فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 1230 - 2005 / 6 / 16 - 07:15
المحور:
الادب والفن
:
" كان يسرقُ كلَّ يومٍ مسمارًا
من كومِ النفاياتِ
أمامَ دكانِ الحدَّادْ ،
وفي الليلْ ،
يقرِضُ جزعَ الشجرةِ
شجرةِ ديونيسوس هذه.
في عشرِ سنينْ
صنعَ سُلَّمًا ، وتطلَّعَ
صوبَ السماءْ.
لم يقتلوه
ولا شُبِّهَ لهمْ
لمْ يلحظوهُ أصلاً.
في الحقيقةِ
تذكَّرَ أحدُهم
أنْ لمحَ بقعةً سوداءَ صغيرةْ
تمرقُ من أمامِه
ذات صباحْ ،
لم يُلفتْهُ الأمرْ
لكنَّه يقولُ الآن :
- " كأنه ظلُّ فأرٍ
أو ما شابه."
واعترفَ آخرُ :
- دقاتٍ منتظمةً قبيل الفجرِ
كلَّ ليلٍ
وموسيقى سيجوريا
تشبِهُ إيقاعَ فتياتِ قادش
في رقصةِ النشوةِ والحِدادْ .
لكنه رأى فيما يرى النائمُ
عبرَ اختلاسةٍ من وراءِ الشيش
شبحَ فأرٍ يدقُّ المِسمارَ برأسه
فضحِكْ.
مراتٍ
أقسمَ المرابي الأعمى
أن رآه يخاصرُ امرأةً غيرَ موجودةٍ
في جُحْرٍ تحتَ الأرضْ.
بعضُهم سمِعَهُ يجْدِلُ من ذَنَبِهِ أُنشوطةً ،
ثم أجمعوا
أن أحدًا لمْ يرَه
غير أن ما أزعجَهم حقًا
كان ظلُّه
الذي يستطيلُ حين تتعامدُ الشمسُ
ويختفي حينَ تميلْ
فرجِعوا إلى قوانينِ الطبيعةْ ،
ثم قالوا :
- خداعٌ بصريّ .
لكنهم
لم يقتلوه.
أنا أيضًا لم أقتلْه
كنت أرقُبُ السُّلَّمَ
يعلو كل يومٍ تحتَ قدمي
خاليًا !
فيما أجلسُ على ضفّةِ عَدْنٍ
أُلمِّعُ القَوْسَ
أُهذِّبُ العصا
وأحفرُ بالذهبِ حروفًا حول حافتِه.
أنا ابنةُ الآلهة
أعشقُ قَوْسي
لكن
لا أهوى القنصَ
كما يتوهمونْ
سيّما إذا تعلَّقَ الأمرُ
بكائنٍ أوليّ .
أمّا لقبي
فمحضُ شرفيّ !
فالإغريقُ
- كما تعلمون -
مولعونَ بالتلقيبْ.
في الليلةِ الأخيرةْ
سمعتُ من بعيد
" ديــاااااااانا "
خطوتُ خُطوةً واحدةً.
أَشْهَدُ ربَّ الأربابْ
أنهم ما قتلوه
ولا شُبِّه لهم
فعلَها
كعبُ حِذائي. "
http://www.fatima-naoot.tk/
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟