داود روفائيل خشبة
الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 17:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خبر يتحدث عن "ضبط نصف مليون كتاب تروج لـ الإخوان"، وأخبار أخرى عن طالبات وطلبة منعوا من دخول الامتحان لأنهم يحملون شارة "رابعة".
منذ متى كان الكتاب، أى كتاب، فى حدّ ذاته جريمة؟ ومنذ متى كان حمل شارة، أى شارة، فى حدّ ذاته جريمة؟
ألسنا بهذا ننقض واحدا من أهم أسس الديمقراطية والدولة المدنية، أعنى مبدأ أن لا جريمة بغير نص قانونى؟
إننا حين نصادر الفكر، مهما كان متخلفا ظلاميا إجراميا، حين نصادره بيد الأمن الغاشمة، ألسنا بذلك نؤسس الفاشية، ونبيحها، ونباركها؟ كيف يحق لنا بعد ذلك أن نحتج حين تنقلب الفاشية علينا فتصادر فكرنا الذى نزعمه عقلانيا تقدميا؟
أول خيانة لمبادئك أن تحارب بسلاح عدوّك، وإذا كان هذا القول لا يصدق فى حالة الحرب بمفهومها العادى والسلاح بمفهومه العادى، فإنه فى المجال المعنوى صادق كل الصدق، وتجاهله هو انزلاق محقق إلى هاوية الضياع.
أيها القوم، لا تسلموا رقابكم لأعدائكم بأن تتبنوا مبادئهم وأساليبهم.
إذا كانت مبادئهم ووسائلهم ملوّثة فإنها لا تتطهر حين نتخذها نحن بل إنها تلوّث نفوسنا وعقولنا، فأى شىء إذن نناضل من أجله وندافع عنه؟
لا مصادرة لفكر ولا تجريم لفكر.
حرية الفكر والتعبير أساس كرامة الإنسان، وإذا كان فكر من نعارضهم ظلاميا فلن يبدد ذلك الظلام إلا التزامنا التام بمبادئنا.
#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟