أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )














المزيد.....

( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 05:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن أطفال العالم هم الأشد تعرضاً للغدر الإنساني , وتعمل منظمة الغذاء العالمية التابعة للأمم المتحدة على توزيع ما يتيسر من الأغذية الضرورية عل اطفال العالم , لكن كثيراً ما تتسرب محتويات الغذاء وأمواله الى الجيوب الجشعة والتي لا ترتوي أبداً من أنهار المال الفاسد والتي ايضاً لا تكفي كل محيطات الأرض لغسلها . وآخر فضيحة إشترك بها مجرمون كُثر ما بين وزراء ونواب في البرلمان العراقي وموظفون فاسدون في منظمة الغذاء الدولية , لكن حدسي ولسوء صيت الوزراء وبعض النواب العراقيين يشير الى تعاون تام ما بين وزارة التربية العراقية والصحة واللجنة البرلمانية للتربية والتعليم .
إن صفقة البسكويت المسموم والتي كادت أن توزع على المدارس العراقية وقد تكون أُستخدمت فعلاً في بعضها هو وجه آخر من وجوه ضياع الطفولة العراقية ما بين جدران المدارس المهدمة والتي تنضح بمياه المجاري والأمطار , وما بين تدني مستوى الفقر وتسرب الكثير من الأطفال بعمر الورود الى الشارع العراقي الخطر لحمل الأثقال أو كنس الشوارع وحمل النفايات ولممارسة الأعمال اليدوية الثقيلة كأعمال السمكرة والحدادة وبعض الأعمال المشبوهة .
إن ما يطمع به من مال رجل بدرجة وزير أو نائب برلمان يبلغ راتبه مبلغاً خيالياً يدفعني وأي إنسان شريف آخر الى إحتقار وإزدراء النظرة الدونية التي ينظر بها رجل الدولة العراقي بحياة أبناء الشعب عامة وأطفال العراق خاصة , وكيف يمكن أن توضع حياة طفل واحد في ميزان واحد مع كفة أُخرى مليئة بالدولارات وتهبط هذه الكفة التي أثقلتها المفاسد
( لله دركم يا أطفال العراق ) . قيل كان يمكن أن يتسمم بهذه الصفقة حوالي 600 ألف طفل عراقي , إبتسمت وقلت أحقاً ما يُقال إنه لرقم مهول ولكنه ليس أكبر من رقم ملايين اليتامى الذين يبيتون جوعى أو خائفين من عبوة تنتظرهم أو من مياه المطر التي ستهدم أكواخهم أو من فاسد سيقتلع عذريتهم , أو دجال سيخطفهم ثم يقتلهم ليبيع أعضاءهم . أحقاً ! أنه أمر بشع لكن هناك ما هو الأبشع والأبشع .
إطلعت مؤخراً على ( فيديو ) للأطفال المتسربين , كانوا في حالة بُكاء وغضب , قالوا تركنا مدرستنا الحبيبة لنبحث عن مستقبلنا , كانو في العاشرة فقط وقيل لهم أنكم ستصنعون مستقبلكم فصدقوا ذلك وهربو بعيداً عن مدارسهم وعيونهم الى الوراء حيناً وحيناً الى الأمام والى الضياع .
إن هناك الكثير من المدارس القديمة قد هُدمت لأجل بناء مدارس جديدة لكننا وكما تعلمون سريعون جداً في الهدم وبطيئون جداً جداً في البناء , وكانت النتيجة أن وُضعت لهؤلاء الأطفال خيام قيل لهم أنها مدارس يمشون إليها مشياً طويلاً وعلى أطراف المدينة .
إن فضيحة البسكويت المحفز للطاقة لا يختلف عن أطنان الأدوية الفاسدة والأغذية المنتهية الصلاحية ومن مصادر مختلفة والتي تسبب أنواع السرطانات في الجسد العراقي . وقد يقول قائل لم كل هذا التذنيب للوزير العراقي , أقول إنه لتأريخ قديم من الفضائح والسرقات للكثير من الوزراء العراقيين , فقد بقي الشعب العراقي لمدة أكثر من 10 سنوات بدون كهرباء وكانت هناك دائماً صفقات مشبوهة , وما صفقة المحولات الكهربائية العملاقة والي أُبدلت بصفقة ألعاب الأطفال البلاستيكية وكان فرق السعر كبيراً ومعروفاً والفارق طبعاً في الجيوب المنتفخة , ولننظر أيضا الى أنواع الأغذية المغشوشة والفاسدة كالشاي الذي يُطحن معه الفحم الأسود أو الطحين الذي يُطعَم بالجص الأبيض , أو الحبوب المتعفنة لسوء التخزين وهو ما جعل أبناء الشعب العراقي يتندرون كثيراً ويتألمون طويلاً .
إن الفساد قد يتواجد في المنظمات الدولية أيضاً لكنه لن يعمل بمفرده إلا إذا وجد مرتعاً خصباً لفساده . إن مهنة التعليم كما هو معروف هي من أشرف المهن حتى لدى الشعوب البدائية لكن مرور وزراء التربية العراقيين وخاصة ما بعد الإحتلال كان دائماً كابوساً كبيراً للطالب والمدرس تبعاً للسلوك التربوي لهذا الوزير أو ذاك والذي يترافق مع القسوة المتناهية والتهميش المتعمد للهيئة التدريسية ممن يُفترض به أن يكون مربياً فاضلاً .
أخيراً لو جمعنا صور الطفولة العراقية لرأينا فيها مقاطع تفوق ألماً صورة ( الطفل الجميل الباكي ) والتي تتصدر جدران البيوت العراقية , وتفوق أيضاً قصة الطفلة ( بائعة الكبريت ) والتي ماتت برداً في ليلة رأس السنة الميلادية والتي بكى عليها طويلاً العالم كله , وأظن أن بيكاسو أو جواد سليم سيتوقفا طويلاً وحائرين أمام صور مآسي الطفولة العراقية .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل يوم يُقتل الحسين فينا .
- أفقر العالم أشد أم فقر العراقيين .
- الإنسان إبن بيئته والمرأة تتبع هذا .
- إحساس الغيرة هل هو مرض أم دافع .
- فلسفة إلغاء الآخر أو فلسفة القتل .
- المغتربات العراقيات والسومريات
- ماذا يفعل الإنسان العربي ببيئته
- حينما يُسحب الرصاص من الأقلام وتُملأ به المسدسات .
- شخصيات نسائية متفردة - 5 الدكتورة / رابحة الناشي
- هل يحتاج الإنسان المسلم الى أنسنه .
- الإيثار قيمة قديمة .
- الظواهر الإجتماعية لمشكلة البطالة في الدول العربية
- من يزرع الشر في أنفسنا ( 2 - 2 )
- من يزرع الشر في أنفسنا ( 1 - 2 )
- المنظمات الإجتماعية العراقية ناشطة في الخارج مُغيّبة في الدا ...
- التحرش الجنسي في العالم والعالم العربي ( 3 - 3 )
- التحرش الجنسي في العالم والعالم العربي ( 2 - 3 )
- التحرش الجنسي في العالم والعالم العربي ( 1 - 3 )
- الطائفية ولعبة الشطرنج .
- شخصيات نسائية متفردة - 4


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )