أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - خطان لايلتقيان..














المزيد.....

خطان لايلتقيان..


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أقدم احد الوزراء في امريكا السنة الفارطة ، على الانتحار، بسبب اتهامه من الاعلام بالفساد المالي، لذا عقد مباشرة فور اتهامه ،مؤتمراً صحفياً في مجلس الشيوخ امام وسائل الاعلام العمومية ، وقدّم كل الوثائق المطلوبة، والتي تؤكد على براءته من التهمة ،لكنهُ صرّح بعدما قدّم البراهين التي تثبت براءته ، بأن هذه التهمة بمثابة إهانة وإحراج شديد له امام عائلته وأصدقائه ومعارفه ،ولا يمكن ان يعيش بهذه التهمة ، فاخرج مسدس كاتم الصوت امام شاشات التلفاز وانتحر بطلقةٍ في فمه .. انهى حياته رغم انه بريء، لأنه لم يعد يتحمل عناء التهمة ..
قبل سنوات ، قام لص في السويد بسرقة لابتوب لأحد أساتذة الجامعة، ويحتوي الكومبيوتر على أبحاث ودراسات الأستاذ لمدة عشر سنوات، فاحترم اللص جهود الأستاذ الجامعي وتعبه وأبحاثه، فقام بتحميل محتويات لابتوب ـ كان قد سرقه ـ وإرساله لصاحب اللابتوب الاستاذ الذي استعاد سعادته وفرحته «USB» على فلاش
باستعادة ابحاته ،وتمنى للص الشريف كومبيوترا مفيدا وحياة افضل..
وفي ألمانيا ،اقتحم ذات مرة، لص احد البيوت لسرقته، فوجد بداخله جليسة أطفال أرغمها على السكوت مستخدما سلاحه، لكنه انسحب من البيت حين رأى طفلين بريئين في البيت يعرضان عليه مصروفهما وما بأيديهم من حلوى حتي لا يؤذيهما، الأمر الذي جعله يخجل من نفسه لينسحب من البيت دون ارتكاب السرقة لأنه يمكلك الشفقة والكرامة والاخلاق والضمير الذي لم يسمح له ان ينحدر الى مستوى سرقة بيت فيه اطفال ابرياء وخادمة ترعاهم..
وفي سياق متصل، حكى لي ذات مرة احد اصدقائي المغتربين منذ عقود الى الديار البريطانية ،كيف كان من المعتاد في بلد انجلترا، إذا لقي الإنجليزي شيئا ساقطا ولو كان مبلغا كبيرا، أن يسلمه للشرطة أو مكتب «الأموال المفقودة» في ما يسمى عندهم ب « بيكر ستريت». وحكى لي الصديق كيف كان احد المسنين ذات مرة قد نسي عصاه التي يتوكأ عليها في القطار. فذهب بعد أيام إلى هذا المكتب يستفسر عنها. فتحوا الدفتر ودققوا ولم يجدوا أثرا لها. فتأسفوا ..لأنه لم يسلمها لهم احد ..فظلوا يتساءلوا وقد هالهم امرعصا هذا الرجل المسن ،كيف حدث هذا؟ هذه عصا يعتمد عليها إنسان معتل ويحتاج إليها في سيره. أي رجل هذا الرجل الذي يعثر عليها ويستملكها ويأخذها لبيته ويحرم منها إنسانا أعرج؟..تأسفوا كثيرا.. ورغم ذلك لم يفقدوا الامل في العثور عليها..
اما في بلدنا ، بلد العجائب والغرائب ،الواقع تحت مسؤولية بعض الباندية من صعاليك السياسية والحرامية واللصوص من نوع خاص ، تعتبر تهمة الفساد المالي شرف وذكاء وشطارة ورجولة، يستحقون عليها الكفاءة والتقدير، لأنها تجلب الجاه والنفوذ والسيارت الفارهة والفلل الفخمة، لأنهم لايمتلكون القيم والاخلاق والضمير والكرامة مثل حراميي الدول المتقدمة كما اسلفنا.ورغم ان أغلب حراميينا من المسؤولين ،وزراء كانوا او مدراء كبار، يؤدون القسم على خدمة الصالح العام والبلد قبل تنصيبهم ، فإنهم ما ان يتسلموا زمام المسؤولية ودفة الحكم حتى تراهم وكأنهم قد اقسموا على شيء آخر..
اما فيما يخص لصوص الشوارع وقاناالله وإياكم شرهم ، فهم اغبى كائنات خلق الله على الارض،فهم ايضاعلى انواع واصناف ،فمنهم لصوص مؤمنون وظرفاء، يقولون "باسم الله"حين يضعون المفتاح في قفل البيت بنية السرقة، يقولون "باسم الله"قبل الشروع في تنفيذخطط السرقة آملين ان يسترهم الله ويوفقهم في مهمتهم ..ومنهم صنف آخريعد اسوأ النماذج ،فقد يسوقك حظك العاثر الى السقوط في قبضتهم على الطريق، ليباشروا عملية تجريدك بلا شفقة من أحذيتك، ومن ساعة يدك،وهاتفك، ومحفظة نقوذك التي لاتملك فيها في الغالب سوى 20درهما وبطائق شخصية عادية..وما عليك بعد هذه العملية التشليحية الرهيبة، الا ان تشرع في انجاز وثائق طلبات اخرى للحصول على بطائق جديدة تعوض لك الاولى التي لن تراها أبدا، وانت تحمد الله مع ذلك انهم تركوا وجهك سالما بدون جرة سكين تجعل منه وجه غول افلام رعب غابات وسط الليل الذي يخيف الاطفال ،هذا في احسن الاحوال، إن لم تختلط عليهم الاوراق ويحسبوا انفسهم الثوار وانت القذافي الذي نهب اموالهم وبترولهم ليشبعوك سحلا وضربا في مشهد دراماتيكي رهيب يفضي بموتك. ولوحدث مع حراميينا ان ابان أحدهم عن وجود ضمير او شرف او كرامة مثل ماذكرنا مع حراميي الغرب، لكان من العجائب السبع، لكن للأسف حراميينا من مسؤولين و لصوص ظلمة الشوارع لايشبهون حتى حراميي الدول المتقدمة في الانافة والشرف والكرامة وعزة النفس، فهم خطان متوازيان لايلتقيان أبدا.وبسبب هذا كله ،لا أخفي عليك صديقي القارىء، اني منذ سنوات تكونت لدي عادة جديدة وهي عادة الاعتكاف على مشاهدة البرامج الوثائقية التلفزية الخاصة بعالم الحيوان والافتراس لعلي استفيد منها في التعامل مع بعض الكائنات الحيوانية بجلود أدمية والتي نخالطهاكل يوم في هذه الغابة المخيفة التي نعيش فيها ، هذه الغابةالبشرية التي عم فيها الفسادوالانحراف والاجرام.. وشر البلية ما يضحك ، بأن بعض المسؤولين الذي صار نفوذهم وقوتهم فوق قوة القانون ودولة القانون وسيادة القانون، اضافة الى ان اغلبهم يفتقدون الكفاءة والخبرة والمسؤولية ، فأن معالم السذاجة والغباء تسيطرعليهم ، وفي تفسيرهم ، للفساد والانحراف والاجرام الذ ي يسبح فيه المجتمع ،تراهم يقولون بأن جهل المواطن وتخلفه وحده هو مسؤول عنها بشكلٍ مباشر ، يقولون ذلك بحجج وذرائع تضحك الطفل الرضيع عندما يسمعها، كأنّهُ يشاهد افلام كارتون للأطفال .



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائة كيس أرزللتنمية البشرية..
- مائة كيس أرزللتنمية البشرية..
- أنا حرامي وتمساح .. وافتخر!؟
- نحن في حاجة الى قانون حمو رابي
- الاخوان ومشكلة إقصاء الاخر
- حين يلتقي فساد الأشرار بصمت الاخيار
- الغرب و مواطنيه الجهاديين في سوريا
- التهم الجاهزة للقضاء على الخصوم
- النيران التي احرقت مبارك ومرسي..
- من على حق في مصر..؟
- ثورة مصرالثانية..
- كتب الأعاجيب القديمة
- لمن نكتب ما نكتب؟
- لمن نكتب؟
- لامخرج الا العلم والمعرفة
- الاحتجاجات ردا على الفيلم المسيء للرسول
- لماذا طال أمد حل الأزمة السورية؟
- شروط الفتيات التعجيزية في الزواج
- في العلاقات الجنسية الشبابية، الأنثى دائما هي الخاسرة
- حكايتان متشابهتان:الأولى ببادية﴿ ج ﴾بالمغرب وأ ...


المزيد.....




- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر
- ربما هناك أمل.. ماسك يشيد بقرار المحكمة العليا البريطانية حو ...
- حكومة نتنياهو تصف الوضع بالـ-خطير على أمن إسرائيل- وتتحرك لإ ...
- إعلام: الرسوم الأمريكية قد تكلف ألمانيا نحو 290 مليار يورو ب ...
- دوديك: على الغرب التوقّف عن شيطنة روسيا و محاولة فهم ما تريد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - خطان لايلتقيان..