أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد مزهر ميس - قصة قصيرة زوجة غريب














المزيد.....

قصة قصيرة زوجة غريب


وليد مزهر ميس

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 19:54
المحور: الادب والفن
    


زوجة غريب

:-في جوفي سرٌّ يقرّحُ أيامي ويزرع ُالإبرَ في ثنايا ما بقيَ من عمري كنَا نحمله أنا والشيخ عثمان أقصد الشيخ (غريب)!!! أما اليوم فلا شريك معي يحمله -هدأتْ الجموع وأنصتت فقد سمعوا للتو اسما جديدا لصاحب القبر ذاك الذي زرعه الناس بين الشهداء الذين تناثرت أجسادهم بفعل حزام ناسف لأحد الانتحاريين-
نعم ، نحن لا نستحقُ حبـَكم ولا عطفـَكم ولا احترامكم، إنَّ من حصدَ أرواح أبنائكم قبل أربع سنوات كانَ ابننا الوحيد، نعم ابننا ، أعلم اننا نتحمل جزءا كبيرا مما أنتم فيه من ألم ٍولوعة ، خوفي ودلالي وانشغال أبيه جعله لقمة ًسائغةً لتجار الدم والكراهية ،
، اتركوني أرجع من حيثُ أتيت ، و أنا على يقين إنـّكم ستقرؤون الفاتحة عند قبر الشيخ كل عيد للأضحى
ذُهل أهل القرية لما سمعوا ، فمنذ أن وطأت أقدامهما تلك القرية التي كانت تلعق جراحها كانا محط تبجيل واحترام ، لم يسألهما احدٌ من أين أتيا، لكن آثارهما بقيت مرسومة في كل مكان وبيدٍ بيضاءَ حتى أضحى قبر الشيخ مزارا لنساء القرية وطلاب الحاجات فيها ،هنا وسع حسينية القرية وهناك بنى بيوت فقراء فقدوا معيلهم وهو من اختلط دمه بدم السيد حسن إمام المسجد يوم عزت فصيلة دمه على المتبرعين هو من علَّم الصغارَ قراءة القرآن ،حتى هؤلاء بعض ماكان لهم أن يأتوا للحياة دون أن يسهم الشيخ في زواج آبائهم .
شعر الرجال القادمون لأخذها بالحرج أو ربما بالخوف، وهم بين أهالي عشرات الضحايا!
عقدتْ الحيرةُ الألسنَ ، خرجت أصوات نشيج ٍ وعويل بين تذكر جرح لمّا يندمل وبين ما يكنَّه الناس لهما من محبة ،
لم يدم ذلك طويلا ليقطع السيد حسن تلك الحيرة بنبرة الخطيب :-
أُخيتي لسّنا طالبي ثار، ولا يؤخذ مثلكم بجريرة ابنكم ،انتم أهلنا ، وهذه عروقي يجري فيها دم الشيخ عثمان ، وأياديه السابغة لن تثمرَ إلا عرفانا لكما
وأردف:-
الخيار لك في البقاء بيننا كواحدة منّا أو ترحلي بعد أن نكرم وفادة أهلنا القادمين لأخذك
بل تبقى بل تبقى!!! سمعتها وقد غسلت الدموع ( شيلتها البريسم ) البيضاء.
حنت عليها إحدى النساء ممن فقدنَّ ثلاثة من أبنائها في الحدث الجلل وقالت :- أختي لم تفعلي ما يشين لم تأتيا لخداعنا إحساسكما بالتقصير دفعكما لمواساتنا ومشاركتنا المصاب ، أرفعي رأسكِ أنت أمُّ لكل هذه القرية كما كان الشيخ أباً لها ، نريدك أن تبقي .
استفز ذلك شوقها للبقاء والموت قرب أشلاء ولدها المخدوع و حلم رفيق عمرها في أن يخففَ عن أهلِ هذهِ القرية .
أيقن اقاربها ألقادمون لإرجاعها أنها زرعت في ارض طيبة هي امتداد لأرضهم فأورقت وأثمرت .. انتهت

وليد مزهر ميس
17 / 12 / 2013



#وليد_مزهر_ميس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لازلت غريبا
- قصيدة ( الضوء التائه )
- قصة قصيرة قبلةٌ للجلاد
- قصة قصيرة سماء لاتعرف الحب


المزيد.....




- -كانت واحة خضراء-.. كشف أثري عن واقع السعودية قبل 8 ملايين س ...
- الدهاء الأنثوي يحرك الدراما السورية.. حيل ومكائد تؤجج الحكاي ...
- ياسمين عبدالعزيز تعود للسينما بفيلم -زوجة رجل مش مهم- مع أكر ...
- قصص سينمائية حقيقية.. كيف تتطاير أجساد أهالي غزة بصواريخ الا ...
- خطوات تثبيت تردد قناة cn بالعربية الجديد على نايل سات 2025 “ ...
- عروض الأفلام الخاصة مهرجان للأزياء والترف، وليس للتقييم
- رحيل الفنان جواد محسن صاحب -قطار العمر-
- رحيل الفنانة الأردنية رناد ثلجي عن 36 عاما بعد صراع مع السرط ...
- -دحول الصمان-.. هيئة التراث السعودية تعلن عن اكتشاف عالي الأ ...
- قيعان المحيطات تختزن تراثا ثقافيا تهدده الأنشطة التعدينية


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد مزهر ميس - قصة قصيرة زوجة غريب