أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الصامتي - جدلية العلاقة بين الفلسفة والشعر عند الفلاسفة المسلمين














المزيد.....

جدلية العلاقة بين الفلسفة والشعر عند الفلاسفة المسلمين


كريم الصامتي

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 04:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد أقام الفلاسفة المسلمون بنائهم الفلسفي على أساس تمجيد العقل، لما له من قدرة على تمكين المرء من تحقيق وجوده الإنساني الأفضل، وبلوغ السعادة القصوى. وجعلوا من المنطق الآلة التي تمد العقل بالقوانين ،وتعصم المرء من الوقوع في الخطأ، وتوجه خطاه نحو استكمال قواه الناطقة والوصول إلى الرشد الإنساني، الذي يمكنه من تحصيل المعارف والعلوم النظرية والعملية، كيما يحقق غاية الغايات وهي السعادة.
وحين فصل فلاسفتنا بين النقد النظري والنقد العملي رأوا أن النظر في الشعر أمر يخص المنطق فأخضعوا التنظير للشعر للنظر العقلي الفلسفي. وعلى هذا الأساس تشكلت نظرتهم للشعر، فجعلوه فرعا من فروع المنطق وقياسا من أقيسته. لكنهم ردوه إلى أدنى درجات القياس المنطقي، ذلك أنهم عدوا البرهان أعلى درجات القياس المنطقي وأشرفها عل الإطلاق، يليه الجدل، فالسفسطة، فالخطابة، ثم يأتي الشعر أخيرا. وذلك لإعتبارهم أن الشعر نتاج قوة نفسانية أدنى من العقل، الذي يتوسل بالبرهان من أجل الوصول إلى المعرفة اليقينية.
غير أن الشعر في هذا المتصل المنطقي، الذي يمثل البرهان قطبه الأقصى في حين يمثل الشعر قطبه المقابل، قد جاء معتمدا بشكل أساسي على أنه نشاط تخييلي وتخيلي.
ورغم وعي فلاسفتنا بقدرة الخيال على الخلق والإبداع، فإنهم لم يكونوا ليسمحوا لهذه القوة بأن تعمل وفق هواها، حتى يتمكنوا من تنفيذ مخططهم التربوي الأخلاقي الذي يعينهم على دفع الإنسان إلى تحقيق الغاية القصوى من وجوده.
وعلى هذا الأساس رأوا أن يفيدوا من قدرات هذه القوة على الحركة والخلق والابتكار في تنفيذ مخططهم وتحقيق الغاية المتوخاة. فكان من الطبيعي، والشعر يصدر عن هذه القوة، والتي وضعوها أدنى من العقل معرفيا وأخلاقيا، أن يوضع في أسفل الترتيب الهرمي لفروع المنطق التي يعد الشعر من ضمنها، وبفضل هذا الضم اعتبر الشعر شكلا من أشكال الإدراك، أي إلى وسيلة معرفية لها طبيعتها الخاصة.
ووعي الفلاسفة المسلمون بالطبيعة التخيلية للشعر، وما لها من قوة على الإثارة النفسية للمتلقي والتي تدفعه إلى الإقدام على فعل أو تجنب آخر، هو ما دفعهم أن يجعلوا من الشعر وسيلة لتعليم الجمهور والعوام وتهذيبهم وتأديبهم وتوجيه أفعالهم والتحكم في سلوكهم، ذلك لكون العوام والنشء لا يدركون الأشياء إلا محسوسة أو متخيلة.
وبهذا يلعب الشعر بالنسبة للعوام ما يلعبه البرهان بالنسبة للخواص، ومن ثم عُد التخييل الشعري بالنسبة لفلاسفتنا، نظيرا للعلم في البرهان و الإقناع في الخطابة، فرأوا بأن التخييل الشعري يحدث فعل التصديق البرهاني لما له من قدرة على التأثير.
وحرص فلاسفتنا على جدية الفن عموما والشعر بصفة خاصة، جعلهم ينظرون إلى اللذة أو المتعة التي يحدثها الشعر، على أنها لذة هادفة إلى تحقيق الراحة النفسية التي تمكنه الإنسان من الاستمرار بشكل أفضل حتى يتمكن من إنجاز مهامه في السعي نحو تحقيق وجوده الأفضل.
وتجدر بنا الإشارة إلى أنه رغم انتباه الفلاسفة المسلمين للشعر وأدواره المختلفة في المعرفة والحياة، فهم لم يقصدوا الشعر لذاته، فلم يخصصوا له كتابات مستقلة بعينها اللهم شرحي ابن سينا وابن رشد على كتاب الشعر لأرسطو، وبعض الرسائل القصيرة للفارابي، وفيما عدا ذلك، تأتي كتاباتهم عن الشعر موزعة في مؤلفاتهم الفلسفية. وهذا يدل على أن الشعر كان مرتبطا عندهم بنسقهم الفلسفي الشامل حتى أنه يصعب الفصل بين النظر إلى تصورهم للشعر من زاوية إبداعه أو تأثيره أو طبيعته وبين ذلك البناء الفلسفي.
وتقَصّينا لنظرة الفلاسفة المسلمين للشعر وعلاقته بالفلسفة وما كان تحت وصايتها من علوم الاستدلال، لن يتحصل لنا بغير تفحص مجموعة من الأسئلة التي يمكننا إذا ما تلمسنا طريقنا إلى الإجابة عنها أن نقترب من موقفهم حيال الشعر ومن مكانته لديهم. فماهي مبررات جعلهم الشعر فرعا من فروع المنطق؟ وهل هناك من نقط إلتقاء بين التصديق البرهاني والتخييل الشعري؟ وماهو دور الشعر في المعرفة النظرية والأخلاقية؟ وما الدافع إلى اعتبار الشعر ضروري للمدينة الفاضلة؟ كما ماهي المنافع التي حددها فلاسفتنا للشعر؟...



#كريم_الصامتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عمق البداوة الفاتنة
- أفلاطون بين الفلسفة والشعر
- دلالة العنوان في المجموعة القصصية -الرقص مع الأموات- للقاص ا ...
- فريديريك نيتشه: إعوجاج الصراط المستقيم
- حفريات في تاريخ قبيلة زعير - المغرب -
- -الحَبَّة والبَارُودْ مِنْ دَارْ القَايْدْ-
- لعل الذكرى تنفع..!
- الإله مات.. الإله حي
- النقد النيتشوي للمسيحية*
- - بلدي وإن جارت علي عزيزة-
- طموح المغرب التنموي وهواجس الجيران


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الصامتي - جدلية العلاقة بين الفلسفة والشعر عند الفلاسفة المسلمين