ما هي مصلحة (المعارضين العلويين المفترضين ) بتعميم أكاذيب المخابرات الطائفية الأسدية ؟؟؟

عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تعود هذه المشكلة إلى أقل من عشر سنوات، عندما كتبت في إحدى مقالاتي، واصفا النظام بأنه طائفي، وهو ثمرة (تحالف عضوي بين رعاع الريف وحثالات المدن )، وقد كان السبب المباشر لتوصيفي النظام الأسدي بهذه الصيغة، باني جمعتني المصادفة بأمين فرع حزب البعث في حلب، فأخبروه بأن أحد المسؤولين على الهاتف : فرد عليه على الفور (مقلقلا ) بالقاف (اللهجوية العلوية أي ليست الفصحى) ...

وواصل حديثه وهو يحاكي اللهجة العلوية (بغنّة جبلية طبقية نضالية ثورية بعثية ) وكأنه مولود في (القرداحة ) وليس في حلب ...رغم أنه من عائلة حلبية معروفة الكنية ...فذهلت حينها، بأنه لم يخجل مني ومن الجالسين الحلبيين، إذ هو يتحول إلى مهرج أمام أنظارنا ...فحاولت أن أبحث عن تعليل سوسيو –سياسي لذلك، فوجدته في صيغة حالة (الترييف الثقافي والاجتماعي المعلوَن) للمدن السورية بوصفها "رجعية" أمام زحف الريف بوصفه تقدميا ثوريا (بعثيا)، وذلك منذ الهيمنة الشاملة للعلوية السياسية والعسكرية والأمنية التي أسست لها نهائيا (الأسدية) كعائلة رعاعية ...ما كان لها أن تقيم علاقات مع المدن إلى عبر القاع السفلي الطرفي للمدن الموازي (عمرانيا ) لرعاع الريف، حيث سلطة رعاع الريف لا تتم على المدن إلا من خلال الاستناد إلى حاضنة حثالات هذه المدن ، سيما إن أهم موقعين أمنيين في حلب (الأمن العسكري وأمن الدولة )، كان تحت سلطة قيادة أمنية مرعبة تتحدر من حثالات أطراف مدينة حلب ...وحينها قدمت مثالا عن هذه الحثالية لمدينة حلب من خلال مثال (عائلة بري : :تهريب السلاح والمخدرات )، وقد اعتبرني الكثيرون حينها بأني مغامر ..دون أن أعرف ما المعنى الحقيقي لمثالي عن (بيت بري ) إلا بعد ثورة شباب سوريا...الرائعين ، حيث تم التوكيل الأمني كقطاع خاص (أهلي ) لبيت بري لذبح الحلبيين لمصلحة (بيت الأسد ) حتى لقنهم الشهيد الكبير (عبد القادر صالح ) درسا وطنيا موجعا ...

مع ذلك لم يناقشني أحد من أهل حلب، عندما تحدثت عن (حثالة مدينة حلب ) إلا الأصدقاء من المثقفين العلويين ، الذي حاولوا أن لا يفهموا من صيغة ( رعاع الريف) إلا أنها شتيمة للريف بكامله ،وليس حديثا عن الرعاع في الريف ، كما هو الحديث عن الحثالات في المدن ، وليس عن أن المدن كلها حثالات ، كما وأن الريف ليس كله رعاع ...

وهنا أطلقت المخابرات ما كينتها الإعلامية من (رعاع مثقفي الطائفة العلوية ) في الداخل والخارج، بأني أصم جزءا من نساء شعبي السوري (العلويات : بأنهن عاهرات وينكحون أمهاتهم )، و ذلك تمويها وتزويرا للتفسير الذي حاولنا أن نقارب ظاهرة (الشبيحة الذبيحة النبيحة) ونحن مذهولون .. كيف يمكن لشريحة سورية أن تذبح أطفال الوطن بعد أن تغتصب أمهاتهم، وهي ليست حوادث فردية، بل غدت ظاهرة متكررة ....فلم يكن عقلنا قادرا على استيعاب أن ثمة من يفترض أنهم " سوريون " يقتلون أطفال الوطن بالألاف بالسلاح الكيماوي ...ثم يعلنون أن الثوار هم من قتلوا أطفال العلويين !!!

فما كان لنا سوى أن نفسرهذه الظاهرة الهمجية للقتل إلا أن القتلة ذوي تاريخ رعاعي بدائي غريزي إباحي، لا صلة لهم بالمدنية والترقي وبالحداثة والعصر إلا صلة خارجية شكلانية....وكنا متألمين (وطنيا وأخلاقيا وإنسانيا ) أن شركاءنا في الوطن ظلوا على صمتهم نحو همجية أبنائهم الذباحين للأطفال والمغتصبين لأخواتهم في الوطن، وقادتهم الهمجيين (الأسديين ) المتهيجين ( حسيا وايروسيا شبقيا ) لذبح الأطفال واغتصاب الصبايا بل والأمهات مما سميناه (بنكاح المحرمات وطنيا) ...

فأطلق المخابرات كلابهم من جديد ، كما حدث من قبل، فكتبت عشرات المقالات، وآلاف التعليقات على صفحاتي وصفحات أخرى على الفيسبوك ، بأنني أنال من الشرف الجنسي للنساء العلويات، وهم يهدفون من ذلك تمويه الفجور الأخلاقي (وليس الشرف الجنسي الشخصي)، إذ كان غضبنا هو نتاج الصمت على ( الفجور الوحشي البدائي للقتل، وليس للجنس بمعناه المبتذل، وذلك أيضا لتمويه دوافعنا الغاضبة ضد الجرائم الأسدية وإبادتهم الجماعية الكيماوية للأطفال...

وانطلق الرعاع هائجين مائجين، وما كنا لهذا مستغربين ....حتى أرسل لي أحد الأصدقاء، أن واحدا من قادة المعارضة العلوية المفترضة للنظام الأسدي، علق على الفيسبوك أني: (حكيت بكل قذارة عن المرأة العلوية ..) لا أعرف اين حكيت ذلك ؟؟..وتساءلت أنه إذا كان من المفهوم أن المخابرات الأسدية : من مصلحتها الطائفية أن تعتبر نفسها مدافعة عن (شرفها الجنسي الطائفي ) بعد أن فقدت شرفها الوطني والإنساني والأخلاق بقتل الشعب السوري ....ولكن ليس من المفهوم أبدا...ما هي مصلحة من يفترض نفسه (معارضة علوية ) ..أن يتداول هذه الشائعات المخابراتية الطائفية الأسدية ضد من يفترض أنهم حلفاء له بحلم الحرية للوطن ؟؟

#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات