق بالنار والحديد ,فقد كان لتلك الأسرة العريقة التي سكنت العراق منذ أربعة قرون خلت قصب السبق في مضمار المواجهة والتحدي بوجه الأنظمة القومية الطائفية والبعثية الفاشية التي لم تخف معاداتها للإسلام ورجالاته , فكان ان تصدت مرجعية السيد ( محسن الحكيم ) لأجندة وتوجهات البعث فعملت بكل قوة على فضح مخططاته وكشف نواياه ومقارعة سياساته , وهذا ما عرضها لجملة من المضايقات والاستهدافات إضافة إلى ما تعرضت إليه تلك المرجعية الحركية الميدانية إلى شتى أنواع الحرب النفسية والإعلامية التي تعتمد التسقيط والطعن والتشكيك والاتهام لأبناء السيد الحكيم بالتبعية لأجهزة مخابرات بعض الدول الأجنبية كما حصل مع السيد ( مهدي الحكيم ) الذي تمت تصفيته على أيدي عناصر المخابرات العراقية في الخرطوم في العام (1986 ).
في العام (1984)انقضت أجهزة الأمن العراقية على رجالات أسرة الحكيم من المشايخ وعلماء الدين إضافة إلى العشرات من مقلديهم البارزين بتهمة التراسل بين السيد ( محمد باقر الحكيم )والذي كان يتخذ من الجمهورية الإسلامية مقرا له وبين بعض أفراد أسرته لإغراض سياسية معادية حسب ادعاءات رجال الأمن العراقي انذاك .
شخصية السيد (محمد باقر الحكيم رحمه الله )كانت الشخصية الأبرز ضمن قائمة الأسماء الأكثر خطورة بالنسبة للنظام الحاكم لما تشكله من ثقل ديني وسياسي وعسكري واجتماعي ,ولعل هذا ما يبرر كثرة محاولات استهداف الحكيم من قبل أجهزة الأمن حتى وهو يتخذ من إيران مقرا لمختلف نشاطاته الأمنية والعسكرية التي كانت تستهدف رموز ومقرات الحزب الحاكم من خلال عمليات نوعية والتي امتدت الى العاصمة بغداد في بعض الأحيان .
لقد تعرض السيد الحكيم لأكثر من (6) محاولات اغتيال حتى وهو يتفقد العراقيين داخل أقفاص الاسر خلال الحرب العراقية الايرانية , الى ان انتهت تلك المحاولات باستشهاده مع اكثر من ( 83) مدني وهو يخرج من ضريح الإمام ( علي بن أبي طالب ) بعد ان أكمل صلاة الجمعة بتاريخ 29اب2003 على يد ذلك الحلف البعثي التكفيري والذي لم نسمع به كمصطلح في الأدبيات السياسية لما بعد السقوط إلا على لسان السيد المرحوم ( عبد العزيز الحكيم ) , والذي كان يحرص اشد الحرص في معظم مقابلاته وخطاباته ان يشير الى آثار وبصمات ذلك الحلف الذي لا يمكن الحوار معه بحال من الأحوال وإنما يجب ان يقتصر الحوار مع من يؤمن بالعراق وتجربته الديمقراطية إلا ان ما يثير الاستغراب ويدعو للدهشة ان خطاب السيد عمار الحكيم اخذ ينحو منحا مغايرا لما ألفناه من خطابات من سبقه في التصدي للعمل السياسي لاسيما عمه وأباه فقد طالعنا السيد عمار من خلال الصوت والصورة وقد توسط جمعا من الوجوه الاجتماعية وهو يدعو الى طمأنة الإرهابيين ومحاولة افهامهم ومحاورتهم إذ ان مثل ذلك الأمر سوف يخفض مناسيب الإرهاب الى اقل من 60/. في يوم واحد على حد قوله .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي دفع السيد عمار لهكذا طرح يشرعن الحوار مع من لا يؤمن بالحوار ويجنح للسلم مع من يكفر به, أما كان الاولى بالحكيم ان يحذو حذو إبائه وإسلافه من الذين افنوا أعمارهم في تحدي وكشف ومقارعة ذلك الإرهاب الذي أصبح السيد عمار يدعو الى طمأنته ومداراته وإفهامه .
كيف غابت عنه خبائث وجنايات وغدر هؤلاء ، فيدعونا الى الحوار معهم؟ ومع من نتحاور هل نتحاور مع قتلة الشعب العراقي وهي الجملة الأشهر والأبرز في قاموس أباه السيد (عبد العزيز الحكيم )(رحمه الله ) ما الذي يريده السيد عمار من هكذا حوار يتجاوز به كافة الأطر والثوابت الشرعية والوطنية والإنسانية التي كان يحرص على تقديسها والتمسك بمضامينها إسلافه ممن قارعوا الظلم وناصبوا الباطل وجاهدوا في سبيل الوطن والإنسانية حق جهاده .
أخيرا إذا كان السيد عمار يتصور انه بذلك الكلام إنما يكون سياسيا دبلوماسيا فليرجع ولينظر من ورائه هل نفعت السياسة وهل جلبت الكياسة مع تشكيلات مثل البعث والقاعدة والتي تحتفظ بسجل حافل بالمكر والخداع والقتل والتنكيل والتمثيل بجثث الضحايا ,لذا ينبغي على السيد عمار الحكيم ان يراجع خطابه السياسي وان يواصل مشوار من سبقه في التصدي والمواجهة لكل ما هو من شأنه ان يعيق مسار العملية السياسية داخل العراق دونما مجاملة أو مزايدة أو لف ودوران .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصوات مهاجرة
- كل عام وانتم بخير سادتي القراء
- هل يكفي ان يكون الطرح صحيحا ؟
- ليس دفاعا عن العمامة
- رسالة الى جريدة المدى
- هل فشل الساسة الشيعة في ادارة حكم العراق ؟
- قضية الشيعة والسنة
- حكاية من سالف العصر والزمان
- ثنائية الثورة والانقلاب
- الله ليس رغيفا
- المترحمون على الطغاة
- عقدة الهلال
- رسالة عاجلة الى السيد رئيس الوزراء
- شيوخ الظل
- حديقة الدار
- دماء العراقيين هل تحتاج إلى فتوى لتحريمها ؟
- رجل دين ، رجل سياسة
- هل تقف امريكا وراء تقسيم العراق؟
- هل من معجزة؟
- وماذا عن المرجعية ؟


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - تاملات في الخطاب السياسي للسيد عمار الحكيم