بياض الثلج يزين حمرة لافتات المشاركة في استفتاء الدستور..

حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 23:53
المحور: الادب والفن
    

بياض الثلج يزين حمرة لافتات المشاركة في استفتاء الدستور..
قررت العودة للمغرب الذي اشتقت إليه كثيرا ، حزمت امتعتي اخذت مقعدي في خلف سيارة الأجرة التي حضر على الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الجمعة 13/12/2013 المتميز عن صباحات القاهرة المعروفة بجوها الدافئ مند قرون ، والذي تحول فجأة إلى ما يشبه الصباحات الاوروبية ، بما عمته من رياح شديدة وأمطار هطالة غزيرة غير معهودة لدى المصريين .
انطلقت بنا السيارة مخترقة مدينة القاهرة العملاقة بكامل شوارعها الواسعة ، وجسورها الضخمة والعديدة ، لتقطع بي مسافة الاربعين كيلومترا الفاصلة بين مطار القاهرة الدولي ومدينة الشيخ زايد بـ 6 اكتوبر - المدن المحدثة المتكاملة الجوانب ، المتوفرة الأركان التي شيدت - والكثير من مثيلاتها - على الأراض الصحراوية الجذبة المحيطة بالقاهرة ، التي لا زرع فيها ولا ماء ولا شجر ، غير الرمل والحجر ، و التي حُولت إلى آيات من عظيم آيات المدن في الأرض ، تسبي العقول ، وتستولي على القلوب ، وتتملك النفوس ، لا يدخلها أحد إلا أخذت بمجامع قلبه ، ولا يفارقها إلا وله إليها حنين بما استنبت فوق رمالها القاحلة الشحيحة المياه ، من جنان غناء بها من الزرع والنباتات المختلفة الأنواع والأشكال ما يسر الناظرين ، وبما شيد على صخورها الجرداء من تجمعات سكنية تعج بالمستشفيات والجامعات والمحال التجارية الضخمة والجسور والطرقات والمسالك الواسعة والمساحات الخضراء-لم تكن زحمة المرور قد اشتدت بعد ، وإن كانت بوادرها قد بدأت في التشكل مند الصباح الباكر رغم الأمطار الغزيرة ، والرياح الشديدة ، وانتشار نتف الثلج وتراكمها فوق اللافتات الإشهارية الضخمة ذات الخلفية الحمراء ، التي احتلت مساحات كبيرة من جنبات الطرق وأعلى القناطر والطرق والميادين الرئيسية ، وانتشرت في كل شبر من مناطق التجمعات السكنية القاهرية ، لدعوة المصريين للمشاركة بالتصويت بنعم على دستور ، بعبارة تقول «المشاركة في الدستور = نعم لـ30 يونيو و25 يناير» .
حملة إعلامية ضخمة أضفت على المشهد العام مسحة من الجمالية الخلابة ، والرونق الأخاذ غير المعهود بهذا البلد الصحراوي ..
حميد طولست [email protected]

#حميد_طولست (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات