أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المنامةُ تركضُ وراءَ بيروت














المزيد.....

المنامةُ تركضُ وراءَ بيروت


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبرَ التاريخِ كان التكوينان الصغيران شرق الخليج وشرق البحر الأبيض المتوسط ومضتين حضاريتين تتصاعدان.
كان الشعبُ الكنعاني يمضي من ملحِ الخليج وعالمِ الصحراء والبداوةِ إلى الذرى، إلى بحرِ الحضاراتِ والثقافة، فظهرت تحولاتٌ اجتماعية وتاريخية كبرى.
وفي الخمسينيات من القرن العشرين وما بعدها حاول مثقفون أن يجعلوا المنامةَ مثل بيروت، وأن يستعيروا أجنحةَ أجدادِهم للطيران الحضاري وتكوين الوطن والثقافة.
حسُّ الحريةِ الكثيفِ الذي خلقه الخروج من ممالك الرمل والتاريخ في هذه الشواطئ والجزر والذي خلقه بحارةٌ كان لايزال يستعيدُ نفسه.
تكوينُ سهيل أدريس الروائي والناشر كان لابد لأحدٍ أن يستعيدهُ فتظهر دارُ نشر هامّة ومطبوعة أدبية تحرك الثقافة.
وكان لابد لشخص بل لعدة شخوص أن تستعيد أدونيس ومغامراته في الشعر وأساطيره وذاته المجنحة الخلابة المفكرة وتجاربه التي لا تنتهي في الشعر.
وكان لابد أن تظهر شخوص مماثلة لحنا مينا السوري وتجارب مكسيم جوركي العربي مصوراً حياة الناس تصور حياة الكادحين المشردين!
مماثلةٌ لمجتمعين نهضويين مفككين في الوعي الديني يحاولان أن يطيرا عبر العصر الوسيط للحداثة يحلق بهما مثقفون حالمون مبدعون.
صاحبُ مجلة الآداب سهيل أدريس الروائي والباحث والقاص محاولةٌ إنسكلوبيدية للالتحاق بالمنورين الفرنسيين والموسوعيين النهضويين لكن المحاولة الفردية التي تتسعُ نشراً وكتابات من مثقفين عرب كبار وكثار لا تتحول إلى ثورة فرنسية عربية لسيرها وسط المستنقعات الطائفية والثقافة الخرافية والبيروقراطيات الحكومية!
هنا العقل القومي المحدود الذي لم يتشرب بالفلسفة المادية، مثلما أن الفئات الوسطى والصغيرة لم تتداخل وحياة العاملين، فهي منتفخةٌ بشعاراتِها محاطة بأناس كثيرين في مرحلة قومية صاخبة، فلا تحول موسوعيتها إلى حفر واسع في ظروف الأمة وأنشطتها لتحالفات واسعة، وتؤدي الأرضية الفرديةُ إلى أن لا تكون المجلة دائرة موسوعية شعبية، ويصير المثقفُ فردياً يشرنقُ نفسه على مصالحه فتموت المجلة ويموت التيار.
في الجانب اللاعقلاني، في جانب أدونيس، حيث الأشكال المعرفية الحدسية والنخبوية والشكلانية والمجلة التي لا تهتم بتكوين دوائر بشرية واسعة مغيرة للمجتمع، بل بشللٍ منفجرة بالرؤيا والشعر الصوفي، تنطفئُ الموسوعية الفرنسية الثورية ويصبح الشعراء ذواتاً متضخمة كونية.
البحرينيون المتأثرون بالوهج البيروتي أقل إمكانيات رغم أن الخليج الجديد أحفل بعوامل المال والتدهور، والمجلات أقل أهمية ودوائرها أضيق، هنا في النهاية قادت عقلانية سهيل أدريس القومية إلى صدام حسين، هذا التتويج اللاعقلاني للقومية العربية.
كان التراكم للمجلات والثقافة والسياسة التنويرية على جانبي البحر الأبيض غير ممكن في ظل نزاعات الفرديات الصغيرة والتيارات السياسية السطحية، ولهذا فإن الرأسماليات الحكومية هي التي تكسب، في ظل ثقافتها الاستعراضية والشكلية والمنطفئة وفي غياب الاهتمام بالواقع ومشكلاته وتطوير الثقافة الشعبية والفردية العميقة.
ثقافةُ الرأسمالية الحكومية هي تتويجٌ لفشل الثورة الفرنسية عربياً، هي ثقافة الانتهازية والتفاهة والتسطيح، ثقافة الموظف العيار الفاشل في التجارة والثقافة والتاريخ والفكر ويتاجر في قوت الناس، ويقوم بمشروعات زائفة، لا تصنع كتباً ولا مجلات رائدة، ولهذا فإن زمن المجلة الموسوعية التنويرية يتوقف، ولهذا فإن سهيل أدريس وأدونيس وأمثالهما وأشباحهما يصيران خدماً لدى الموظف الذي فشل في الفلسفة والأدب.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبائلُ العربيةُ والتحلل
- الديمقراطي النموذجي
- التحديثي الليبرالي والدين
- المخادعون
- ضعفُ العقلِ النقدي
- توسعُ الانهيارِ العربي
- غيابُ التحالفِ بين المدينةِ والقرية
- معارضةٌ على الجانبين
- رواية (المعطف) بنيةٌ مفككةٌ ومجتمعٌ مفككٌ
- دستوريون ضد الديمقراطية
- الدساتيرُ والشعوبُ
- من يدفع الفاتورة؟
- رأسماليةٌ واقتصادٌ حكومي، كيف؟
- نقادٌ مذعورون
- حالةُ انفصامٍ مذهبية سياسية
- رموزٌ معتمةٌ لفئةٍ وسطى
- المسألةُ ليستْ المذهبية!
- تحللٌ وإنتهازيةٌ
- إعادةُ نظرٍ نقديةٍ شجاعةٍ لتاريخ
- الروحانيةُ خلاقةٌ


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - المنامةُ تركضُ وراءَ بيروت