|
الثورة السورية بين المجلس والائتلاف
محمد أحمد الزعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 01:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الثورة السورية بين المجلس والائتلاف 1.1.2014 د. محمد أحمد الزعبي من موقع يدعي صاحبه الموضوعية ،يرغب أن يقدم لمن يهمهم الأمر ، وجهة نظرمتواضعة حول ماجري ويجري في سوريا منذ منتصف شهر آذار 2011 وحتى نهاية عام 2013 وخاصة فيما يتعلق بالمجلس والائتلاف ، وذلك بعد السلام عليكم ، وكل عام وأنتم بخير: 1. يتكون المجلس الوطني السوري الذي أعلن عن مولده الرسمي في استنبول في 2.10.2011 من أ جماعة الإخوان المسلمين ، وهم الكتلة الأساسية عدداً ولوناً في تشكيل هذا المجلس ، ب التيار القومي والعلماني بقيادة إعلان دمشق والذي من ضمنه حزب الشعب الديموقراطي ، ج شخصيات سورية مستقلة معروفة تاريخيا وجغرافيا بمعارضتها لنظام عائلة الأسد هذا وكان اللون الغالب على التوجه السياسي والأيديولوجي لهذا المجلس ، والذي كان – واقع الحال – انعكاساً للتوجه السياسي والأيديولوجي لمعظم فصائل ثورة آذار 2011 هو : اسقاط نظام عائلة الأسد بوصفه نظاماً عسكريا استبدادياً من جهة ، وبوصفه نظام أقلية طائفية عائلية من جهة أخرى ، واسستبداله بنظام مدني ديموقراطي تعددي وتبادلي ، أي - عملياً – نظام معاكس للنظام القائم . هذا وقد اندلعت معظم المظاهرات ، وتوالت معظم الانشقاقات المدنية والعسكرية عن النظام ، وتحولت بعض الجماعات من المقاومة السلمية إلى المقاومة المسلحة في إطار هذا التوجه الديموقراطي العام للثورة .
2. إن إسقاط نظام عائلة الأسد الديكتاتوري العسكري ، لصالح مجتمع مدني ديموقراطي ، بدأ يعني بالنسبة لكثير من العلمانيين ، ولمعظم الأقليات الدينية والطائفية والإثنية ، في الداخل والخارج ، وبمن فيهم بعض أطياف المعارضة في المجلس وخارجه ، إمكانية هيمنة التيار الإسلامي على السلطة في سورية ، وبالتالي إنهاء الطابع الوطني الذي طبع الحياة السياسية في سوريا منذ ثورة العشرينات في القرن المنصرم ، وحتى انقلاب الثامن من آذار 1963 ( الحكم الشمولي ) الذي أوصل ـ عملياً ـ سورية إلى ماهي عليه اليوم . لقد كان تخوف الكثيرين (في الداخل والخارج ) من التحول الديموقراطي المنشود في سورية ، هو الخوف من انتقال الشعب في سورية ، من حكم ديكتاتورية الأسد إلى حكم ديكتاتورية الشريعة الإسلامية ، والتي يرون نموذجها العملي في النظام السعودي (!) الأمر الذي معه انقسمت المعارضة على نفسها حول هذا الموضوع إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي : + قسم يرى بأن إسقاط نظام عائلة الأسد ، لابد أن يعني تاريخياً وديموقراطياً إنهاء حكم الأقلية لصالح حكم الأكثرية ، وهو يعني بمفهوم الأكثرية (العرب السنة ) تحديداً ، وينضوي تحت هذا القسم ، كافة الإسلاميين المتطرفين بمن فيهم عدد من المنشقين المدنيين والعسكريين ، + قسم يعلن أن الشعب هو الذي يقرر من الذي سيحكمه بعد سقوط نظام الأسد ، وذلك عن طريق صندوق الاقتراع النزيه والشفاف ، والمفتوح للجميع دونما إقصاء أو استثناء ، وينضوي تحت هذا القسم ، جماعة الإخوان المسلمين ، حزب الشعب الديموقراطي ، قسم من مجموعة إعلان دمشق ، بعض الكتل المعارضة الصغيرة ، وقسم من المعارضين المستقلين . إن مفهوم الأقلية والأكثرية عند هذا القسم يختلف عنه في القسم السابق ، حيث يغلب هنا اللون السياسي على اللون الديني الذي رأيناه عند القسم الأول ، + قسم يقول (نعم) للديموقراطية وصندوق الاقترع (ولكن) بشرط ألاَّ تكون نتيجة هذه الديموقراطية هي إيصال الإسلاميين ( دون التفريق بين متطرف ومعتدل ) إلى السلطة كبديل لنظام عائلة الأسد ، وبالتالي ـ وحسب مخاوفهم ـ الابتعاد عن دولة المواطنة والحداثة ، والوقوع في إسار دولة الشريعة ( على الطريقة السعودية ) . وينضوي تحت هذا القسم ، الجزء الأساسي من هيئة التنسيق ، قسم من جماعة المنبر الديموقراطي , عناصر من إعلان دمشق ، عناصرمن المعارضين المستقلين ، بعض المنشقين العسكريين والمدنيين . وبما أن النظام كان يوهم الدول الأجنبية ، بل وبعض الدول العربية والإسلامية ، أن محاربته الإسلاميين في سورية ،بدءاً من أحداث حماه في مطلع ثمانينات القرن الماضي ، وانتهاء بثورة آذار 2011 إنما تصب كلّها في طاحونة مكافحة الإرهاب الذي يمكن أن يطال دولهم وشعوبهم ذات يوم !! ، وإذن فإن حربه النيرونية في سوريا منذ منتصف شهرآذار 2011 تأخذ شرعيتها ومبرراتها من هذا الهدف الحضاري والثقافي المشترك الذي يجمع بين نظام عائلة الأسد ، ومعظم الأقليات الدينية والطائفية والإثنية في سوريا والوطن العربي ، وكافة الأنظمة " الديموقراطية " في العالم ، ولاسيما موسكو بوتين ، وطهران الخامنئي ، وقاهرة السيسي ، وجنوب لبنان حسن نصر الله ( !! ).
3. كان من الصعب على أمريكا والدول الغربية والشرقية الموالية لنظام عائلة الأسد ، أن تقنع شعوبها بأكذوبة هذا النظام ،حول مسألة الدمج بين الإسلاميين والإرهاب والعصابات المسلحة والتي ( الكذبة ) كلفت الشعب السوري حتى نهاية عام ( 2013 ) حوالي عشرة ملايين إنسان بين شهيد وقتيل وسجين ومفقود ولاجئ ونازح و...و...( أي مايقارب نصف الشعب السوري )، ناهيك عن التكلفة الأخرى المتعلقة بالحجر والشجر ، وبالزرع والضرع . ولذلك فقد ظلت هذه الدول الموالية ضمناً لنظام بشار الأسد ، طوال سنوات الثورة الثلاث ، تعطي الثورة بالشمال ، وتأخذ باليمين ، وشكلت بالتكاذب فيما بينها ، ماسمي ب ( مجموعة أصدقاء الشعب السوري !! ) ، التي لم تكن سوى تكتيك سياسي رخيص من أجل تمرير مؤامرتهم ( نعم مؤامرتهم ) من جهة على الشعب السوري والثورة السورية ، ومن جهة أخرى على شعوبهم . ولما لم تكن أكذوبة " أصدقاء الشعب السوري " كافية لسترعورتهم ، لجأوا ، وبالتعاون مع بشار الأسد ، إلى اختراع بعبع " جبهة النصرة " ، ومن ثم بعبع " داعش " , وأخيراً وليس آخراً لعبة الأسلحة الكيماوية ، والتي كانت تصب جميعها في طاحونة استمرار النظام ( ببشارأو بدونه) إلى أجل غيرمسمى . إنني لاأنكر وجود التطرف الإسلامي بين ظهراني ثورتنا ، ولكن ماأنكره ، وبالاستناد إلى العديد من الثقات وإلى التاريخ الذي قرأناه و/أو عشناه ، هو أن هذاالتطرف هو ظاهرة إسلامية . إن التطرف بمختلف أشكاله ، ليس من الإسلام ولا من العروبة ولا من الوطنية في شيء ، سواء أكان اختراعاً خارجياً ، أو ابتكاراً داخليا . 4. وكما هو واضح أعلاه ، فإن بعض مكونات المجلس الوطني السوري لم تكن مقبولة من قبل بعض الدول العربية والأجنبية التي أطلقت على نفسها اسم " أصدقاء الشعب السوري" ، والتي رهنت مساعاتها المادية والمعنوية للثورة السورية ، بتشكيل ائتلاف وطني جديد مغايرللمجلس الوطني ، وبحيث يأخذ من المجلس إيجابياته ( من وجهة نظرهم ) ، ويتجاوز سلبياته ( من وجهة نظرهم أيضاً )، وهكذا تشكل هذا التنظيم الجديد في الدوحة في شهر نوفمبر 2012 تحت إسم موسع هو " الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية " وبتنا بهذا أمام منظمتين اثنتين ، متنافستين ومتداخلتين بعد أن كنا أمام منظمة واحدة ، ثم جاءت وزارة أحمد طعمة الجديدة لتكون ثالثة الأثافي التي يشير إليها المثل الشعبي الدارج " القدر مابيركب غير على ثلاث " ذلك القدر الذي مازالت تغلي طبخة الحصو بداخله منذ ثلاث سنوات ، دون أن تنضج ، وذلك لسبب بسيط ، لأنها على مايبدو ، وحسب وصف أحد الكتاب السوريين " طبخة حصو" فعلاً .
5 . فيما أتحفتنا به بعض وسائل إعلام هذا الصباح ، والذي هو الصباح الأول من اليوم الأول من الشهر الأول من العام الأول من عام 2014 بعد وفاة عام 2013 ، الذي ماتت أيامه ولياليه ، ولكن لم تمت آلامه ومآسيه ، التي تدمي القلوب وتفقأ العيون وتضع الرؤوس أمام الخيارات الصعبة التي لاتتفاوت إلاّ في درجة مرارتها ليس أكثر، أقول فيما أتحفتنا به أخبار صباح اليوم الأول من العام الجديد ، هو أنه لاجديد في حلب ولا في دير الزور ولا في حمص ولا في درعا ولا في الغوطتين ولا في أي متر مربع من سورية العزيزة ، بل ولا حتى في درجة تيبس الضمير العالمي ، الذي بات لايرى ولايسمع ماذا يجري في سورية ، لايرى ولايسمع بكاء وعويل الأطفال الذين يبيتون في العراء ، ويموتون في العراء ، إما جوعا وإما برداً وغالباً الإثنين معاً ، نعم إنه ضميرعالمي ميت ( عظم الله أجركم !! ) .
6. وبالنسبة لجنيف لافروف - كيري يبدو للكاتب ، أن الحل الوحيد ، الذي سيكون مطروحاً ، على طاولة المدعويين والمشاركين في وليمة جنيف 2 ، سواء أكانوا من المجلس أم من الائتلاف ، أو من غيرهما ، هو " الحل اليمني " ، والذي خلاصته ( نعم لتغيير الرأس ، ولا لتغيير الجسد ) ، وتصبح مهمة المؤتمرين هي فقط تحديد مقاسات رئيس المرحلة الانتقالية الجديد ، من حيث حياديته المطلقة بين الخير والشر، وبين الحق والباطل ، وربما احتاج الأمر إلى بعض من الأجراءات التجميلية الشكلية الأخرى ، والتي ستكون في إطار الصياغة اللغوية الذكية ، وذات الوجهين ، وذلك للمساعدة على تمرير اللعبة وعلى احتواء المتطرفين من المعارضين الذين رفضوا المشاركة في هذا المؤتمر، بل وأدانوا من قبلها . إن دور الأخضر البراهيمي في سوريا ، وفي إطار هذا الحل الدّبري الذي يمكن أن يتصورالمرء مايمكن أن يخبئه هذا المؤتمر (إن عقد) للمعارضة السورية وللربيع العربي السوري ،من إيجابيات وسلبيات ، يتماثل إلى درجة التماهي مع دورالسيد بن عمر في اليمن ، حيث يتلقى كلاهما – على مايبدو - نفس الأوامر من نفس الآمر ، والله أعلم .
الثورة السورية بين المجلس والائتلاف 1.1.2014 د. محمد أحمد الزعبي من موقع يدعي صاحبه الموضوعية ،يرغب أن يقدم لمن يهمهم الأمر ، وجهة نظرمتواضعة حول ماجري ويجري في سوريا منذ منتصف شهر آذار 2011 وحتى نهاية عام 2013 وخاصة فيما يتعلق بالمجلس والائتلاف ، وذلك بعد السلام عليكم ، وكل عام وأنتم بخير: 1. يتكون المجلس الوطني السوري الذي أعلن عن مولده الرسمي في استنبول في 2.10.2011 من أ جماعة الإخوان المسلمين ، وهم الكتلة الأساسية عدداً ولوناً في تشكيل هذا المجلس ، ب التيار القومي والعلماني بقيادة إعلان دمشق والذي من ضمنه حزب الشعب الديموقراطي ، ج شخصيات سورية مستقلة معروفة تاريخيا وجغرافيا بمعارضتها لنظام عائلة الأسد هذا وكان اللون الغالب على التوجه السياسي والأيديولوجي لهذا المجلس ، والذي كان – واقع الحال – انعكاساً للتوجه السياسي والأيديولوجي لمعظم فصائل ثورة آذار 2011 هو : اسقاط نظام عائلة الأسد بوصفه نظاماً عسكريا استبدادياً من جهة ، وبوصفه نظام أقلية طائفية عائلية من جهة أخرى ، واسستبداله بنظام مدني ديموقراطي تعددي وتبادلي ، أي - عملياً – نظام معاكس للنظام القائم . هذا وقد اندلعت معظم المظاهرات ، وتوالت معظم الانشقاقات المدنية والعسكرية عن النظام ، وتحولت بعض الجماعات من المقاومة السلمية إلى المقاومة المسلحة في إطار هذا التوجه الديموقراطي العام للثورة .
2. إن إسقاط نظام عائلة الأسد الديكتاتوري العسكري ، لصالح مجتمع مدني ديموقراطي ، بدأ يعني بالنسبة لكثير من العلمانيين ، ولمعظم الأقليات الدينية والطائفية والإثنية ، في الداخل والخارج ، وبمن فيهم بعض أطياف المعارضة في المجلس وخارجه ، إمكانية هيمنة التيار الإسلامي على السلطة في سورية ، وبالتالي إنهاء الطابع الوطني الذي طبع الحياة السياسية في سوريا منذ ثورة العشرينات في القرن المنصرم ، وحتى انقلاب الثامن من آذار 1963 ( الحكم الشمولي ) الذي أوصل ـ عملياً ـ سورية إلى ماهي عليه اليوم . لقد كان تخوف الكثيرين (في الداخل والخارج ) من التحول الديموقراطي المنشود في سورية ، هو الخوف من انتقال الشعب في سورية ، من حكم ديكتاتورية الأسد إلى حكم ديكتاتورية الشريعة الإسلامية ، والتي يرون نموذجها العملي في النظام السعودي (!) الأمر الذي معه انقسمت المعارضة على نفسها حول هذا الموضوع إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي : + قسم يرى بأن إسقاط نظام عائلة الأسد ، لابد أن يعني تاريخياً وديموقراطياً إنهاء حكم الأقلية لصالح حكم الأكثرية ، وهو يعني بمفهوم الأكثرية (العرب السنة ) تحديداً ، وينضوي تحت هذا القسم ، كافة الإسلاميين المتطرفين بمن فيهم عدد من المنشقين المدنيين والعسكريين ، + قسم يعلن أن الشعب هو الذي يقرر من الذي سيحكمه بعد سقوط نظام الأسد ، وذلك عن طريق صندوق الاقتراع النزيه والشفاف ، والمفتوح للجميع دونما إقصاء أو استثناء ، وينضوي تحت هذا القسم ، جماعة الإخوان المسلمين ، حزب الشعب الديموقراطي ، قسم من مجموعة إعلان دمشق ، بعض الكتل المعارضة الصغيرة ، وقسم من المعارضين المستقلين . إن مفهوم الأقلية والأكثرية عند هذا القسم يختلف عنه في القسم السابق ، حيث يغلب هنا اللون السياسي على اللون الديني الذي رأيناه عند القسم الأول ، + قسم يقول (نعم) للديموقراطية وصندوق الاقترع (ولكن) بشرط ألاَّ تكون نتيجة هذه الديموقراطية هي إيصال الإسلاميين ( دون التفريق بين متطرف ومعتدل ) إلى السلطة كبديل لنظام عائلة الأسد ، وبالتالي ـ وحسب مخاوفهم ـ الابتعاد عن دولة المواطنة والحداثة ، والوقوع في إسار دولة الشريعة ( على الطريقة السعودية ) . وينضوي تحت هذا القسم ، الجزء الأساسي من هيئة التنسيق ، قسم من جماعة المنبر الديموقراطي , عناصر من إعلان دمشق ، عناصرمن المعارضين المستقلين ، بعض المنشقين العسكريين والمدنيين . وبما أن النظام كان يوهم الدول الأجنبية ، بل وبعض الدول العربية والإسلامية ، أن محاربته الإسلاميين في سورية ،بدءاً من أحداث حماه في مطلع ثمانينات القرن الماضي ، وانتهاء بثورة آذار 2011 إنما تصب كلّها في طاحونة مكافحة الإرهاب الذي يمكن أن يطال دولهم وشعوبهم ذات يوم !! ، وإذن فإن حربه النيرونية في سوريا منذ منتصف شهرآذار 2011 تأخذ شرعيتها ومبرراتها من هذا الهدف الحضاري والثقافي المشترك الذي يجمع بين نظام عائلة الأسد ، ومعظم الأقليات الدينية والطائفية والإثنية في سوريا والوطن العربي ، وكافة الأنظمة " الديموقراطية " في العالم ، ولاسيما موسكو بوتين ، وطهران الخامنئي ، وقاهرة السيسي ، وجنوب لبنان حسن نصر الله ( !! ).
3. كان من الصعب على أمريكا والدول الغربية والشرقية الموالية لنظام عائلة الأسد ، أن تقنع شعوبها بأكذوبة هذا النظام ،حول مسألة الدمج بين الإسلاميين والإرهاب والعصابات المسلحة والتي ( الكذبة ) كلفت الشعب السوري حتى نهاية عام ( 2013 ) حوالي عشرة ملايين إنسان بين شهيد وقتيل وسجين ومفقود ولاجئ ونازح و...و...( أي مايقارب نصف الشعب السوري )، ناهيك عن التكلفة الأخرى المتعلقة بالحجر والشجر ، وبالزرع والضرع . ولذلك فقد ظلت هذه الدول الموالية ضمناً لنظام بشار الأسد ، طوال سنوات الثورة الثلاث ، تعطي الثورة بالشمال ، وتأخذ باليمين ، وشكلت بالتكاذب فيما بينها ، ماسمي ب ( مجموعة أصدقاء الشعب السوري !! ) ، التي لم تكن سوى تكتيك سياسي رخيص من أجل تمرير مؤامرتهم ( نعم مؤامرتهم ) من جهة على الشعب السوري والثورة السورية ، ومن جهة أخرى على شعوبهم . ولما لم تكن أكذوبة " أصدقاء الشعب السوري " كافية لسترعورتهم ، لجأوا ، وبالتعاون مع بشار الأسد ، إلى اختراع بعبع " جبهة النصرة " ، ومن ثم بعبع " داعش " , وأخيراً وليس آخراً لعبة الأسلحة الكيماوية ، والتي كانت تصب جميعها في طاحونة استمرار النظام ( ببشارأو بدونه) إلى أجل غيرمسمى . إنني لاأنكر وجود التطرف الإسلامي بين ظهراني ثورتنا ، ولكن ماأنكره ، وبالاستناد إلى العديد من الثقات وإلى التاريخ الذي قرأناه و/أو عشناه ، هو أن هذاالتطرف هو ظاهرة إسلامية . إن التطرف بمختلف أشكاله ، ليس من الإسلام ولا من العروبة ولا من الوطنية في شيء ، سواء أكان اختراعاً خارجياً ، أو ابتكاراً داخليا . 4. وكما هو واضح أعلاه ، فإن بعض مكونات المجلس الوطني السوري لم تكن مقبولة من قبل بعض الدول العربية والأجنبية التي أطلقت على نفسها اسم " أصدقاء الشعب السوري" ، والتي رهنت مساعاتها المادية والمعنوية للثورة السورية ، بتشكيل ائتلاف وطني جديد مغايرللمجلس الوطني ، وبحيث يأخذ من المجلس إيجابياته ( من وجهة نظرهم ) ، ويتجاوز سلبياته ( من وجهة نظرهم أيضاً )، وهكذا تشكل هذا التنظيم الجديد في الدوحة في شهر نوفمبر 2012 تحت إسم موسع هو " الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية " وبتنا بهذا أمام منظمتين اثنتين ، متنافستين ومتداخلتين بعد أن كنا أمام منظمة واحدة ، ثم جاءت وزارة أحمد طعمة الجديدة لتكون ثالثة الأثافي التي يشير إليها المثل الشعبي الدارج " القدر مابيركب غير على ثلاث " ذلك القدر الذي مازالت تغلي طبخة الحصو بداخله منذ ثلاث سنوات ، دون أن تنضج ، وذلك لسبب بسيط ، لأنها على مايبدو ، وحسب وصف أحد الكتاب السوريين " طبخة حصو" فعلاً .
5 . فيما أتحفتنا به بعض وسائل إعلام هذا الصباح ، والذي هو الصباح الأول من اليوم الأول من الشهر الأول من العام الأول من عام 2014 بعد وفاة عام 2013 ، الذي ماتت أيامه ولياليه ، ولكن لم تمت آلامه ومآسيه ، التي تدمي القلوب وتفقأ العيون وتضع الرؤوس أمام الخيارات الصعبة التي لاتتفاوت إلاّ في درجة مرارتها ليس أكثر، أقول فيما أتحفتنا به أخبار صباح اليوم الأول من العام الجديد ، هو أنه لاجديد في حلب ولا في دير الزور ولا في حمص ولا في درعا ولا في الغوطتين ولا في أي متر مربع من سورية العزيزة ، بل ولا حتى في درجة تيبس الضمير العالمي ، الذي بات لايرى ولايسمع ماذا يجري في سورية ، لايرى ولايسمع بكاء وعويل الأطفال الذين يبيتون في العراء ، ويموتون في العراء ، إما جوعا وإما برداً وغالباً الإثنين معاً ، نعم إنه ضميرعالمي ميت ( عظم الله أجركم !! ) .
6. وبالنسبة لجنيف لافروف - كيري يبدو للكاتب ، أن الحل الوحيد ، الذي سيكون مطروحاً ، على طاولة المدعويين والمشاركين في وليمة جنيف 2 ، سواء أكانوا من المجلس أم من الائتلاف ، أو من غيرهما ، هو " الحل اليمني " ، والذي خلاصته ( نعم لتغيير الرأس ، ولا لتغيير الجسد ) ، وتصبح مهمة المؤتمرين هي فقط تحديد مقاسات رئيس المرحلة الانتقالية الجديد ، من حيث حياديته المطلقة بين الخير والشر، وبين الحق والباطل ، وربما احتاج الأمر إلى بعض من الأجراءات التجميلية الشكلية الأخرى ، والتي ستكون في إطار الصياغة اللغوية الذكية ، وذات الوجهين ، وذلك للمساعدة على تمرير اللعبة وعلى احتواء المتطرفين من المعارضين الذين رفضوا المشاركة في هذا المؤتمر، بل وأدانوا من قبلها . إن دور الأخضر البراهيمي في سوريا ، وفي إطار هذا الحل الدّبري الذي يمكن أن يتصورالمرء مايمكن أن يخبئه هذا المؤتمر (إن عقد) للمعارضة السورية وللربيع العربي السوري ،من إيجابيات وسلبيات ، يتماثل إلى درجة التماهي مع دورالسيد بن عمر في اليمن ، حيث يتلقى كلاهما – على مايبدو - نفس الأوامر من نفس الآمر ، والله أعلم .
#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العروبة والإسلام والطائفية
-
خواطر حول: إشكالات صندوق الاقتراع ، والثورة السورية
-
مقترحات محمد الزعبي لوفد المعارضة الذاهب إلى جنيف
-
الثورة السورية ومؤتمر جنيف2 - أمران أحلاهما مرُّ
-
العلاقة بين العرب والغرب جدلية السيد والعبد
-
خاطرتان حول الأسد والربيع العربي
-
جنيف 2 وإشكالية الحوار بين المعارضة والنظام السوري
-
مرة أخرى دفاعاً عن نظرية المؤامرة
-
الأزمة الراهنة في أمريكا من منظور يساري أمريكي
-
دير شبيجل تسأل وبشار الأسد يجيب
-
سوريا والألوان الثلاثة
-
قراءة محايدة لبعض أدبيات المعارضة السورية
-
عمّو أنا عايشة؟ ، عمّو أنت عايشة
-
الضربة الأمريكية المتوقعة بين القبول والرفض
-
أسمع كلامك يعجبني
-
دمشق أم الربيعين
-
الحضارة التي تحفر للإنسانية قبرها
-
خواطر حول الربيع العربي ( 4 )
-
خواطر حول الثورة السورية (3) مؤتمر التناقضات في الدوحة
-
خواطر حول الثورة السورية (2) / G8
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|