أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الشرع - دريول














المزيد.....

دريول


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 15:10
المحور: الادب والفن
    



كانت كتلة سوداء تسير خلفه بخطوات عديدة وكئيبة تتحدث الى جارتها المسنة التي رافقتها لعيادة نسائية ،أما هو فكان يأنف ان يلقي ببصره الى الخلف وهي يمشي منكسرا في ذلك الزقاق شديد الانحناءات ..لاشي سوى جدران الطين وجذوع النخيل التي غالبا ما تظهر وكأنها ممسكة بالجدران الطينية الرطبة...لقد وصل الى الطريق العام وسينتظرها هي والعجوز قبل أن تقف له أول سيارة ببدن من خشب الساج ...صوت صبي غير مفهوم ينطلق من بعيد ..(باب الشيخ) فيمد دريول يده ..ها قد وصلتا لا تستعجل أيها السائق فالموت أسرع.. وبحركة بهلوانية ينجح في التسلق الى المخدع الخلفي وعلى الفور ينتشلها هي والعجوز وتنطلق السيارة ... نازل...
ماذا قالت لك الطبيبة ؟...هل ستحبلين ؟ جواب السؤال الأول يفوق صعوبة السؤال الثاني ...فلقد أخبرتها الطبيبة بأنها مازالت بكراً.
لم يكن سهلا على دريول أن يتزوج فقد كان طفلا يتيما وشابا دميما وفقيرا ..لقد قتل والده العريف السائق في بنجوين لطالما أعلن أن الجيش يطارد العصاة الهاربين في بنجوين وراوندوز وطقطق .. لقد هوت سيارة الزيل العسكرية من على سفح الجبل الى الوادي ليترك دريول يتيما الأم التي فارقت الحياة عند ولادته على يد القابلة غير المأذونة قبل أن يتلطف عليه قريب له من بعيد فيكفله للعيش معه في أحدى صرائف المدينة التي تسمى بالعاصمة.. كان دريول طفلا مشاكسا وكثير ما كان يزعج أهل البيت بنبش الارض أو أحداث ثقوب في حائط غرفة الطين ..ولطالما كان يحلم بتشغيل جهاز المذياع ..وكم ظهرت يداه ودشداشته متسخة بسخام النضيدة الأسود ،لقد كان عبثيا لكن يتمه أنقذه من العقاب مرات ومرات..
لم يكن منظر الصبية المتجهين الى المدرسة يعنيه كثيرا فنهمه كبير للمشاكسة وللعب مع أقرانه بين جذوع النخيل التي تنتصب في مياه البيوت الآسنة ..رمي الحجارة على أعثاق النخل ومصابيح أنارة الشارع العام هما ما يشغل فكره ويخلب لبه.
أختصر دريول طفولته عاملا في أحدى شركات أنتاج توزيع المشروبات الغازية ..كانت زوج قريبه مستودع ماله وموطن سره وعلنه فقد كانت تخفي مشاكساته ومعاركه مع الآخرين عن سيدها ...كيف لا وهو اليتيم فلعل الله يثيبها جزاء ما عملت صالحا فيرزقها مولودا أنتظرته عشرين سنة...لقد أخبروها أن عمل الخير يجلب الرزق.
لم يكن لدريول أيه فكرة عن قرينته في قابل الدهر لكنه سمع أنهم سيأتون بصبرية لتكون زوجا له . في ليلة عرسه كان يرتدي دشداشة بيضاء وعقالا ونعلا محليا أبيضا ..وما بين سلامة النوايا وسخرية المواقف شرحوا له ما ينبغي عمله أن لم تمكنه من نفسها ..صوروا له القضية كمعركة مع العصاة في بنجوين ..إن هي ألا أشهر معدودة وسيلتحق هو الآخر بالجيش .
صبرية ..غدا سأشتري بالتقسيط مذياعا يكثر من الغناء ..أذاعة الجمهورية العراقية ..نشرة الأخبار المحلية تقوم لجنة الاستئناف بالكشف الموقعي في لواء الناصرية ... أسهل عندي أن اُهدّم جبلا بأظأفري من أن أقول للمرأة التي اُحبها : إرحميني"...ماذا قال الراديو؟ لا أفهم ..لابد أنه يقول قرآناً.
أريد أن أسمع قرآن العصر ..إقتربت الساعة وأنشق القمر ..سأذهب الى التجنيد بعد الغد .قالت: وأنا سأعرضك على الطبيبة غدا . خبري جارتنا العجوز .أنها حبلى ..من معسكر قريب من المدينة كان دريول يهرب باستمرار .
حان أوان الوضع على يد العجوز توأم أنثى وذكر .مات الذكر وعاشت الأنثى .



#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جز الصوف
- دفع الجزية
- بين الدعاء والفتوى...من ساجدة عبيد الى المشروع التايلندي
- قلمٌ جَلَبٌ ورأسُ كوبٍ في وِعاءِ نفطٍ
- عشيرة بريمر وثقافة الاحذية
- الغراب والوحي
- نقرتان باليمين
- صحة صدور حلم
- عبود لا يغني
- عبود يغني
- حلم ابنتي
- انصاف الدال على الف دال ..
- قراءة معاصرة في وصية انكيدو
- قول على قول
- معلول المنقول و دلالة المعقول
- سعدي
- مذكرات زبال في ليلة رأس السنة
- مقامات عراقية
- هو الأفضل
- في الثقافة العراقية


المزيد.....




- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
- -رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي
- فيلم -رحلة 404- ممثلاً لمصر في المنافسة على جوائز الأوسكار
- فنانون من روسيا والصين يفوزون في مهرجان -خارج الحدود- لفن ال ...
- اضبط الآنــ أحدث تردد قناة MBC 3 الجديد بجودة عالية لمتابعة ...
- كيف تمكنت -آبل- من تحويل -آيفون 16 برو- إلى آلة سينمائية متك ...
- الجزائر: ترشيح فيلم -196 متر/الجزائر- للمخرج شكيب طالب بن دي ...
- وفاة النجم الأمريكي الشهير تيتو جاكسون
- مصر.. استعدادات لعرض فيلم -إيلات- الوثائقي في ذكرى نصر أكتوب ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الشرع - دريول