سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 08:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما يحصل الان من هجوم لموجات الفكر الصحرواى المتخلف هو بسبب التفكك الذى عانت منه بلاد الشام بسبب التقسيمات المشوؤمه التى فرضت عليها.فبلاد الشام تشكل وحده جغرافيه و ثقافيه لها خصوصيتها بسبب طبيعه التعدديه الثقافيه و الدينيه فيها .
هناك مشكلتين اساسيتين فى بلاد الشام:
اولا التقسيم الذى حصل و لم يتم مراجعته و اصلاحه.
ثانيا طبيعه الحكم الذى لم يكن يعكس فى مجمله الخصوصيه الحضاريه لبلاد الشام .
لذا فان بلاد الشام لا يمكن ان تخضع لحكم عسكرى كما حصل من قبل, و قد ادى هذا الى فشل ذريع, و ادى الى ما نعيشه الان من موجه اصوليه مهلكه للبلاد و العباد.
كما لا يمكن حكم بلاد الشام من قبل الاسلام السياسى لان ذلك يتعارض مع طبيعه و ثقافه البلاد.و لعل الحكم الفيدرالى البرلمانى هو الانسب لهذه البلاد لانه يضع البلاد على الطريق الصحيح لاجل التقدم بعيدا عن العصبيات و الفتن و الانقسامات و الصراعات .
و بالعوده للتاريخ لا بد ان نذكر انه حتى فى ظل الانظمه التى حكمت بلاد الشام كان التداخل موجودا بقوه .و هذا التداخل كان امرا طبيعيا غير مفتعل لان التنوع الدينى و الثقافى امر طبيعى فى البلاد.
فى فلسطين مثلا كانت النخب اللبنانيه و السوريه هى من لعبت دورا هاما فى الثقافه و التعليم و التحذير من الخطر الصهيونى مثل نجيب نصار(ارثوذوكسى ) و نجيب عازورى (مارونى) و شفيق الحوت (مسلم) و من سوريا عز الدين القسام الخ.
و فى الثوره الفلسطينيه المعاصره لعبت مواطنون لبنانيون و سوريون و اردنيون و عراقيون من مختلف الطوائف ( كاثوليك و موارنه و سنه و شيعه و ارثوذوكس ) ادورا مهمه فى القضيه الفلسطينيه.
فى سوريا كان فارس الخورى ذو الاصول اللبنانيه رئيسا للوزراء كما تولى لبنانيون و فلسطينيون اخرين مناصب عليا فى البلاد.
و فى الاردن كان اول رئيس وزراء من اصل لبنانى( درزى) و كذلك (رشيد طليع) و( مظهر ارسلان) لبنانى و( سمير الرفاعى) لبنانى و (عبد الله السراج) سورى و كذلك فلسطينيون تولوا مناصب عليا خاصه بعد عام 1948.
و فى لبنان كان هناك رئيس الوزراء عبداله اليافى ذو اصول فلسطينيه هذا عدا عن وجود نخب فى الثقافه و الفن مثل الفلسطينى عبود عبد العال الخ .
دعوتنا هذه تاتى لاجل مراجعه الموروث السياسى الذى ورثناه لاجل التفكير الجدى و العميق فى مستقبل بلادنا التى تتعرض الان لهجمه همجيه تهدد فيها وجود البلاد برمته.
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟