أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - شريعة الطاغية














المزيد.....


شريعة الطاغية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1232 - 2005 / 6 / 18 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحتقر الطاغية جميع الشرائع والأعراف الاجتماعية والقيم الدينية التي تحد من سلطاته، وما يحتكم إليها المجتمع لتقيم سلوكه وممارساته الشاذة. ويبتدع لنفسه شرعية خاصة يفرضها على المجتمع بالقوة العنف، تحققق مصالحه ونزواته وتمنحه صلاحيات لاحدود لها للتحكم بموارد الدولة وشؤون العباد.
يعتقد الطاغية أن ما يقوله ويصرح به هو القانون الذي يجب أن يسري على الجميع، وإن تعارض تصريحه مع شرائع وقوانين الدولة فإنها باطلة، فالقانون بنظره ورقة لاقيمة لها طالما لاتحمل توقيعه أو تتعارض مع توجهاته ونزواته الشريرة.
وعليه فإن الدولة والمجتمع يجب أن يحتكما إلى شريعته لاغير، وأي تجاوز عليها يعتبر انتهاكاً صريحاً لصلاحياته ويستوجب العقاب الشديد الذي يصل إلى حد القتل والتنكيل حتى بالقضاة والمشرعين للمبادئ القانونية وما تحتكم إليها الدولة في تيسير شؤونها الإدارية والعامة.
يرى ((عبد الرحمن الكواكبي))" أن الطاغية يتحكم بشؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم، ويحاكمهم بهواه لابشريعتهم. وهو يعلم في قرارة نفسه بأنه غاصب ومعتدي، فيضع كعب رجله في أفواه ملايين من الناس لسدها عن النطق بالحق".
تبرز مؤشرات الطغيان أكثر حين يبدأ الطاغية بانتهاك القانون، ولايجد من يردعه أو يعترض على تجاوزاته. وحينئذ يتمادى أكثر في استبداده لإخراس الأصوات والآراء المخالفة، لتوجهاته وسياساته اللامسؤولة.
يحتكم الطاغية إلى مبدأ إلحاق الأذى والإساءة البالغة، بمن تتعارض آراءه وتوجهاته مع سياسته. ولايتوانى عن استخدام فعل القتل والتنكيل بالأفراد والجماعات لإشاعة الخوف والرعب بين صفوف الآخرين، لردعهم عن إبداء الاعتراض أو الاحتجاج أو التذمر من القرارات (القرة قوشية) التي يصدرها والمتعارضة مع أبسط الحقوق المدنية للبشر.
وبهذا فإنه يعمل على إفراغ القانون من محتواه وإضعاف سلطته حتى لاتمارس مهامها، وتستمد توجهاتها من شريعته الخاصة. ويعمل على إقصاء رجال القانون عن المحاكم والقضاء. وتنسيب أزلامه ومنتسبي حزبه الفاشي إلى القضاء، لإحكام سيطرته الكاملة عليه لتنفذ كافة رغباته وتشريعاته الخاصة المستندة إلى العنف والقسوة لإرهاب المجتمع.
يرى ((جون لوك))" أن الطغيان يبدأ عندما تنتهي سلطة القانون، أي عند انتهاك القانون وإلحاق الأذى بالآخرين".
وعندما ينتهي الطاغية تماماً من إحكام سيطرته على سلطة القانون، وإرغام الدولة والمجتمع على أتباع شريعته الخاصة. يبدأ بممارسة استبداد أشد على المجتمع ويتعاظم غروره وتتضخم ذاته الفارغة، ويصاب بنرجسية عالية ويتخيل نفسه في مصاف ألإلهه ويحتقر جنس البشر.
ويكشف عن ذاته الشريرة، وتصبح ممارساته اليومية ضرب من ضروب القتل والتنكيل والاضطهاد للآخرين لشعوره في اللاوعي إنه منبوذاً وموضع حسد الآخرين لما ناله من مجد ورفعة. والجميع يتآمر للإطاحة بسلطانه، فينكل بالعباد لمجرد الشك في ولائهم.
ويتخذ من القانون الذي فرضه على المجتمع، الشرعية لكيل التهم الجزاف ضد المعارضين بغرض الانتقام منهم لإشباع نزواته الشريرة وما أدت به إلى جنون العظمة والتحكم بموارد البلاد والعباد.
يعتقد ((جان توشار))" أن الطاغية عندما يصبح مستبداً ومطاعاً، لايجد غضاضة في سفك دماء شعبه فهو يسوقهم إلى المحاكم بتهم باطلة. وهي طريقة مألوفة لدى هذه الفئة من الطغاة، إنه يحتقر القوانين المكتوبة وغير المكتوبة. وحين لايجد من يقف في وجه، فإنه يصبح عبداً لجنون العظمة ويسفر حكمه عن كارثة حقيقة".
يولد جنون العظمة إحساساً لدى الطاغية، بأنه لايقل شأناً عن القادة العظماء في التاريخ القديم وما حققوا من إصلاحات اجتماعية وما دونوا من تشريعات وقوانين أسهمت في رفد الحضارة الإنسانية. لذا يصدر قراراً بنصب تماثيل له في الأماكن التاريخية أو نقشها على جدران الأماكن الأثرية إلى جانب تماثيل وصور قادة التاريخ العظام ليوحي إلى ذاته الخربة إنه ليس من جنس البشر، بل هو في مصاف الآلهة وإن التاريخ قد يعيد نفسه من خلاله!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاشية الطاغية
- الطاغية والاستبداد
- الطاغية ووعاظ السلاطين
- الطاغية والدين
- الفلسفة وعلم المنطق
- مفهوم الخير والشر في الفلسفة
- الفرق بين العالم والجاهل
- مفهوم الحب عند جلال الدين الرومي
- *الصراع بين السياسي والمثقف: قيم أم مصالح؟
- دولة القبيلة بين القيم والمصالح
- أسلوب المقاومة السلمية ضد الأنظمة المستبدة
- انماط السلوك غير السوي في المجتمعات المقهورة
- الخطاب العلني للقوى المقهورة ضد القوى القاهرة
- لقاء صحافي مع الباحث وخبير المياه في الشرق الأوسط السيد صاحب ...
- سمات الخطاب المستور للقوى المقهورة
- ردًّ الفعل الشعبي ضد ممارسات القهر والاستبداد
- الصراع السياسي المستور بين القوى القاهرة والمقهورة
- الكراهية والحقد الكامن في ذات الإنسان المقهور
- السياسيون القردة
- صراع القدر والإرادة بين السماء والإنسان


المزيد.....




- أمسكته أم وابنها -متلبسًا بالجريمة-.. حيوان أبسوم يقتحم منزل ...
- روبيو ونتانياهو يهددان بـ-فتح أبواب الجحيم- على حماس و-إنهاء ...
- السعودية.. 3 وافدات وما فعلنه بفندق في الرياض والأمن العام ي ...
- الولايات المتحدة.. وفاة شخص بسبب موجة برد جديدة
- من الجيزة إلى الإسكندرية.. حكايات 4 سفاحين هزوا مصر
- البيت الأبيض: يجب إنهاء حرب أوكرانيا بشكل نهائي ولا يمكن الق ...
- نتنياهو: أبواب الجحيم ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن ونزع سل ...
- رئيس وزراء بريطانيا يتعهد بـ-الضغط- لإطلاق سراح علاء عبدالفت ...
- وزارة الدفاع السورية تتوصل إلى اتفاق مع فصائل الجنوب
- -ربط متفجرات حول عنق مسن-.. تحقيق إسرائيلي يكشف فظائع ارتكبه ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - شريعة الطاغية