فى التجريد

محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 22:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

كتب د. مراد وهبة:" التجريد لغة هو التعرية، وسل السيف من غمده، ونزع الأغصان من الشجرة. وفى اللغات الأفرنجية اللفظ مأخوذ من الفعل اللاتينى///ويعنى الانتزاع وهو المعنى الوارد عند ابن سينا، حيث يقول إنتزاع النفس الكليات المفردة عن الجزئيات على سبيل تجريد لمعانيها عن المادة وعن علائق المادة ولواحقها". مراد وهبه، المعجم الفلسفى: معجم المصطلحات السياسية (القاهرة: دار قباء للطباعة والنشر،1998)، ص174. وإذ تتبعنا ابن سينا، وجدنا أن التجريد لديه هو:" التجريد يشبه أن يكون كل إدراك إنما هو أخذ صورة المدْرَك، فإن كان لمادىّ فهو أخذ صورته مجردة عن المادة تجريداً مَّا. إلا أنَّ أصناف التجريد مختلفةٌ، ومراتبها متفاوتةٌ، فإن الصورة المادية تعرض لها بسبب المادة أحوالٌ وأمورٌ ليست لها بذاتها من جهة ما هى تلك الصورة. إنّ التجريد هو تبرئة عن شىء لو لم يبرأ عنه لكان لاحقاً من خارج".جيرار جهامى، موسوعة مصطلحات ابن سينا: الشيخ الرئيس (بيروت: مكتبة لبنان ناشرون،2004)، ص235. وعند د.جميل صليبا:"التجريد عند الفلاسفة هو انتزاع النفس عنصراً من عناصر الشىء وإلتفاتها إليه وحده دون غيره، مثل ذلك أن العقل يجرد امتداد الجسم من كتلته، مع أن هاتين الصفتين لا تنفكان عن الجسم فى الوجود الخارجى. ومثال ذلك أيضاً: أننى أستطيع أن أجرد محيط الدائرة عن سطحها، فأنظر إلى محيطها تارة وإلى سطحها أخرى، مع أن كل دائرة متصورة فى الذهن محيطاً ومسطحاً لا ينفكان عنها. قال دوجالد استوارت: التجريد هو تقسيم ما نصيبه من معان مركبة بغية تبسيط الموضوع الذى نتناوله بالبحث. فليس التجريد إذن تقسيماً حقيقياً وإنما هو تحليل ذهنى". جميل صليبا، المعجم الفلسفى (بيروت: دار الكتاب اللبنانى،1971)،ص247. أما فى المعجم الفلسفى الذى أصدره مجمع اللغة العربية بالقاهرة:" التجريد سيكلوجياً: عزل صفة أو علاقة عزلاً ذهنياً وقصر الاعتبار عليها. والذهن من شأنه التجريد لأنه لا يحيط بالواقع كله ولا يدرى منه إلا أجزاء معينة فى وقت واحد، وتسوقه التجربة أيضاً إلى التجريد لأنها تعرض له الواقع مجزءاً أو تظهره على صفة ما. وفى المنطق الصورى: عملية ذهنية يسير فيها الذهن من الجزئيات والأفراد إلى الكليات والأصناف. وعند المتصوفة: إماطة الأغيار والأعيان عن السر والقلب، فتنكشف الحجب ويكون الاتصال". المعجم الفلسفى (القاهرة: الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، 1983)،ص36. ولدى البستانى:"... ان العقل البشرى بدون قوة التجريد لا يتجاوز خطوة من خطواته ولا يكون لهُ إلا أفهام ملتبسة ومختلفة لأنه لا يمكنه أن يشتمل كل شىء فلا يمكنه تمييز شىء". بطرس البستانى، دائرة المعارف: قاموس عام لكل فن ومطلب (بيروت: دار المعرفة، د. ت)،ج6، ص652.

#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات