أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - أنصار الوهم














المزيد.....


أنصار الوهم


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى عالمنا المعاصر لا بد لنا من القول: الإعتراف بالحق فضيلة، منذ 30 يونيو وبالتحديد يوم 3 يوليو لحظة القبض على محمد مرسى ممثل جماعة الإخوان فى الرئاسة، والشئ الواضح للعيان أن الصدمة كانت صاعقة وكبيرة لم تتحملها عقولهم الأصولية التكفيرية، فلم يهدأوا يوماً عن أسترداد كرسى مرسى والسلطة التى بها تحكموا فى كل مصرى ومصرية، ووضعوا فى كل مؤسسات الدول رجالها المخلصين لأفكارهم التى جل أهتمامها إعلاء شأن القبيلة والعشيرة والأستحواذ على الأموال والسلطان وإهمال شئون شعب مصر التى كثرت مشاكلها، وهذا التفكير يذكرنى بما قاله ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية بعد غزو مصر على يد عمرو بن العاص، وأستيلاءه على مداخل ومخارج مصر وكان يقوم بتحصيل الجزية وإرسال جزء منها كمعونات للمدينة المنورة، وعندما تزايدت شكايات العرب بعد وفاة عمر بن الخطاب حتى ولاية عثمان بن عفان من تناقص المعونات الآتية من مصر، قام الخليفة عثمان بعزل عمرو بن العاص وولى عبد الله بن أبى سرح على خراج مصر، فقال ابن العاص ساخطاً: أأكون كماسك بقرة وغيرى يحلبها؟

كان عمرو بن العاص يعرف جيداً بعد سنوات حكمه أن مصر كالبقرة الحلوب بخيراتها الكثيرة، فكان شاقاً عليه أن يترك تلك البقرة لشخص آخر يستمتع بخيراتها وذهبها، وهو نفس الموقف الذى عاشه أنصار الجماعة والمعزول وأعتقدوا أنهم وكلاء الآلهة وأعتقدوا أنهم أقوى من الشعب وكل من يقف معارضاً أمامهم، تلك النرجسية أصابتهم بالعمى عن رؤية الواقع من عشرات الملايين الذين طالبوا بخروجهم من حكم مصر، ومنذ 3 يوليو وحتى الآن أى أكثر من ستة أشهر لا يريدون الأعتراف بالواقع بل أصبحوا يتلذذون بالفوضى والتخريب والأعتداءات المستمرة على الشعب المصرى من رجال شرطة أو مواطنين عاديين يدافعون عن أمن بلادهم من التظاهرات الهمجية التى لا محل لها من الإعراب، وهذا ما يجعلنا نسأل بأعتبارهم جماعة إسلامية كانت تقوم بالدعوة للأسلام وتقدم الأعمال الخيرية، فهل الآن بعد أن تذوقت حلاوة السلطة وإستعباد المصريين، هل ما يقومون به منذ ستة أشهر من عنف ورعب وفوضى وإرهاب وقتل هو من مبادئ دعوتهم للإسلام كجماعة إسلامية؟ هل هذه الأعمال التخريبية النموذج الذى يجب أن يحتذى به كل مسلم؟

إن الشعب المصرى لا يستحق كل هذا الإرهاب الذى يدمر كل خطط التنمية والنهضة التى يمكن أن تتيح حياة كريمة لكل مواطن عانى من الفقر والفساد والمحسوبية وغيرها من المشاكل التى كانت تصيب فقط الفقراء لصالح طبقة الأغنياء، إن اليأس الذى يعانى منه أفراد الجماعة بعد ان أرتفعوا عالياً إلى سماء مصر ووسط نشوتهم تناسوا أشياء كثيرة وسرعان ما أسقطتهم من جديد إلى الأرض التى صعدوا منها إلى حكم دولة ذات حضارة أعتبروها قبيلة سهلة القيادة والأنقياد بأوامر السمع والطاعة، لذلك زادهم اليأس عناداً حتى لجأوا إلى الإنتقام وسيلة للقصاص من معارضيهم وكل الشعب المصرى الذى يقف ضدهم، وتقلصت أحلامهم فى حلم القضاء على معارضيهم وأعداءهم الذى يمثلهم الوطن المصرى الذين كفروا به وبهويته، وجالوا فى شوارع مصر يواجهون الجميع بالفوضى والحرائق والتدمير والقتل وتخريب الجامعات والأزهر.

وأختفى العقل والمنطق وظهرت الحيرة على كل مصرى وطنى يحدث نفسه قائلا: لماذا كل هذا الخراب الذى يرتكبه إخوتنا فى الإسلام؟ ما الفائدة التى تعود عليهم من تخريب بلادهم؟

ستة شهور مضت ولم تتوقف فيها أحلام الوهم بهزيمة عدوهم اللدود ألا وهو الجيش والشرطة والشعب المصرى المعارض لهم، أنصار هذا الوهم لن يتوقفوا عن عدائهم للوطن لأن هذا الوهم عمره من عمر نشأة الجماعة المحظورة نفسها، ولن ينتهى إلا بالإيمان بقيم التنوير الإنسانى والقضاء على التخلف والأمية التى يعيشها المجتمع.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطر والعيال كبرت
- حروب الأستنزاف
- شرعية الإنقلاب الشعبى
- الخيانة العظمى
- رجوع مرسى وفلسطين
- تبرك زعماء العالم بمانديلا
- كوميديا الدستور الخمسينى
- تظاهروا والدفع نقداً
- أستشهاد القرارات الحاسمة
- الإعلام فى قفص الأتهام
- الإسلام السياسى والتكفير
- إسلام المؤمن على المحك
- مصالح أمريكا الإرهابية
- فصائل الخطوط الحمراء
- تفجير مصر وضرب سوريا
- فلسفة ديموقراطية الإرهاب
- معقل الجماعات الإسلامية
- الببلاوى والتصدى للجزيرة
- السيسى القائد الوطنى لشعب مصر
- نصر حجاج وتكريس الفوضى بالتفويض


المزيد.....




- جنوب لبنان.. الأهالي يلوّحون بالتصعيد
- هل تذهب تركيا إلى الحرب مع إسرائيل من أجل سوريا؟
- كوريا الشمالية تنتقد روبيو: -لا تسامح- مع أي استفزاز أميركي ...
- توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين مصر والكويت
- مشاهد من تحرير الجيش الروسي نوفوفاسيليفكا في جمهورية دونيتسك ...
- حريق مفاجئ في مطار رفيق الحريري من دون تسجيل إصابات
- الشرع يناقش مع ولي العهد السعودي تعزيز العلاقات ومستقبل سوري ...
- بوندسليغا.. ليفركوزن يفوز بعشرة لاعبين ويواصل مطاردة بايرن ا ...
- روبوت سداسي الأرجل صيني يؤدي مهمات في القطب الجنوبي
- بوتين: نخب أوروبا ستخضع لأوامر ترمب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - أنصار الوهم