قضية السكن بصفرو (المغرب): فضيحة مدوية وتآمر مكشوف

أحمد بيان

الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قضية السكن بصفرو: فضيحة مدوية وتآمر مكشوف

لم يفاجأ سكان حي الأمل بسياسة الاستهتار لممثلي النظام القائم على صفرو، لأنهم قد خبروها أثناء معركة السكن المفتوحة حين تم تجاهل المسيرة الجماهيرية التي انطلقت من المدينة القديمة على اثر انهيار إحدى البنايات يوم الأحد 22/12/2013 نتيجة عملية الهدم المقصود التي تشرف عليه السلطة القمعية المحلية منذ أربع سنوات. وذلك للضغط على الساكنة للقبول بالأمر الواقع، ويعني الإفراغ مقابل "التعويض" أو الموت تحت الركام. بل إن خلفية التجاهل تكمن في لجوء السلطة القمعية وعلى وجه السرعة لاستدعاء المقاول الذي سلمته صفقة الإشراف على عملية الهدم والتخريب وأنجزت له محضرا محملة إياه المسؤولية الكاملة عما لحق المدينة القديمة وحي الأمل خاصة، من خراب وما يترتب على ذلك من تهديد لحياة الساكنة.
وهي بهذا الاستدعاء تكشف أولا، عن تورطها ومسؤوليتها عن الخروقات والتلاعبات والمآسي التي تعيشها الساكنة بعد أن تراجعت عن توزيع البقع الأرضية للساكنة واستبدالها بتعويض مالي هزيل قدره 50000 ألف درهم، ليفسح لها المجال لنهب المال العام المخصص للعملية عبر ما سمي باللجنة المختلطة برئاسة العامل وتابعه الباشا. وهذا ما كشفته الساكنة في المظاهرة وأدانته وطالبت بمحاكمة المتورطين والمتواطئين، وأكدت تشبثها بحقها في السكن بدون شروط. ولها كل الأدلة والحجج في هذا الاتجاه، تتجسد في عدة مراسلات ومقالات صحافية وشهادات مواطنين على استعداد لفضح هذه التلاعبات.
وثانيا، لاستباق أي تجدد في تحركات الجماهير بشكل يفضح ادعاءات السلطات القمعية المحلية بان مقاربتها لقضية السكن غير اللائق والخاصة بالمدينة القديمة تعد نموذجية ويتم اعتمادها على المستوى الوطني.
ثم ثالثا، لمنع الجماهير من المطالبة بمحاسبة ومحاكمة المتورطين في التلاعب وفي نهب المال العام المخصص للبرامج التي تستهدف المدن القديمة.
وأخيرا، لتحريفها عن حقها في السكن بدون شروط مسبقة، وذلك من خلال بقع أرضية متواجدة بتجزئة حي مولاي إسماعيل وعين الدكارات كما سبق للسلطات الالتزام بذلك سنة 2011.
هذا مثال آخر ينضاف إلى مسلسل السطو على أراضي الفلاحين في العنوصر وعملية النصب والاحتيال بالتواطؤ مع السلطات المحلية التي طالت مستفيدي "جوطية" المسيرة وهي أمثلة تلخص سياسة طبقية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية.

#أحمد_بيان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات