أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - اسماعيل خليل الحسن - هيثم الخوجة, رضا حداد , جناحاي إلى قمة سيزيف














المزيد.....

هيثم الخوجة, رضا حداد , جناحاي إلى قمة سيزيف


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 1230 - 2005 / 6 / 16 - 07:22
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إلى الصديق أحمد مصارع

ما يجمع بينهما أكثر ما يفرق, و لا أعرف إن كانت روحاهما قد التقتا في عالم الغيب , فإن كانا يسمعاني , فإنني أطلب منهما , التعارف , و التعانق كصديقين حميمين , أو كشهيدين حميمين , و أقول لهما لا تأسفا على ما فاتكما من أحوال الدنيا بعد أن ذقتما كثيرا من أهوالها , بل و إهمالها, و اعذراني إن كنت أستعين دائما بأبيات من الشعر العربي الذي استحضره مما بقي لي من ذاكرة , و أخص أبا الطيب في قوله :

صحب الناس قبلنا ذا الزمانا ..... و عناهم من شأنه ما عنانا

ولقد تُحسن الصنيع لياليه ..... لكنّه يكدّرُ الإحسانا

و لو أنّ الحياة تبقى لحي ..... لعددنا أضلنا الشجعانا

فإذا لم يكن للموت بدّ ..... فمن العجز أن تموت جبانا

أما ما يجمع بينهما, فهو كثير, فهما ينتميان إلى نفس التيار الفكري و السياسي , وكلاهما يمتهن الكتابة, فهيثم كان قاصّا , و رضا كان صحفيا , وأيضا: اليساريّة, و الديمقراطية, و, وتلمّس ما هو ثالث بين مأزومين و بين استحكامين , و بين ساقطين تاريخيا , و بين خطّين شعبويين ظاهرهما التناحر و باطنهما التماثل في الاستئصال و نبذ الآخر, و لكنّ المؤسف في هذه الأمة أنّ الطريق الثالث غائب و معدوم فيها دائما , أمّا صوت اللاعقل فهو الأعلى , فكأننا أمة من ضجيج .

بدأت علاقتي مع هيثم سياسية, و تطوّرت, كنا نهيم في شوارع مدينتنا (الرقة) نتلمّس خيوط التميز الفكري الذي كنا نطمح إليه, و عشيّة الاعتقال افترقنا إلى الأبد, أما رضا فقد تعرفت عليه بعد ثماني سنوات من الاعتقال, وذلك في سجن عدرا , و بعد أن فرغنا من تبادل الآراء السياسيّة, تبادلنا الحديث في أدق أسرارنا الشخصيّة فقد كانت مادّة ممتعة للحديث , و بالألوان المائيّة رسمت صورة ملوّنة لصغيرته الوحيدة لبنى, ولعلّها إن قرأت هذه السطور تتذكر ذلك , وفي الأيام الأخيرة معه بدا لي مهموما و متكدّرا , و سألته إن كان الشقاق قد بدأ مع شريكته في الحياة السيدة الفاضلة سلمى , فكان يفضفض حمولته من الهموم , و أحاول تشجيعه , و شدّ أزره , باعتبار ذلك سحابة صيف لا بد أن تنجلي .

كان هيثم نقيّا صافي الروح, أذكر آخر مرة استعرت منه كتاب الهزيمة و الأيديولوجية المهزومة لياسين الحافظ ولم أكمل قراءته حتى باغتنا الاعتقال, فليسامحني إن مازلت أحتفظ بالكتاب كذكرى عزيزة و أثيرة, لكنني لم أجد النسخة التي أهداها لي من قصته التي كانت معنونة بالقحط إن أسعفتني الذاكرة, كان يتلمّس أسلوبه الخاص في كتابة القصة, لقد مضى و في رأسه أفكار كثيرة.

كان رضا صحفيا واعدا فقد حدّثني عن التحدّي الذي وضع نفسه فيه حين أراد أن يجري مقابلات لصالح جريدة تشرين مع ثلاثة من أكبر قادة المقاومة الفلسطينية وهم الذين أصبحوا شهداء أيضا أبو إيّاد و أبو جهاد وأبو الهول , و كان هؤلاء يرفضون التحدّث إلى الصحافة السورية لأسباب معروفة لا داع لشرحها في هذه المقالة, و لصلاته الطيبة مع الفتحاويين فقد أنجز التحدّي , وعاد بالمقابلات , التي ما لبثت أن أصبحت حديث الصحافة العربيّة و العالميّة , وقد أوعز إليه رئيس التحرير أن يقص كل مقتطف ورد في الصحافة العالمية , ليصار إلى ضمّه إلى ملفّه الخاص .

في ذهني ما هو كثير للحديث عنهما (رحمها الله ) ولكن التأثّر يكبح مقدرتي على الاسترسال, فالملفّ يبقى مفتوحا , و للحديث صلة.




#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمير قصير لماذا لم تحفظ رأسك يا أخي العربي؟
- الذهنية الدينية العامية: الجزيرة السورية نموذجا
- انتبهوا الحرس القومي قادمون!
- الشعبوية و الديمقراطية
- هل نظام المجلسين هو الأفضل بالنسبة إلى العراق
- نريد أن ننسى و محمود جلبوط يتذكر
- سمة القائد السياسي أن لا تكون له سمة
- لماذا لا تعاد محاكمة سلمان المرشد؟
- البرلمان التونسي الجديد القديم
- عندما تكون 58أكبر من 99
- حركة التحرر الوطني أم الخيبات و الحظ العاثر
- النهضة بساطور الزرقاوي
- فرج الله الحلو و نجيب سرور و مأساة العصر
- دفء الليلة الباردة
- همسة قبل الطبول
- الفحل الضحيّة و الضحية المفحّـلة
- هل الترياق في العراق من الأحوج إلى المساعدة العراق أم العرب


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - اسماعيل خليل الحسن - هيثم الخوجة, رضا حداد , جناحاي إلى قمة سيزيف