حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1230 - 2005 / 6 / 16 - 07:33
المحور:
الادب والفن
أزهار سوداء 2-3
أستاذ المدرسة
لم يقل: أهلا بالتلميذ الجديد
تلميذ خجول انطوائي طيب
يتساءل أحيانا
هل أنا أنا....
تلميذ خجول أناني طيب
يتساءل أحيانا هل أنا لست أنا
تلميذ ككل التلاميذ
يفتح باب المدرسة بيد
ويفتح باب المقبرة بيد
*
لنفترض
بيننا العقل والزمان والبحر
لنفترض
أتجه حيث غادرت
النجوم بين الحصى
الغبار ضيع المسافة
لنفترض التقينا الآن-بعد|قبل خمسين سنة
لنفترض
فقط
*
لو
كنت معي
غيمة تظللني
وتستظل بوردة
يا...كلّ الكلام
أصابع يديها
أزهار
*
يده على كتفي
ظلي المجرور خلفي, مثل امرأة
كل مرة
يقف
على قدميه
ثم, معا
نتلاشى...
في فوضى البنايات
*
الكلام الخفيف الوزن
يتطاير من الشبابيك
والمارة, المشغولون بالنظر إلى أقدامهم
قليلوا المودة, هؤلاء
نسوا ابتساماتهم
في فناجين القهوة
*
ككل صباح
زهرة الموتى
تحرق ذاتها...
*
ضحكات أمي
ليلة زفافها
ما زالت
معلّقة
في معطف الحزن
على ذاكرة البيت..
*
خذيني من كلامي
إلى أي زهرة
ربّتي قليلا
على وجع تعتصره الذاكرة
من الجبل إلى البحر
خفّفي من ضجيجي
فما زلت_كل يوم
أحمل فرحي على ظهري
وأدور على الأبواب
طالبا
حصتي
من الضحك
2
ضعي
يدك على جبيني
أصابعك على شفتي
فأصعد...
إلى لذّة جحيمي
النجوم تنزلق على شعري
وأصابعك تهدهد بدفء
لبّ عظمي البارد
وأطبقي الجفن على الجفن
فأغفو قليلا
المساء حديد بارد
الصخر هواء عظم الروح
من يغسل هوائنا
لنصحو
لنتذوق طعم الحرية
*
الغبار
غطى الحقائب
الروح
ملك مشاع
نامي على محبتي
سأطل
من خلف اليأس
لأرى...
وجهك المائل إلى الغروب
وأدور في الأرض
أدور في السماء
حصى
تتلاشى في العتم
يا أيامي الكثيرة
يا أيامي الطويلة
أعرفك
كالصفيحة
كفقاعة الموت
في وجه يوم من حزيران
*
مرة ثانية
سأصعد هذا التل
لا لأرعى النجوم
لا لأعلق دموعي في سقف السماء
لا لأكتب
على غيمة بيضاء اسم من أحببت
سأصعد....
قبل أن يغمر الوحل عيوني
*
أكان ينبغي لي
أن أنتظر11880 يوما
لأصل إلى هذه الحسرة
*
أعددت
حقائب وحاجيات غير شخصية
لغد بلا نوافذ
لغد
يقتحمك هكذا
كالهواء
كلون البشرة
كالذاكرة التي تموج مع اللحظات
لغد كتيم باهظ
كم ستصطحب_-وكم كنت مغفلا
يا حسين
حين لوّحت للهواء
بأصابعك
وأحلامك العالية
كان الوقت ينتهي_ الوقت الطويل ينتهي ايضا
تكملة أزهار سوداء, وهو النص الأول في أشباه العزلة
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟