|
اوراق على رصيف الذاكرة ...2
طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 00:15
المحور:
الادب والفن
أوراق على رصيف الذاكرة ! 2
كنا نجلس في غرفة الآمر الذي كان مجازا.. كان وكيل الآمر رجلا رومانسيا رقيق المشاعر.. وكان يحلو له أن يسرد علينا ذكرياته في لندن حين كان يدرس هناك لنيل شهادة الإختصاص.. لا أدري مالذي جعله يتطوع في الجيش ويبلغ رتبة عقيد..كان في تلك اللحضات حزينا وكئيبا.. لم يذهب أيضاً لحضور ( الحفلة) وتحجج بكونه لديه قائمة عمليات يحب أن يجريها في ذلك الصباح... كان حذرا جدا ولا يسمح لأي كان أن يلقي نكتة مسيسة أمامه ولا يتقبل المزاح.. طرقت مسامعنا جلبة وصراخ في الممر خارج الغرفة وبلا استئذان فتح الباب بعنف ودلف الى الغرفة( جندي شغل) مرعوبا وعيونه جاحظة ويصرخ بلا وعي : سيدي هناك معدوم لا زال حيا!!! كان وكأنه قد بلع فونوغرام قد علقت اسطوانته وظلت تردد وتعيد: معدوم حي.. معدوم حي... عقدت الدهشة ألسننا وبقينا للحضات لا نحرك ساكنا .. نسى الجميع الإنضباط العسكري ودخل الى الغرفة خليط من الجنود وضباط الصف مندهشين وراحوا يحاولوا إسكات جاسم لكنه ظل يردد مشدوها لازمته: معدوم حي! أستفقنا وسارع وكيل الآمر بالخروج راكظا ونحن نتبعه..كانت سيارات الإسعاف قد عادت من الفيلق محملة برفات الجنود الهاربين من الخدمة العسكرية والذين تم إعدامهم في حفلة الفيلق... جيئ بالجندي جاسم وطلب منه الصعود الى سيارة الإسعاف الميدانية العالية وفتح بابها لكنه القى بنفسه أرضا وهو يولول ويصرخ باكيا ويرفض الإنصياع للأمر... تسلق دكة الإسعاف ن ض استخبارات المستشفى ( اب...) وفتح مصراعي الباب ... كان المنظر مرعبا .. تجمدت الدماء في عروقنا.. أصاب الجميع حالة من الذهول.. كانت الجثث ملقاة فوق بعضها بشكل عشوائي.. كان أحد الضحايا جالسا شاحب الوجه ولا يحمل أية ملمح للحياة ماعدا لسان يتحرك في داخل فم جاف عميق كأنه كهف.. كان يردد : ماء.. فدوة للحسين.. ماء. فدوه للحسين .. ماء كان يسند ظهره لجدار الإسعاف وساقاه ممدودة نحونا.. إحداهما مهشمة وشبه مبتورة عند الكاحل وقد تجمد حولها الدم كان وجهه وعيناه لا يحملان أية ملامح حية ما عدا ذلك الصوت المتحشرج .. ماء !!!! تطوع إثنان من الجنود وحملوه ومددوه على الأرض ،،، شق صفوفنا بعنف وجنون شاب يرتدي صدرية بيضاء جلس على صدر الجندي( المعدوم) وأمسك برقيته بعنف لكي يخنقه !وهو يصرخ وعيناه جاحظتان! : هل تريد أن تعدمني... !!!؟؟؟؟
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اوراق على رصيف الذاكرة 1
المزيد.....
-
افتتاح التدريب العملي لطلاب الجامعات الروسية الدارسين باللغة
...
-
“فنان” في ألمانيا عمره عامين فقط.. يبيع لوحاته بأكثر من 7500
...
-
-جرأة وفجور- .. فنانة مصرية تهدد بمقاضاة صفحة موثقة على -إكس
...
-
RT العربية توقع مذكرة تعاون في مجال التفاعل الإعلامي مع جمهو
...
-
عاجل | معاريف عن وزير الثقافة الإسرائيلي: نأمل التوصل إلى صف
...
-
نزلها سريعًا!!.. واتساب يُطلق ميزة الترجمة الحية في الدردشة
...
-
أعلان الموسم 2… موعد عرض مسلسل المتوحش الموسم 2 الحلقة 37 عل
...
-
من كام السنادي؟؟ توقعات تنسيق الدبلومات الفنية 2025 للالتحاق
...
-
الغاوون:قصيدة (نصف آخر) الشاعر عادل التوني.مصر.
-
واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا
...
المزيد.....
-
الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة
/ محمد الهلالي
-
أسواق الحقيقة
/ محمد الهلالي
-
نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح
...
/ روباش عليمة
-
خواطر الشيطان
/ عدنان رضوان
-
إتقان الذات
/ عدنان رضوان
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
المزيد.....
|