أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - شعب الله - المصلوب - ؟!















المزيد.....

شعب الله - المصلوب - ؟!


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العلاقة بين ما يطلق عليهم شعب الله " المختار " وبين شعب الله " المصلوب " قصة تراجيدية من نوع الكوميديا السوداء . توضح بصورة مذهلة كيف يمكن لإسطورة أن تمارس دورها طيلة قرون في تعطيل العقل ، وتسويق تاريخ معلب جاهز لإستخدام إحلالي لتاريخ أخر . لكن عندما يجري تفعيل العقل ،نعجب كيف أن البعض لا زال يتقبل الواقع المتخيل على وجود تصورات ذات أبعاد عنصرية محضة ، في تعاملها مع التاريخ الماضي ومع المستقبل معاً.
أحيانا ًأتساءل من موقع التطفل على معرفة " الغيب ".. هل إختار " الإله " شعبه المختار بهدف صلب شعب أخر مسكين . ؟ وهل يمكن لإله ما أن يكون بهذه القسوة على شعب أخر، جرى تهجيره بالقوة ، وإحتلت أرضه وتحولت عذاباته التاريخية الى رمزاً يختصر معاناة البشرية ودرب آلامها القديم !؟.
ربما هذه الأسطورة التي أسطرت التاريخ وحولته الى مهزلة، هي أقرب الى إعادة تمثيل رمزي لإسطورة قديمة . تحولت الى نوع من القص الشعبي ،الذي أسس لفكرة الجريمة ورسخ فكرة القتل . كحل لخلاف بدل منهج الحوار . العلاقة بين " قابيل " الراعي وأخاه " هابيل " المزارع .
ترى هل شعبه " المختار " من نسل قابيل الراعي . وشعبة المصلوب من نسل " هابيل " المزارع .؟؟! لاشئ يمنع وجود نتيجة ما أو فكرة من هذا النوع، طالما أن جزء كبير من التاريخ المكتوب ، تحول الى عقائد لاتقبل البرهان عليها وإلا سقطت في امتحان الحقيقة عند البحث الأركيولوجي لأصولها.
على اي حال الرعاة عادة أكثر قساوة من المزارعين كما نسلهم . وأرتكب " قابيل " كما يقال أول جريمة في التاريخ . لم يحاسب عليها ؟؟؟ لأنه هرب الى " بعل بك " يستعطف
" الإله دامور " أخو " إله " السماء سميع . وشقيق الإله بعل . إله الفلسطينيين من شقيقه " إيل ". زوج " إيلات " التي أنجبت سبعين إلهاً.وهم آلهة الجيل الذي حكم الشرق القديم بما فيهم " اللات والعزى ومناة.وكانت تعبيراً عن الصراع ما بين الخصب والجدب أو الخير والشر. الراعي كان رمز الجدب والشر، والمزارع كان رمز الخصب والخير . وفلسطين كانت أرضاً زراعية، تمتلئ سهولها بكل ألوان قوس قزح .
اياً كانت رمزية الفكرة هنا من الناحية الميثولوجية ، بيد أني شخصياً افضل فكرة ميثولوجية أخرى . هي أقرب الى الواقع .
إنها عودة " أوذسيس " الفلسطيني التي تحاكي وتشابه عودة " أوذسيس " الأغريقي الى " إثاكى " . العودة الى الجذور .
المسألة هنا لا ترتدي معطفاً خيالياً ولا أوهاماً . لأن ذاكرتنا تمتلك من المخزون ما يكفي لإستحضار ليس فقط لأرواح عشرات الالأف من أبناء شعبنا ، بل لتاريخ طويل من العذابات . ورغم ذلك نبحث عن حل مفيد للجيل القادم . ولا نتقوقع داخل شرنقة الدين والقومية.
فقد دفع شعب الله " المصلوب " ضريبة الفداء متحملاً نتائج حروب عالمية ، حولت أرضه الى أرض لمستوطنين مسلحين بأيديولوجية وميثولوجيا عنصرية . وفرخت ميثولوجيات أخرى . في عالم لا زال شبه نائماً على وعود الوهم بالجنة والنار وشعبه المختار . وكأن هذا ا" لإله " مهنتة فقط موزع أراضي ، وتذاكر دخول الى الجنة..!
فالبولوني اليهودي مثله مثل المسلم الباكستاني لا علاقة لهم بهذه الأرض . والفرنسي الذي يعتنق البوذية لايعني أنه أصبح وتحول الى مواطن صيني . !؟ ومن حقه طلب الهجرة الى الصين ، وكأنها مسقط رأسه ...عملية ربط الدين بالأثنية والقومية هي اطروحة لا تصمد امام الوقائع وغير قابلة للتحقيق على ضوء روح العصر الحالي . عصر الإعتراف بإنسانية كافة المجتمعات البشرية ومساواتها.
ترى هل لو إعتنقت الديانة اليهودية هل يسمح لي بالعودة أو لنقل بالهجرة الى فلسطين أو الى اسرائيل أو أي تسمية لهذا الكيان السياسي المصنوع ..؟! إذا كانت الإجابة بنعم على سبيل الإفتراض فعلى الشعب الفلسطيني في الشتات إعلان يهوديتهم ومعها طلب حق العودة أو الهجرة . بإعتبارهم أولى بالحق من غيرهم ..؟؟ لكن المشكلة أنه دائماً التصورات المثالية في السياسة تخدع أصحابها ولا تستطيع الوقوف على أرض الواقع . يمكن لها أن تحقق هدف آني وقتي لكن مع الزمن مصيرها سقوط مدوى كما سقطت الأفكار النازية حول النقاء العرقي . وقبلها النقاء الروماني ..الخ .
سامحت الألهة " القديس أوغسطينيوس " الذي نقل الصنيع التوراتي للمسيحية . ترى ألم يكن دين " هوميروس " والألهة القديمة أكثر رحمة ..؟! فلا حرب داعس والغبراء ، ولا الصراع على أحقية الخلافة في سقيفة بن ساعدة .
الى متى سننتظر ..؟
هل هناك مكان للتفاؤل ..؟
ومن يستطيع التنبؤ بالمستقبل ؟
الى متى سننتظر قيام دولة فلسطينية ، ووضع نهاية شبه سعيدة لتراجيديا الشعب الفلسطيني ؟ فإذا خربت " مالطا " يتحمل فلسطينياً ما في جزر الواق واق مسؤولية خراب مالطا . ؟
شئ مضحك ومبكي معاً .. لا أدري من يتحمل مسؤلية " الحيط " الواطي فتح أم حماس أم كلهم جميعاً..؟!
كنت أعتقد أن عملية تهجيرنا إنتهت منذ تصويت ما يسمى بإمم متحدة على قيام دولة قابيل . بيد أني إكتشفت كم كنت مخطئاً في بعض تقديراتي فالتهجير عملية مستمرة مثل مسدس
" الكاوبوي " الأبيض في استعماره لأمريكا الشمالية.
و بغض النظر عن قناعة " دائرة شؤون المغتربين " الفلسطينيين . وسبحان من حولني من لاجئ الى مغترب بشطحة قلم . بيد أني في الحقيقة أنا لاجئ مزمن ، أو لاجئ تاريخي سأرحل لاحقاً بصحبة ما تبقى من أسمال خيمتي . فلا أملك من الحسنات ما يكفي لشراء خيمة في جنتهم . فقد ناضلت من أجل شعبه المصلوب وليس من أجله .وهو الذي يملك كل شئ حسب تفسير وعاظ الدين .
سننتظر ... كما إنتظر أوذيس الأغريقي في بيت الراعي عندما عاد الى " إيثاكى " بقرار من " الإله زفس " ومساعدة من آلهة أثينا . سننتظر الى أن تختفي إشارات الغضب من شمس " الأغوار " الحارقة لماذا تأخرت يا " أوذيس " الفلسطيني ..؟
تعاطينا مع التفاؤل ومع أمل إمكانية التعايش بين كيانين أحدهم صنع خارج الحدود . والأخر دوخوا رؤوس شعبه المصلوب بدولة على الورق ..؟
ترى الى هذه الدرجة أصبحنا أو أصبح فريقنا " التفاوضي " بدون حارس مرمى ؟؟
ولا أدري حقيقة لماذا لا يرفع هذا " المفاوض " شعار دولة كل الشتات ..؟ بدل دولة لبعض الشتات ..؟ هل المطلوب أن نكفر برب " الحوار " ..!
على كلا الحالات نعض على النواجذ . بيد أنه ، لا أعتقد أن أحداً سيحاول إقناعي أن كلا
" الشرعيتين " في غزة ورام الله متمسكة بحق العودة أو أنها تتفاوض من أجل عودة كل اللاجئين .؟؟
سننتظر " أوذيس " فلسطيني أخر بعد مقتل " ليونيداس " قائد عصبة ال 65 من الأجساد النحيلة الذين لم تتسلل الدهون والشحوم الى خواصرهم بعد .ولم يحتل الصمت حناجرهم.
إنهم يراهنون على فلسطيني ملائم بعكازين . ونحن نراهن على شعب جذورة كشجرة حور وسنديانة عتيقة منذ الزمن الذي سبق خروجهم من بلاد " سبأ " . نراهم على شعب سيقذف باصحاب الإنقسام الى خلف اللوحة الراهنة .ويعيد رسم لوحة اخرى أكثر عدلاً وإنسانية .
ومع ذلك بحثنا ولا زال شعب الله " المصلوب " يبحث عن إمكانية للتعايش المشترك من موقع إنساني . ناقشنا ودافعنا عن وجهة نظرنا إما دولة واحدة لشعبين على غرار تجربة " جنوب أفريقيا " أو دولتين متجاورتين . بإعتبار أن هناك مشكلة كتل البشرية مستوردة من الخارج على خلفية ميثولوجية عمرها على رأي " اسرائيل شاحاك " ثلاثة ألاف عام من الكذب . أو على رأي " شلومو سانيد " دولة الكرتون ..
لكن لم يقبلوا بدولة واحدة لشعبين ، ولا بشبه دويلة للفلسطيني المعذب . ولا نفذوا ما جرى الإتفاق عليه . ووصل حبل المفاوضات الى العنق.
قلنا أن " الجدار العازل " هو غير شرعي لا سياسياً ولا أخلاقياً ويكرس الكراهية والعنصرية. ولا يختلف بحال عن جدار " برلين " لكن يبدو أن أصحاب القرار لدى المستوطنين في فلسطين عقليتهم لا تختلف بشئ عن مكونات الجدار من مواد اسمنتية وخلافة. وطموحهم بخلق دولة ذات طابع " عنصري " لا تختلف عن طموحات العقلية " النازية " التطهيرية .التي إعتبرت أن المانيا " فوق الجميع " وتم تطهيرها من العناصر البشرية غير المرغوب فيها وهي اليهود والغجر والسلاف . وذات السياسة أيضاً تمارسها العقلية التي تقود دولة الإحتلال . تطهر العالم من العقلية النازية ومن شرورها . بيد أنها لا زالت تمارس في فلسطين المحتلة .
وتدفع بالفلسطيني الى حيث لا أحد يعلم مقدار الضريبة التي سيكون على العالم دفعها نتيجة سياسات دفن الحقيقة في الرمال .
ترى ما هو المطلوب ؟ دورة عنف جديدة .. لاتقدم حلاً ، أم البحث عن بدائل اكثر إنسانية وعدالة ..؟ لمستقبل هو الهاجس المخيف الذي يطارد الجميع . وجميعنا ننظر اليه بخوف وقلق كما لو كان ليلاً دامساً .
هل يمكن أن يكون العام الجديد 2014 هو عام الإقتراب من فكرة بناء المستقبل المحتمل بقليل من الشجاعة والمصارحة مع الذات من قبل جميع الأطراف ...نأمل ذلك من أجل المستقبل ذاته لأن السلام يعتمد على فهم آمن لمعنى العيش المشترك .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نزيف الثلج ...والمنفى .
- وليمة / للنقاط والفواصل.
- ولدت في رحم حبة - تمر - ..
- ضريح الشعب المجهول
- على شرفة النافذة ...اتكئ قلبي..
- محادثات السلام الكردية - التركية / ماريانا خاروداكي
- بائع المطر..؟
- عين وكاف وألف ممشوقة القوام
- تسونامي ..إقتصادي في قبرص.
- ظل الوقت ...؟
- بيادق فوق رقعة شطرنج..؟
- حملة تضامن لإنقاذ اللاجئات السوريات/ من براثن الإغتصاب - الش ...
- شكراً لخدماتكم ...؟!
- صباح الخير..
- اللعنة على السياسة ...
- كم يرعبني هذا الشريط الأسود..؟
- أثينا / حكومة إنقاذ من ثلاثة أحزاب .
- حوارات اليسار العراقي / تبشر بولادة يسار ديمقراطي عصري
- الإنتخابات اليونانية / بونجور أثينا وكالميرا باريس
- حلمت بوطن أفضل ...ولكن ..؟


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - شعب الله - المصلوب - ؟!