إحسان السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 1233 - 2005 / 6 / 19 - 05:45
المحور:
الادب والفن
ت
تَطايرَ الحلم في مداه ، صادِعاً كالوداد ، فراتاً كالخليل
تدفقَ إلى الفؤادِ
على سَريرةِ الثنّاء
ذلك الذي يُفصّلُ لنا السعادة َ
ديمومة ُ البقاء .
تأَبَّط َ حزنهُ ، نعيمهُ الدائمَ
سائراً في الأرضِ يبحثُ عن مرساه
ليجنيَ لعظامهِ الزهور
على تربٍ في الضياع .
تَدنَّى المسير إلى هاويّةٍ
كحياةٍ بلا مَسَرَّة
صاغ على جسدهِ رفات الحديد
يصرخُ باليأسِ أَن يُزهِر .
تجهمَ الدهرُ ميراثَ الغريب
قسماتهِ كمنفى عاجلهُ
وأرضٌ جردتهُ
من أطوارِ أَسَاوِدها .
تمنحُ القصائد
من يتحسس اخضرارَها
أجنحة ليعبّرَ للريح ِ عن حريته
لكأنَّ الوحدة َ سيفٌ على عنقه .
تلاقى الأبيض والأسود
فأصبحا رماداً
أقفلَ مزاليجه .
تخضّبت الطفولة ُ
بصبابةِ الحلم كإكسيرٍ لا يسمى
مَن يملك هذهِ الومضة َ النذير ؟ .
ث
ثغرُ القمرِ استلقى على الأغصان ِ ، يضوَّعُ الدفءَ على عظام ِ النهار .
ثمارهُ أزقة ٌ ملآى بنصاعةِ البيّاض
يُمسِّدُ بضفائرهِ على الأشباح
غير آبهٍ لبوصلاتِ النذور
لمَ يَثلِم ظلّنا بمذراةِ الجزر؟ .
ثاقبٌ وَجهُكَ كما الحزن
يُوقعُ هذا التجانسَ
على أجوبةِ النوافذ
كما هلآك يطفو على الغريق .
ثنايآكَ تُسعِّرُ الصراخ
كمَسلاةٍ تُرهقُ ضاحكيها
أعلنت قبلَها للستارة .
ثمَّة َ مَن يُشرِّككَ أسرارَ الترقبِ
ويحصِدُ من الآفاق
ما زرعتَ في حقيبةِ الصبر
كأنما تأوي الحكاية ُ
لأحضان ِ السَّراب .
ثرثرة ُ السحابِ لا تبرقُ لوجوهٍ
تعكسها المرايا كصخور ٍ
على فضّةِ الفارس ِ الهاربِ من جسده
لا أحد يَغدقُ عليه بضوءِ المديح ِ
يتدلى عارياً من أعِنَةِ المشَاجِب .
ثريٌّ من تحزمَ بشاهدةِ قبر ٍ
خوفاً من العزلةِ
وتجرعَ هذا الأِرتباكَ الكائنَ في موته
فليُّحي من يوصلهُ بهِ .
ثأرٌ على بدء
كمصابيح ٍ لا تُغني عن امتدادِ الشَّغَف
منحَ قلبهُ زوابعَ الأمنيات
على أرصفةٍ تهرِّبُ أقدامهِ
كنصال ٍ ملآى بالمقتولين
مَجبُولة ٍ بالصمت .
* مقطعين من قصيدة طويلة
من صومعتي هولندا المنفى- الحزن
#إحسان_السماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟