هنية ناجيم
الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 03:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في قراءتي للمشهد المصري، خصوصا على مستوى الأمن الاجتماعي في بعده السياسي، استحضرت مدى صعوبة تجاوز الصراع الحاد بين الحكومة الانتقالية والحزب المخلوع، برئيسه وكوادره، جماعة اللإخوان المسلمين . يطرح سؤال كيفية تجاوز الأزمة الخانقة والعنف الذي سيعرف تطورا خطيرا إذا لم يجمح بسياسة عقلانية بعيدة عن مبدأ الإنتقام بالمثل؛ أي تبني سياسة العقاب الجنائي في حق الذين قاموا ويقوموا بالعنف، والذين ثبت في حقهم أعمال الشغب والقتل..
إن أحداث العنف الراهنة لن يتم تجاوزها بسن قوانين عقابية شديدة، بقدر ما تدعو إلى عقلية سلمية تعمل على إقرار أمن وسلامة مصر وشعبها أولا.
إن الحل الوحيد الراهن والمستقبلي يتجلى، في نظري وإيماني الشخصي، في تبني الصلح بين الجناة والدولة والمجتمع، لأجل استقطاب مؤيدي الرئيس المخلوع، وتجاوز أوضاع العنف الراهنة، والتي لن تؤدي إلى أي نتيجة سوى مزيدا من الإنقسام داخل مصر والعنف اللامحدود.
يجب على الرئيس، بل الحكومة المؤقتة أن تسارع إلى تأسيس هيئة للإنصاف والمصالحة، تتألف من رموز حقوقية وطنية مجتمع عليها وبعيدة عن أي نشاط أو إنتماء سياسي، يحتكم إليها طرفا الصرع بشكل منطقي بعيدا عن المحاسبة لأجل إقرار الصلح الاجتماعي الفوري لأجل مصلحة مصر ودول الشرق الأوسط الاسلامية والعربية. هذه الهيئة ستكون أداة فعالة ذات اختصاصات غير القضائية، ستهتم بالنظر في ملفات المذنبين والضحايا لطي صفحة الماضي القريب، بحيث إذا ما تم تبني سياسة المحاكمات القضائية العقابية ستهوي بمصر إلى جحيم الانتقامات وعمليات العنف اللامحدودة.
على جمهورية مصر أن تعي بثقل وأهمية مركزها على الصعيد الإسلامي، العربي وما تمثله كمظلة للأمن العربي، بحيث هي الآن، آخر جدار أمني للوطن الإسلامي والعربي، -من جهة، وللأقلية المسيحية العربية، من جهة اخرى- كقوة بارزة عظمى للوطن الإسلامي والعربي على مستوى كل الأصعدة.
#هنية_ناجيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟