عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 15:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الخطاب اليومي المعاش مسكون بهاجس (التهذيب والتأدب)، حتى وهو يستخدم مفردات يومية عادية !! لكن بسبب التأكيد على العفة والبراءة والـتأدب، فإنه يردفها -باللهجة السورية- بصيغة تعيبر متداولة على سبيل المثل ، وهي صيغة ( بلا معنى ) لكي لا يذهب المستمع بعيدا عن مقاصد التعبير التهذيبية، فتدفعه دفعا للتفكير بالمقاصد الأخرى البذيئة للكلام .. ولا أعرف -في الحقيقة -إذا كانت هذه الاستعارة المجازية العامية موجودة في اللهجات العامية العربية الأخرى ...
هذه الدلالة السيميولوجية، نجدها في الحياة اليومية العربية عبر الزي النسوي، فأنت في بلاد الغرب عندما تدخل إلى أية دائرة أوربية،تنسى بعدها إن كنت مع موظف ( ذكر أم أنثى ) بغض النظر عن موضوع الجمال أو القبح ....!!!
لكنك في الحضور النسائي العربي الإسلامي، تجد المرأة دائما تذكرك من خلال (زيها : الحجاب أو النقاب )، بأنها (أنثى ) بغض النظر عن الجمال أولقبح أيضا ...طبعا هي تذكرك من خلال غطائها أنها أنثى (بلامعنى !!!)، أي هي تذكرك بأنها أنثى ، وعليك أن تأخذ قبالك من ذلك إذا لم تكن منتبها !! بغض النظر عن مسألة الجمال والقبح والاستمالة والرفض ......
.
وفي الحياة السياسية العربية، فإن أغلبية المعدين _دوليا : غربيا وعربيا للمؤتمرات الدولية (جنيف 1و2) من ( مجلس وطني وائتلاف، واشتقاقاتها السياسية والسلمية )، ينبغي عليك (بلا معنى ) أن تعتبرهم حاصلين على شهادة (فيزا/نضالية (معارضة ) بغض النظر عن تاريخ "معارضتهم" قبل الثورة أو بعدها وأين؟؟، بل ومن المفضل أن يكون بعدها، لكي لا يكون لديك أي اعتداد نضالي بالنفس!!!
بل شريطة أن تكون الوثيقة موقعة (دوليا وعربيا وأمنيا وأسديا سوريا )، على أنها وثيقة (مناضل الساعة 25) بلا معنى ....حفظكم الله .......
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟