أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - مؤتمر البعث والفساد والحوار مع أمريكا














المزيد.....

مؤتمر البعث والفساد والحوار مع أمريكا


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1230 - 2005 / 6 / 16 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما زال نظيفو اليد في سورية, وكل من يهمه العيش في وطن لا يعشِّش الخوف في ثناياه, ولا يقبع فيه لصوص في مواقع المسؤولية...مازالوا يأملون ويحلمون بذلك الوطن, عاجزين عن الفعل, وليس لديهم سوى كلمة الصدق, ونصائح تتطاير كالفراشات التائهة, بينما تجول الضواري في الأرض, تتقافز وتتصارع. كتبوا وكتبنا معهم عن الإصلاح, وفي لحظة ما, كانت قلوبنا مفعمة بالأمل, ومع كل يوم يمر, يتفاقم اليأس, ويتضاءل شعاع الضوء في النفق المتباعد.
ونسمع كل يوم بما هو النتيجة المنطقية لما كان...حقائب تملأ وتبحث عن مخابئ لإيداع ما سرق من كدح فقراء سوريا وقوت أطفالهم, بينما ننتظر مكبلين في زوايا الوطن التي نحسبها آمنة, علَّنا نختبئ من صخب الأكاذيب.
جمعتني المصادفة بأحد المقربين من جهات مستفيدة في السلطة, وكان يتحدث عن الوضع في سوريا, وفيما يلي ألخص أهم ما جاء في حديثه: "في الاقتصاد, يكون الحل ببيع القطاع العام وخصخصته", وهو حله المقترح لنهب هذا القطاع. والحق يقال فإن ما كان يقصده ذلك الشخص المقرب من بعض دوائر الفساد هو أن يشتري القطاعَ العام من سرقه, وليس خصخصة بالمعنى المتعارف عليه كحل حقيقي في دولة القانون. أما بالنسبة للفساد والنهب, يضيف هذا "المحلل": يجب أن "يُترك السارقون وشأنهم ليحاسبهم الله يوم القيامة!". ومما قاله أيضاً إن "عارف دليلة ورياض سيف وأمثالهم أعداء الوطن", تبعاً للتهمة المعروفة لكل من يتجرأ ويتجاوز الخطوط المرسومة لأمن السلطة. أما الشعب السوري فهو "لا يحب التمرد ولا يثور على سلطته...إنه شعب من نوع خاص".
ومن جهة أخرى, وكأنَّ مصائبنا مع ذئاب الداخل لا تكفي حتى يأتينا من انهزموا في معارك بعيدة عن العدو, باحثين عن المغانم تحت يافطات سُرقت من أصحابها الحقيقيين. إن أمثال هؤلاء الذين تدور الشكوك حول ممارساتهم السابقة, أو تقر الوقائع بأن أياديهم تلطخت بالدم, أو امتدت إلى المال العام, لا بد أن يعبروا إلى الوطن من خلال بوابة القانون, لا قانون المحاكم الاستثنائية, إنما قضاء النزاهة والشفافية وتحت أنظار الجميع في الداخل والخارج.
إن مكافحة الفساد هي المحك بالفعل, مع أن ذلك مستحيل في ظل الأوضاع الحالية, نظراً لهرمية الفساد وتغلغله في دهاليز السلطة نفسها, بحيث يمكن القول أن لا براء من هذا الداء في الظروف الراهنة. والأمر لا يعدو كونه محاولة من راعيي مؤتمر البعث من أجل تفريغ مطالب المعارضين لاستمرار هذا النهج من مضمونها, وامتصاص غضب من وصل إلى المؤتمر من قواعد الحزب حاملاً معه بعضاًً من معاناة, وذلك برفع هذه المطالب كشعارات لا تلبث أن تزوي وتذبل, كما حدث لشعار التحديث والتطوير. لكن تثبيت الداخل أو تكبيله لم يعد يكفي, فقد صار العامل الخارجي منذ سنوات هو دينامو حركة الداخل الذي استعصى على الإصلاح.
وفي مقال له يطرح الكاتب عبد الرزاق عيد أحد الخيارات المنطقية جداً, مع أنها لا تعدو كونها أمنيات: أن يخرج رياض سيف من السجن ليتبوأ رئاسة مجلس الوزراء لفترة انتقالية. فمن جهة غلاة السلطة, يعد مثل هذا الطرح غريباً ولا ريب, باعتبار رياض سيف وأمثاله مصنفون تبعاً للمفهوم الشمولي القراقوشي أعداءً لـ "الوطن", وهذا صحيح من وجهة نظر من يعتبر الوطن مزرعته. مع العلم أن ذلك قد يمثل أحد الحلول التي يمكن أن تشكل مخارج لهؤلاء الغلاة أنفسهم عوضاً عن تجديفهم اليائس في عرض البحر, ومحاولةً لاستعادة بعضاً من إرث سوريا الديمقراطي الذي يحاول منظرو الحاضر البائس أن يطووه, ويقيموا على أنقاضه نصبهم المتهالكة. وبعيداً عن التنظير والتمنيات فإن لا خلاص إلا بتنامي الأفعال الملموسة الديمقراطية والسلمية على الأرض لتشكل جنين التغيير القادم في كل الحالات, فلا جزر منعزلة في عالم اليوم...هيهات!.
إن التوصية الأكثر مصداقية في مؤتمر الحزب هي الرغبة في الحوار مع أمريكا, لأن ذلك هو الذي يمكن أن يضمن تلك الصفقة المريحة لأولي الأمر. بيد أن تلك الوصية مآلها التبخر ليس إلا, بعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه. والخشية كل الخشية من أن يكون المنحى قد اتخذ تلك الوجهة التي قد تفضي إلى "الحوار" بوسائل أخرى!.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد الانسحاب السوري من لبنان؟
- شيء من الحب
- تحقيق الذات الفردية بين الممكنات والمعيقات
- هل يتحقق إصلاح الفرصة الأخيرة في سوريا؟
- الثوري بن لادن يدفع عجلة التاريخ قدما!
- أيها اللبنانيون...لقد فعلتموها بنا!
- سوريا إلى أين؟
- الحريري الذي مات
- هنيئا للشعب العراقي خطوته الأولى باتجاه الحرية
- سوريا أصبحت بلا ديون, فهل نتفاءل؟
- قوى وفعاليات سورية تداعت!
- زراعة الياسمين في بلاد واق الواق
- القضاء السوري بين العدالة والمشاركة في الجريمة
- كيف تنقلب الأماني المفوَّتة إلى تخوين وإفلاس
- صديقي الصيني -هوُ ياو ووو
- سوريا الحنونة بين أخذ ورد
- حراس فساد جدد بنكهة ستالينية - مكارثية
- دور الفرد في التاريخ من خلال النموذج الناصري
- اقتراحات لعلاج الشعب السوري من الخوف الأمني
- فوبيا المسيرات الجماهيرية


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - مؤتمر البعث والفساد والحوار مع أمريكا