عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 12 - 15:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليبيا صارت بلا جدران أو سقف
ليبيا عادت جماهيرية..
بقلم/ عبد السلام الزغيبي
للحديث عما حدث في ليبيا في 17 فبراير، دعونا نأخذ الامور بدون عاطفية وبدون تشنج ونضع الامور في نصابها الصحيح. حتى اذا افترضنا ان ما حدث في ذلك اليوم ، هو ثورة وليست انتفاضة أو هبة شعبية، وتجاوزنا كل هذا وأطلقنا عليها وصف( ثورة)، هذه الثورة التي أطاحت بنظام ديكتاتوري مستبد لم يبق منها الان إلا أسمها، لأن الثورة، أي ثورة تعني التغيير، أي إقامة نظام جديد بديلاً للنظام القديم، ومن البداهة ان يكون النظام الجديد مختلفاً عما سبقه، بمعنى أن يكون مناقضاً للاستبداد والفساد وحكم الفرد، ويعزز الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ويوفر الأمن والأمان للمواطن، ويكون القانون والنظام السقف الذي يستظل به الجميع.
لكن للاسف ما حدث في الاعوام الثلاثة الماضية، ونحن نقترب من نهاية ولاية المؤتمر الانتقالي، ان ليبيا تحولت الى ( جماهيرية) بالفعل، إلى بلد لا سلطة فيه ولا قانون، وتحولت "الثورة" إلى كابوس بات يجثم على صدور الليبيين، حيث الميليشيات والكتائب والدروع المتناحرة والمتنافرة، التي استفادت من الفراغ الامني الذي تركه سقوط نظام القذافي، واصبحت تتسيد الساحة، والحكومة صارت مثالاً لسلطة ضعيفة متهالكة، والمؤتمر الوطني المنتخب صار مثالاً للعجز.
إن ما وصل إليه الحال في ليبيا التي صارت بلا جدران أو سقف، حولها إلى نموذج للدولة الفاشلة، وموئل للميليشيات المتطرفة التي تفجر وتغتال الشخصيات العامة في وضح النهار..
حدث كل ذلك لان المجتمع الدولي الذي ساعد ليبيا في التخلص من القذافي، تركها الان في منتصف الطريق، ولم يتحمل مسؤوليته كاملة، ويأخذ بها نحو بر الامان، ويساعدها لتخطى الصعاب بعد التحرر من الاستبداد، بل تركها تعلق جراحها..
ان مأساة فعلية تعيشها ليبيا وأهلها بغياب القانون والنظام والمؤوسسات، أوصلها الى دولة فوضى خارجة عن أي حدّ.
إن كل يوم يمر يحمل في جعبته مشكلة جديدة تزيد من حجم ازمة، المواطن الليبي فيها هوالحلقة الاضعف..
اذ لم تكن هناك اية مبادرات حقيقية لانقاذ الوضع، مبادرة تلم الشمل وتعمل على مصلحة الوطن، لا إقتسامه بين الوحوش، قل على ليبيا السلام.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟