أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - وقائع الجمر في شارع المتنبي














المزيد.....

وقائع الجمر في شارع المتنبي


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 22:05
المحور: الادب والفن
    


وقائع الجمر في شارع المتنبي


هو شارعُ المتنبي ،
وروّادُهُ المُدهِشون :
الشعراءُ .. والشبابُ .. وأصحابُ " الصنائعِ السَبْعِ " ،
والحُكَماءُ - الشيوخُ .. الذين يكتبون عن الحُبّ فيما تبّقى من العُمْرِ ،
وأولئكَ الذين يذرعون الشارعَ جيئةً وذهاباً ..
بينما لاتزالُ النساءُ تلطّخُ أسرّتهُم بالدفء الذي لايستحي من أحد .
ماذا سيحدثُ لو ..
أنّ عاشقاً صغيراً ، قَبّلَ على عَجَلٍ
حبيبتهُ أمامَ الحشود ،
في الهواءِ الطَلِقْ .
هُناكَ ..
عند باب مقهى الشابندرِ بالضبط
في مُنتصَفِ المسافةِ المُلتَبِسَةِ تلك
مابين قيصريّة حَنَشْ ،
وساحة القُشْلَة ؟
***
البصيصُ ليس أملاً .
إنّهُ .. بصيص .
الأملْ .. شيءٌ آخر .
الضوءُ في نهاية النَفّقِ ليس ضوءاً .
إنّهُ نهايةُ النَفَقْ .
الضوءْ .. شيءٌ آخر .
الأنتخاباتُ ليستْ الديموقراطيّة .
الأنتخاباتُ .. هي حفلاتُ الزَفاف .
المواليدُ الذين يأتون بعد الزفاف ..
شيءٌ آخر .
***
هذا بلدٌ هاديءٌ جداً .
تحدثُ الكثيرُ من الأشياء فيه .. وكأنّها لم تَحْدُث أبداً .
نحنُ .. سُكّانُهُ .. لاتخدشُنا الأحداثُ بعُمق .
نحنُ كائناتٌ وديعة .
وبدلاً من الأنقراض ، لمْ يُقْتَل منّا سوى بضعةُ أفرادٍ فقط ، طيلة خمسة عشر قرناً .
أنا أُحبُّ هذا البلدَ ، الغريب الأطوار ، كثيراً
وأكتبُ كثيراً عن الحُبّ .
غير أنّني في حقيقة الأمر .. لا أُحِبُّ أحداً ، ولا أحدَ يُحِبُنّي ..
والجميعُ كذلك .
أنا أكرهُ الكثيرينَ ، والكثيرون يكرهونني .
لأنّني إلــه ..
والجميعُ كذلك .
ربما تُسيئونَ الآنَ الظنّ بي .
غير أنّني أشبهُ تماماً .. هذا البيت الذي أعيشُ فيه ،
وهذه العائلة ..
والجميعُ كذلك .

***
نحنُ الأحفادُ الباقونَ من سُلالِة الـ " ميسوبوتيميا " .
لكي لا ننْقَرِضْ ..
أوصانا أجدادُنا قبل خمسة آلآف عام
بأنْ نذهبَ في الربع الأوّلِ من العام 2014 بعد الميلاد ، إلى بيوتٍ تشبهُ المعابد .
فيها " صناديقُ " صغيرةٌ ، كتِلكَ التي كانَ رمادُ " الكَهَنَةِ " يُحفّظُ فيها .
لقد أوصونا أيضاً .. بأن لانسمحَ لأحدٍ بخداعنا مرّةً أخرى ..
وأن نضعَ رؤوسنا على " مذبح " الديموقراطيّة ،
ونغمِسَ أصابعنا في حبرها المُقَدّس .
وأوصونا أخيراً ، بأن نختار فقط ..
تلك " الآلهة " القادرة على مساعدتنا في جمع القوت ،
و حمايتنا من البَرْقِ ..
والحيواناتِ المُفْتَرِسَة .
*** نحنُ الأطفالُ الذينَ تُعاقِبُنا العائلة ..
يجبُ ان نكونَ قد فَعَلْنا أشياءَ سيّئِةً جداً
، لِنَسْتَحَّقَ كل هذه الكدمات القديمة ،
على جلودنا المدبوغةِ .. الآن .
نحنُ الكبارُ الذين تُعاقِبُنا الآلهة ..
ماذا فَعَلْنا
لِنَسْتَحَّقَ كل هذه الكَدَماتِ الجديدةِ
، على جلودنا المدبوغةِ بالخياناتِ الصغيرةِ ،
مُذْ كان السيّدُ آدمُ ..
أبانا الوحيد .






#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم الأول
- نحنُ لسنا على مايرام
- عندما كانتْ للأحلامِ رائحةٌ
- المثقفون .. والجيش .. والمعركة مع داعش .
- إنّهم .. يشبهونهم
- كلُّ تلك الأشياء البعيدة
- الأوديسّة البغداديّة
- مع الأسَفِ الشديد
- كُلّنا .. كيوسف في البئر
- يومياتُ الحب والموت .. القصيرة جداً .
- موسمُ الهجرة من بغداد .. إلى الحبَشَة
- مايشتهيهِ رَجُلٌ حالِمٌ .. في الرُبع الرابعِ من العُمْر
- عيونُ الجنود الكليلَة
- تَواصُلْ
- عندما لا يشتري العراقيون بعض الأشياء .. ب فلسين
- الدوقة ُ .. تَلِدْ
- العراقيّون .. ودجاج - يونيف -
- من جهنم .. إلى جهنم
- قصّة عراقيّة .. قصيرةٌ جداً .. بحجم المقبرة
- في الصّفِ الخامسِ .. من هذا العُمرِ القصيرِ الأجلْ


المزيد.....




- الجزيرة 360 تطلق برنامجها الساخر -الشبكة-
- ثبتها الآن.. تردد قناة كراميش للأطفال 2024 على القمر الصناعي ...
- جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن ...
- كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر ...
- شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير ...
- وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح ...
- مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...
- وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا ...
- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - وقائع الجمر في شارع المتنبي