|
استجواب الاستاذ انغير بوبكر مع جريدة نبض المجتمع العدد الثاني يناير 2014
انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان
الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 14:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تقديم: لا شك في أن الاحتفال في كل مطلع سنة جديدة سواء ميلادية كانت أم هجرية أم أمازيغية تحمل دلالات رمزية وتؤرخ لحدث تاريخي معين ومن خلال هذا الحدث تستمد كل سنة تقويمها التاريخي، فكما هو معروف فتقويم السنة الهجرية يؤرخ لحدث ديني ألا وهو الحدث الذي ينتظر فيه المسلمين اليوم الأول من شهر المحرم، الشهر الأول في التقويم الإسلامي، ويستخدم كثير من المسلمين هذا التاريخ ليتذكروا أهمية هذا الشهر حيث حدثت الهجرة، التي هاجر فيها النبي محمد إلى المدينة المنورة، نفس الشيء بالنسبة للتقويم الميلادي أو الغربي أو المسيحي الذي يؤرخ لحدث ديني كذلك هو يوم ميلاد المسيح عليه السلام، ويسمى أيضا بالتقويم الغريغوري نسبة إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر بابا روما الذي قام بتعديل نظام الكبس في التقويم اليولياني ليصبح على النظام المتعارف عليه حاليًا. وتعتبر السنة الميلادية سنة شمسية بمعنى أنها تمثل دورة كاملة للشمس. أما الحدث التاريخي للإحتفال بالسنة الأمازيغية فيشكل محط اختلاف وتباين بين سكان شمال إفريقيا نتيجة الطابع الشفهي الذي اتسمت عليها الأمازيغية منذ قرون خلت وضعف أواصر التواصل بين السكان الأمازيغ إذا لم نقل انعدامه واتساع رقعة الموطن الأمازيغي "تامزغا" (النيجر ومالي والمغرب وليبيا وموريطانيا والجزائر وتشاد وتونس ودياسبورا وسيوا بمصر وغيرها من البقاع) ، وهكذا ساهمت هذه الظروف في تباين واختلاف حول التسمية الموثقة لرأس السنة امازيغية، فهناك من يطلق على هذا الحدث إسم "أمغار" الذي تعني بالعربية القائد، في حين نجد من يعتبره "رأس السنة الفلاحية"، وأصحاب هذه التسمية يعتبرونه تقويم زراعي يستعمل في دول اتحاد المغاربي، وقد تم ابتكاره من أجل تنظيم الدورات الزراعية بدلاً من تقاويم الأمم الأخرى. وهناك من يطلقون على هذا اليوم "إض – سكاس" أو رأس السنة بالعربية دون أي إشارة إلى السنة المعنية وتجد تسمية "حكوزة" إقبالا في نعت رأس السنة الأمازيغية خاصة عند أمازيغ المغرب الأدنى، وهناك من استعمل المعطى اللساني لتفسير "ينير" حيث يؤكد أصحاب هذا التفسير أن هذه العبارة مركبة من كلمتين وهما "يان" التي تعني الأول ، و"أيور" التي تعني الشهر، بمعنى أن العبارة تعني "الشهر الأول"، وهكذا يعتبرون أول يوم من شهر "ينير" وهو بداية السنة الأمازيغية الموافق مع يوم 13 يناير من التقويم الجريجوري. حيث أن طول السنة وطول الشهور عند الامازيغ هو نفسه في التقويم اليولياني أي ثلاث سنوات مكونة من 365 يوما تليها سنة كبيسة مكونة من 366 يوم، والشهر ينقسم إلى 30 أو 31 يوم مع بعض الاختلافات الطفيفة في حسابات شهر فبراير. إلا أن هناك من يشكك في أصل التقويم اليولياني مثل (Jean Servier) الذي يعزو أن التقويم الامازيغي مشتق من التقويم القبطي-المصري وليس مشتقًا من التقويم اليولياني كما يظن علماء الفلك. ويطلق البعض على هذه المناسبة "تاكورت اوسكاس" وتعني "باب السنة"، لذلك يعتبر"ينير" الشهر الأول في اللغة الأمازيغية أي أول الشهور في التقويم الأمازيغي، لكن رغم هذا الاختلاف في التسمية نجد أن سكان شمال إفريقيا لديهم شبه اتفاق على طبيعة الاحتفال وتشابه في الطقوس وفي الوصفات المعدة لهذا الحدث. إن كان الحدث الموثق للسنة الأمازيغية يتسم بالإختلاف، فإن تاريخ هذه المحطة التاريخية، يشكل إجماع من جميع الباحثين وفاعلين بالحقل الأمازيغي، وعليه تشير الإرهاصات الأولى إلى قدم البدء بالإحتفال بالسنة الأمازيغية حوالي 950 سنة قبل الميلاد، ويعتبر من بين أقدم التقويمات التي استعملتها البشرية على مر العصور، والذي يؤرخ لحدث تاريخي وسياسي و المتعلق حسب معظم الدراسات التاريخية بانتصار الملك الأمازيغي شيشونغ على الفراعنة في عهد حكم رمسيس الثاني واعتلاء الملك شيشونغ عرش الفراعنة في مصر وبذلك أصبحت دولة الأمازيغ تمتد من المحيط الاطلسي غربا إلى نهر النيل شرقا وأصبح هذا الحدث التاريخ الهام في حياة الأمازيغ هو بداية السنة الأمازيغية والذي تناقلته الأجيال عن طريق الاحتفال والتخليد لهذه المحطة التاريخية مع مرور كل سنة، وما السنة الأمازيغية التي نحن مقبلون عندها ليلة 13 يناير 2014 والتي سنستقبل من خلالها بداية السنة الأمازيغية الجديدة 01/01/2964 ما هي إلا استمرارية الاحتفال والتخليد لهذه المحطة التاريخية الموشومة في ذاكرة إماريغن بالفخر والإعتزاز. ونظرا لبالغ الأهمية الحدث، لهذا ارتأيتنا من خلال هذه الحوارات أن نبين ونساعد القارئ والإنسان المغربي عامة على فهم هذا الحدث التاريخي من جوانبه السياسية والحقوقي والقانونية، الذي يعتبر بلا شك محطة تاريخية طقوسية كرنفالية بربوع تامزغا ولكن أيضا محطة سياسية لا تقل أهمية عن سابقتها. بدية نستضيف الاستاذ الباحث بوبكر أنغير الناشط الأمازيغي ورئيس العصبة الأمازيغيةلحقوق الانسان مرحبا بك في جريدة نبض المجتمع. اشكر في البدء جريدة نبض المجتمع التي نتمنى ان تكون نبضا حقيقيا يعكس متطلبات الشعب المغربي في إعلام هادف وبناء , رغم اننا نعلم جيدا الصعوبات المالية والتدبيرية التي يتطلبها المشروع الإعلامي من هذا الحجم ومن هذه الأهداف ، لكن بالإرادة والعزيمة والمثابرة الكل يهون . 1-أولا، من خلال التتبع للسنوات الفارطة يتضح أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية غالبا ما يقتصر على المناطق الأمازيغوفونية وخاصة بالبوادي، في الحقيقة من يحتفل فعليا بهذه المناسبة وأين يتم الاحتفال بها؟ الاحتفالات بالسنة الامازيغية بالمغرب بدأت تأخد ابعادا جماهيرية وشعبية شيئا فشيء وذلك يعكس الاهتمام المتنامي بالبعد الهوياتي بالمغرب الذي ينتشر بهدوء وثقة في أوساط واسعة من النخبة السياسية والجمعوية المغربية وينعكس بشكل مباشر على عموم ايمازيغن بالمغرب ، الاحتفال بالسنة الامازيغية يتم في جميع المناطق المغربية التي هي جميعها امازيغية بطبيعة الحال جنوبا وشمالا وشرقا وغربا والاسر المغربية تحتفي بهذا اليوم بكل ما يليق به من احتفال وتبجيل ونتمنى ان تولي الدولة المغربية اهتماما بهذا اليوم وتجعله يوم عطلة مؤدى عنها لان من شأن تحقيق هذا المطلب ان يؤكد التشبت الراسخ للشعب المغربي بتنوعه وغنى ثقافته المتجذرة في التاريخ ، رأس السنة الامازيغية له دلالة تاريخية ورمزية لدى شعوب شمال افريقيا وملهم لبطولاتها ومحفز لشبابنا على النبش في اعماق تاريخ جغرافيتنا اي شمال افريقيا لان الشعب الذي لا ذاكرة له لا مستقبل له .
2-ماذا يمثل لك الإحتفال بالسنة الأمازيغية؟ الاحتفال بالسنة الامازيغية يمثل لدي شيئيين رئيسيين ، اولهما ان الاحتفال بالسنة الامازيغية تعبير عن تصالح ذاتي مع التاريخ , تاريخ ايمازيغن في شمال افريقيا الذي تعرض للتعريب والتحريف من قبل الاستعمارات المتلاحقة لشمال افريقيا ، الاحتفال بالسنة الامازيغية يمثل بالنسبة لي ثانيا تطلع الى مستقبل ايمازيغن وضرورة رفع الضيم والحصار عن تاريخهم الذي كتب عنه ابن خلدون بانه تاريخ امبراطورية لكن همش تاريخ ايمازيغن من طرف المستشرقين والمستغربين على حد السواء الا القلة القليلة ، فالاحتفال بالسنة الامازيغية تكليل لجهود العديد من الجمعيات والفعاليات الامازيغية التي ناضلت كل من موقعها من اجل ان تحفظ للامازيغية موقعها بين الامم واللغات المنفلتة من الانقراض ، فتامازيغت تعرضت لحيف تاريخي ولكنها صمدت كلغة وثقافة وهوية واستطاع ابنائها ان يفرضوا على التاريخ المعاصر او يحاولو على الاقل ادخال الامازيغية في التاريخ المعاصر وان لا تذوب مع افكار وايديولوجيات القومية العربية والاممية الاسلامية ، الاحتفال بالسنة الامازيغية بالنسبة لي دعوة متجددة للنخبة السياسية والفكرية والثقافية المغاربية لتصحيح منظورها الاحادي للتاريخ وان تقر بالبعد الامازيغي كبعد تاريخي مؤسس للحضارة المتوسطية ولجنوب المتوسط اكثر تحديدا.
3-ما هي دلالة الرمزية والسياسية بالخصوص للاحتفال بالسنة الأمازيغية؟ الاحتفال بالسنة الامازيغية الجديدة يحمل في طياتها ابعادا رمزية وسياسية كبيرة اهمها الوعي الكبير لدى الامازيغ بأن تاريخهم الحقيقي يجب ان يعاد كتابته كتابة موضوعية أي البحث في اركيولوجية الحضارة الامازيغية وعمقها الافريقي والمتوسطي ، كما ان الاحتفال بالسنة الامازيغية يحمل رسالة سياسية الى العالم على ان الامازيغ شعب كامل المواصفات لا يحتمل ان يكون تحت امرة شعوب اخرى وان الايديولوجيات الاقصائية التي اطرت وتأثر بها الفكر السياسي المغاربي خلال سنوات التحرر الوطني لم تستطيع ان تذيب الامازيغ وان تمحيهم بل تحول الانكسار القومي العربي في شمال افريقيا الى نهضة امازيغية تتبرأ من الفكر القومي العربي الاقصائي وتنحو منحى اخر مغاير ينبني على التعدد والاختلاف وشعاره الوحدة في التنوع ، لذلك بدأت المطالب الامازيغية تزدهر مستغلة الفجوات الفكرية والممارسات الاقصائية للطروحات الفكرية الشمولية التي سادت سنوات الاستقلال السياسي لبلدان شمال افريقيا ، الدلالة السياسية للاحتفال بالسنة الامازيغية تتمثل في ان الامازيغ بشمال افريقيا رغم التفرقة الجغرافية والتباعد السياسي للانظمة التي تقودهم شعب واحد في دول متفرقة ، الاحتفال بالسنة الامازيغية يوحد الامازيغ في شمال افريقيا وهذه دلالة رمزية على ان الاختلافات السياسية لهذه الانظمة الحاكمة في شمال افريقا لا تهم الامازيغ في شئ , بل ان الامازيغ هم الضحايا المباشرون للتفرقة السياسية بين هذه البلدان.
4-إذا ما تأملنا بالدلالات التي تفضلتم بها، هل توقيت الإحتفال بالسنة الأمازيغية هذه السنة يغلبه الطابع التدافع السياسي؟ دائما الاحتفال بالسنة الامازيغية يحمل ابعادا سياسية وهذه السنة ليست استثناءا ماعدا ما يتعلق بانتظار الامازيغ بفارغ الصبر خروج القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للامازيغية المعتقل منذ مدة لدى حكومة بنكيران ، الامازيغية في المغرب قضية سياسية بامتياز وايمازيغن المغرب يعولون على الملك محمد السادس لانقادهم من هذه الحكومة المرواغة في قضية الامازيغية فهي لم تكن تنتظر يوما احزابها ان يكون للامازيغية بالمغرب طابعا رسميا في الدستور لذلك تفاجأت بسرعة تحقيق المطالب الامازيغية كما انها لم تكن تنتظر استجابة ملكية سريعة وواضحة اتجاه الحقوق الامازيغية ، فعدم الوضوح الذي تعرفه الفقرة 5 من الدستور مردها المخاض التفاوضي لاخر لحظة الذي تدخل فيه بعض الاقصائيين لاقصاء الامازيغية من الدستور لكن الحكمة الملكية وعمق الايمان الديموقراطي الحداثي لمحمد السادس جعل الامازيغية لغة رسمية ، لذلك فلا عجب اليوم ان نجد الحكومة معطلة للقانون التنظيمي للامازيغية لانها بكل بساطة كانت معظم احزابها لا تؤمن بالامازيغية بل تعارضها وتشكك في نوايا المنتسبين للحركة الامازيغية .
4-هل احتفال بالسنة الأمازيغية يقتصر على مكونات الحركة الأمازيغية؟ الاحتفال بالسنة الامازيغية منطقيا وموضوعيا يجب ان يكون لدى جميع الديموقراطيين في بلادنا ، لانها تجسيد فعلي للاختلاف والتنوع المغربي فيجب على المغاربة العرب والمسلمين والمسيحيين واليهود الاحتفال بها كما يحتفل الامازيغ باعيادهم و لا نفرق بينها في الاهمية فكلنا شعب واحد واعيادنا واحدة لذلك ادعو المغاربة بمختلف مكوناتهم الى الاحتفال بالسنة الامازيغية كما نحتفل باعياد الميلاد المجيدة وبفاتح محرم الاسلامي .
5-بعد مستجد دستور 2011 المعدل، هل اعتراف بدسترة الأمازيغية اعتراف ضمني برسمية احتفال بالسنة الأمازيغية؟ الامازيغية بعد دستور 2011 لم تعد كما قبله ، الامازيغ بنضالهم وتضحياتهم استطاعو ان يفرضوا على المشهد المغربي رسمية اللغة الامازيغية واتمنى ان تحذو أنظمة شمال افريقيا حذو المغرب في الاعتراف باللغة الامازيغية في دساتيرها ، لأن الامازيغ كانوا من المساهميين الاساسيين في الثورات التي عرفتها هذه الشعوب وخاصة في ليبيا التي اعطى فيها الشباب الامازيغي تضحيات كبيرة وجسيمة ونخشى ان تتنكر انظمة شمال افريقيا الجديدة للمطالب الامازيغية كما تنكرت الحركة الوطنية لمطالب الامازيغ في شمال افريقيا بعد الاستقلال السياسي لهذه الشعوب ، صحيح ان في المغرب ملك مواطن وديموقراطي استطاع ان ينصت لنبض الشعب المغربي ولمطالبه المشروعة وذلك ما سهل المأمورية على الامازيغ لتحقيق مطلبهم في دسترة الامازيغية في الدستور ولكن نضال ايمازيغن وتحالفهم مع كل القوى الدولية المؤمنة بالتعدد والتسامح والاختلاف يمكن ان يسمح لشعوب شمال افريقيا ان تفرض مطالبها على الانظمة الجديدة بشمال افريقيا، اعتراف الدستور المغربي برسمية اللغة الامازيغية اعتراف صريح بالسنة الامازيغية ويبقى فقط تصريح رسمي بجعل رأس السنة الامازيغية عطلة رسمية .
6-هل ينبغي أن يكون يوم 13 يناير الذي يصادف رأس السنة الأمازيغية عيد وطنيا للمغاربة قاطبة؟ هذا مطلب تاريخي للحركة الامازيغية ولجميع الديمقراطيين بالمغرب وبشمال افريقيا ، يوم 13 يناير هو بالنسبة للامازيغ عيد متوارث ومبجل ولا ينتظرون من الاخرين سوى مشاركتهم الاحتفالات ، راس السنة الامازيغية تعبير عن انتصار تاريخي لاحد ملوك الامازيغ في التاريخ وبالتالي فنحن كأمازيغ نحتفل به لاننا شعب يحب الانتصار ويعشق التحدي وبالتالي اقرار السنة الامازيغية كعيد وطني دعم للروح المنتصرة لشعوبنا وتأكيد على ان الامازيغ لن يستسلموا وسوف يناضلوا الى حين اقرار يوم 13 يناير عيد وطنيا للمغاربة ولامازيغ شمال افريقيا ، الامازيغ بشمال افريقيا عنصر الوحدة والتلاقي المغاربي وسيشكل الامازيغ في المستقبل قوة سياسية مؤثرة كبرى في شمال افريقيا بعد ان يتجاوز الامازيغ خلافاتهم السطحية والمصطنعة ،ان الامازيغ قادمون في شمال افريقيا والمستقبل سيؤكد ذلك.
7-هل السعي إلى انضال من أجل الإحتفال بالسنة الأمازيغية، سيساهم في الدينامية الجديدة للحركة الأمازيغية أو ربما سيحجم عن المطالب الأساسية للحركة الثقافية الأمازيغية ؟ الحركة الامازيغية حركة حداثية ديموقراطية تناضل الى جانب الحداثيين في العالم من اجل اعلاء قيم الديموقراطية والتسامح بين الشعوب والثقافات والحضارات ، ساهمت الحركة الامازيغية في خلخلة المفاهيم والافكار السياسية المتكلسة والمتراكمة في العقل السياسي المغاربي والشمال افريقي عموما والتي تغترف من القومية العربية ومن الفكر الاحادي ، لكن بفعل التحولات الدولية التي عرفها العالم بسقوط الاشتراكية الستالينية وشيوع الفكر الحر هبت نسائم الفكر الديموقراطي على نخبتنا المغاربية واستقطبت وجوه بارزة كانت لها القدرة على طرح افكار جديدة وتساؤلات عميقة تناولت الدين واللغة والتاريخ ودعت الى اعمال بحوث اركيولوجية للفكر الانساني وكانت الحركة الامازيغية ومثقفيها من هذا النوع الذي استجاب لهذه الدعوة الى اعمال العقل والنقد وعدم الركون للاجابات التاريخية المختزلة والافكار السطحية فيما يتعلق بثراثنا وقيمنا وحضارتنا ولغتنا ، الحركة الامازيغية بهذا التوجه التاريخي الحداثي استطاعت ان تكسب متعاطفين في الساحة الفكرية الدولية وراكمت كذلك عدوات لدى التيارات المحافظة في الداخل والخارج التي تتهمها بالعمالة للاجنبي تارة او بالاستقواء بالخارج واستعداء التقاليد والقيم المتكلسة ، فاحتلت الحركة الامازيغية بهذه المواقف مكانة متميزة ضمن الحركات الهوياتية والثقافية المؤثرة في نضالات الشعوب المغاربية واثمر نضال الحركة الاعتراف الدستوري في المغرب الذي اعترف بالامازيغية لغة رسمية الى جانب العربية ، من شأن اقرار السنة الامازيغية كعيد وطني ان يقوي الشعور الامازيغي بالمغرب ويعطي شحنات سياسية ومعنوية للفاعل الامازيغي ليستمر في طرح ملف التعدد الثقافي والفكري والهوياتي ببلداننا ويساهم بشكل كبير في رسم مستقبل اخر اكثر احتراما للشعوب والثقافات ، للحركة الامازيغية الديموقراطية رسالة وخطاب ملخصه الكتابة السليمة للتاريخ والتفكير الجماعي في المستقبل فلا يمكن للاقصاء والتهميش ان يبني الثقافة المغاربية المتوازنة والمقنعة التي سنتباهى بها في رحاب الدول الديموقراطية ، الى ان يتم الاعتراف الرسمي بالسنة الامازيغية عيدا وطنيا اقول لكم سنة امازيغية سعيدة وكل عام والعالم الديموقراطي الحر بخير 8-كلمة أخيرة، ماذا يمكن أن تقول لأمازيغ في رأس السنة الأمازيغية؟ بمناسبة السنة الامازيغية الجديدة اود ان اقول لامازيغ بلدي المغرب ولكل امازيغ العالم بأن الحقوق تنتزع ولا تعطى وان نهجنا في النضال يجب ان يكون بالانفتاح على كل الاراء والافكار والتصورات رغم اختلافنا معها وان نبني جبهتنا الداخلية ونحصنها بالقيم النبيلة والممارسات السديدة ، فكل الحركات التي تبخرت في العالم كان سبب انهيارها هو المفارقة الموجودة بين خطاباتها الديموقراطية والحقوقية وممارساتها الديكتاتورية الاستبدادية ، فالنقد والنقد الذاتي يجب ان يصاحب اعمال وممارسات وخطابات الحركة الامازيغية التي عليها ان تبتعد عن التطرف والحدية وان تتبنى النسبية والاختلاف والانفتاح على العالم واود في ختامها مسك ان اختم بقولة للاسطورة مانديلا الذي رحل عنا اخيرا "العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر ، ولكن في القيام بعد بعد كل مدة نتعثر فيها" شكرا جزيلا.
#انغير_بوبكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى النائب البرلماني المقرئ ابوزيد :إذا لم تستحي فقل ما شئت
...
-
استجواب صحفي مع انغير بوبكر جريدة صحيفة الناس ليوم الجمعة 27
...
-
استجواب الاستاذ انغير بوبكر مع جريدة حقائق مغربية عدد دجنبر
...
-
النخبة السياسية المغربية واليهودفوبيا .
-
الولايات المتحدة الامريكية تساند الموقف المغربي في قضية الصح
...
-
دور الديبلوماسية الملكية في الدفاع عن المصالح الاستراتيجية ل
...
-
العلاقات المغربية الجزائرية : هل تصلح الثقافة ما افسدته السي
...
-
هل امريكا عدوة الشعوب حقا؟؟
-
واخيرا ادرك العالم همجية النظام الدموي الاسدي؟؟
-
رسائل الملك محمد السادس الى النخبة السياسية المغربية بمناسبة
...
-
طارق رمضان : المثقف الاسلامي المستنير في بلاد الغرب
-
استجواب مع جريدة المنعطف المغربية نشر على حلقات ايام الجمعة
...
-
رجاءا لا تجبروا الشعب المصري على خلق جيش مصر حر آخر
-
هل سبق للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ان كان مقاوما ضد
...
-
هل كان ساركوزي عميلا للموساد الاسرائيلي ؟
-
امارة قطر من البداوة الى الحضارة الجزء الثالث والاخير
-
بيان مابين انقلاب العسكر في مصر وسقوط حكومة العدالة والتنمية
...
-
امارة قطر: من البداوة الى الحضارة الجزء الثاني
-
امارة قطر: من البداوة الى الحضارة الجزء الاول
-
هل للشعب السوري أصدقاء في العالم ؟؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|