أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزه أبو الخير - بائعة السودانى














المزيد.....


بائعة السودانى


عزه أبو الخير

الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 16:54
المحور: الادب والفن
    


رايتة يجلس ثم يقف مرارًا، وعيونة زائغة، ينظر إلى لا شيء تهزمه مرارات الحياة، ووجهه تعلوه الكآبة، غير مهندم، ملابسة متنافرة الألوان، ينظر إلينا وكأنه يعاتبنا على شيء لم نعلمه، نظراتة تجعلك تشعر بالمسئولية تجاه شخص لا تعلم عنه شيء، ومع ذلك كل هذا يجعلك تتعاطف معه، تشعر انه فى ازمة حقيقية ولكنه لا يريد البوح، لا يريد الإفصاح عنها، ويترك عينيه تفضفض وتبوح وتفصح بما يضمره وتتجول هنا وهناك
كل هذا وأنا ارقبه من بعيد اجلس مع بعض الأصدقاء إلى طاولة لا تبعد كثيرا عن الطاولة التي يجلس إليها فى المقهى، نظرة التشتت في عينيه تدفعني لأسترق النظر إليه وكاْنه يبحث عن شيء هولامي لا ملامح له،
نظر إلي فجأة وكأنة لاحظ نظراتي الية .. نظرة مباغتة وتلقائية جمت عيوننا، اختراق من نوع فريد استمر لدقائق محدودة، بعدها أزاح بصره وولي وجهه إلى الشارع، يتأمل المارة والسيارات، وكانه يراهم لاْول مرة، وفجاْة امتعض وكاْن شيئا قد آلمه،
ثم عاود النظر إلى نظرة سرعان ما حولها عني، ساْله الجرسون ماذا يشرب؟، فلم يجبه، ونظر إلى الأرض، وكاْنه يفكر ماذا يطلب من الجرسون؟، وبعد دقائق معدودة طلب قهوة، وأكد على الجرسون ان تأتيه القهوة في كوب كبير، ولما هم الجرسون بالانصراف طلب منه ان يأتيه بكوب من الماء المثلج، ومضى الجرسون متعجبا بحركة تلقائية من حاجبيه، فكيف يطلب منه ماء مثلجا في شهر يناير، عز البرد، ثم ذهب ليحضر الطلبات.
دخلت امراْة المقهى ومعها صندوق صغير محمل بأكياس الفول السوداني، تلقي بها على الموائد وتتركه، لتعود مرة أخرى لتلتقطة من الزبائن الذين
لا يحبونه، وتاْخذ ما فيه القسمة من الذين بدأوا بالفعل في فض الأكياس والتقاط حبات الفول.
راْيت الرجل ينظر إلى هذة بائعة الفول السوداني مرارا وتكرارا، ودموعه تنهمر على وجنتيه مما جعلنى أنظر إلى المرأة التى تبيع السوداني متفحصة، فلم أجد فيها ما يلفت النظر أو يحرض على البكاء، امرأة تجاوزت الخمسين بقليل، يداها مجعدتان بشكل لافت للنظر عيناها تملؤها الدموع، ولكنها دموع لا تنهمر، وكاْنها أصبحت جزء لا يتجزء من مقلتيها، وعلامات الكبر تحفر أخاديدها على خديها، وتبدو مجهدة،
متشحة بالسواد من راْسها لاْخمص قدميها، هزيلة لدرجة مخيفة، تمر بين الموائد بوهن، وعندما مرت على طاولة الرجل نظرت إليه وكأنها في مواجهة جفلت شبح، فالقت بكيس الفول السوداني على طاولة الرجل واندفعت فجأة تجمع أكياسها المنتشرة على الموائد، وتتناول النقود من زبائنها بلا اكتراث، ومشت ببطء إلى خارج المقهى، والرجل يتابعها حتى ذهبت عبرت الطريق إلى الجانب الأخر حيث يتمدد البحر.
أمسك الرجل بكوب القهوة بيد مرتعشة، يرتشف ببطء وصوت مسموع، متلذذا بمذاق القهوة .



#عزه_أبو_الخير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...
- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزه أبو الخير - بائعة السودانى