عادل علي عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 12 - 11:20
المحور:
الادب والفن
غودو لن يعود
شكرا يا جوليا .. فغودو لن يعود، ونبوءة العرافات ضرب في السراب، الحصى المتناثرة على المنديل كاذبة، وإشارات الأصابع قلقة مرتجفة ، استرجعي بقايا الدراهم، لربما تنفعك في الأيام القادمة،فساعات النحس زاحفت لا محالة. انا سمعت همس العرافات ، وأصغيت إلى تلك الضحكات المستحية ، كن يتهامسن بصفير مرتبك ، ويؤشرن عليك وأنت تترنحين من ثقل السهاد ـ كانت السجارة المرتعشة التي تمسكين تترك رمادها على ثوبك الفضفاض .
لم يجدي النوم نفعا ، او انك لم تنامين حتى الساعة .. جوليا البحر ليس له صديق ، وساعات الليل طويلة ، لربما تلتحفك الذكريات ، وجهك الشاحب يحمل هم المسافات . جوليا احرقي كل رسائل الأمس علها تشفع لك وأنت تواجهين مارد الذكرى ، ساعات الليل السلحفاتية تزحف صوب ذلك الفجر البعيد ، الأصوات التي تنساب منك تشق ذلك السكون البهيم ، وانت تضجين بلغط عبارات اخرى لطالما انسابت اليك بفضول لا يعرف الخجل . هل تذكرين مجنون السا وكسارة البندق ؟ لطالما كنت ارقب أصابعك التي تطرق على ذلك الزجاج ، ودندنتك التي يتراقص معها بؤبؤ عينيك الزرقاوين .
أجراس كاتدرائية ليرجي تقرع بلا استحياء ، كنت وبخفة تنسخ صورتك تستبقين الغبش وتطلين من خلف الزجاج المدخن بالهاتك ، بيد مرتجفة تمسحين بقايا اللهاث ، انه ذات المشهد ، هن اربع عجائز لا غير ، وذاك الرجل الاعرج وهو يتوكا على عصاه الخشبية ،نعم انه ذات المشهد المكرور. لا باس ياابنة الفجر فثمة صوت قادم من خلف الفنار السامق ، هيا اطلي بوجهك الثلجي ولوحي له ، علّ إشارة تأتي من هناك ‘ فلربما أشاع الليل خبرا لرفيق الليل . أبواق السفن هذه المرة مبحوحة ، متحشرجة كأنها نعيق الغربان ، اللقالق المذعورة تطير بلا هدف مخلفة بقايا اعواد متناثرة من أعشاشها الجاثمة قرب أجراس الكنائس ، الأبواق هذه المرة اتخذت صوتا ناحبا لعله يحمل خبرا لغودو .
#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟