أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الاصلاحات حسب مفهوم التيار الوطني الديمقراطي















المزيد.....

الاصلاحات حسب مفهوم التيار الوطني الديمقراطي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1230 - 2005 / 6 / 16 - 13:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن الدعوة الى الاصلاح وليدة هذا الوقت بل انها كانت ملازمة لمفهوم التطور منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وبخاصة في الدول الاسلامية والعربية، وبمفهوم الاصلاح وتجلياته فقد شمل ليس اوضاع الدول كحكومات بل قضايا متعلقة بالنظرة الدينية التقليدية السائدة حينذاك حول العالم وقضايا الاجتماع والسياسة والاقتصاد ومجمل التراث الثقافي المعرفي والتطبيقي الذي استمر منذ العهود السابقة وصولاً الى الدولة العثمانية الا ان تلك الاصلاحات قبض عليها كمجرمة متلبسة بجريمة الحداثة والتجديد بعد خطواتها الاولى واعتبرت الدعوة التي سلكت طريق النقد والتجديد للسائد في عقلية الشرق المتخلفة خروجاً عن المفاهيم الدينية والتقاليد الموروثة عن السابق الذي عفى عليها الزمن وتعثرت الكثير من الآراء والتوجهات التي كانت تهدف الى مواصلة المسيرة نحو مستقبل أفضل بواسطة العلم والتطورات العلمية مع شعوب العالم وبخاصة مع الغرب الاوروبي وقد اعتبرت لاحقاً اية دعوة لللاصلاح دعوة مارقة وخروجاً عن ما هو مألوف من تقاليد ونظرات ترى فيه أي الاصلاح عدواً للدين بينما نلاحظ ان الحكومات لم تكن دينية صرفة بل تصرفت من جهة وكأنها علمانية فيما يخص العديد من القوانين ثم دينية فيما يخص وضعها ووجودها في قمة السلطة.
منذ انتهاء حرب الخليج الثانية واخراج القوات العسكرية للنظام الشمولي العراقي وتحرير الكويت ومالاحقها من تطورات وبخاصة تفجيرات 11 سبتمبر 2001 تصاعدت من قبل الولايات المتحدة الامريكية واكثرية الدول الراسمالية المتطورة صناعياً وتيرة طلب اجراء الاصلاحات على الانظمة في الدولة النامية وبالذات في الشرق الاوسط والمعني بها تماما الدول العربية وقد سميت ومازالت تسمى الاصلاحات الشرق اوسطية، ويبدو ان تفجيرات سبتمبر للمركز التجارة العالمي في نيونيورك جعل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وغيرهما من الدول تعيدان النظر في تحالفاتهم القديمة مع القوى الدينية المتطرفة التي تعاونت معها اثناء الحرب الباردة واعتمدت عليها في الكثير من المهمات عنفية مسلحة كانت او غير عنفية وآخرها ذلك التحالف المريب في افغانستان ضد االاتحاد السوفيتي السابق وحكومة نجيب الرحمن الذي جمع اقطاب التطرف الديني وتحالفاتهم غير الطبيعية مما سهل استيلاء طلبان على افغانستان المتحالفة مع منظمة القاعدة بقيادة اسامة بن لادن، ورأت ان البلدان التي مازالت تعيش في النمط القديم وبالضد من ابسط انواع الديمقراطية وممارساتها الكثيرة في خرق حقوق الانسان جعل هذه القوى المتطرفة في هذه البلدان في مأمن من الملاحقة القانونية مما ادى الى توسعها واتساع حركتها ووصولها الى ابعد نقطة مستغلة الدين اولاً ثم ثانياً الاوضاع الاقتصادية والسياسية المزرية والفساد في كافة مرافق الدولة الذي اصبح كداء يبشر بالويل والثبور، وبما ان الولايات المتحدة وبلدان العالم الرأسمالي المتطورة صناعياً لا تريد ان تبقى في هاجس تكرار سبتمبر ثاني وان لا تكون رهينة لهذه الاوضاع وفي الوقت نفسه تخشى من القوى الديمقراطية الحقيقية ودعوتها باجراء اصلاحات جذرية تطيل جميع مرافق البلاد فقد باشرت بالدعوة للاصلاح التوفيقي الاعلامي غير الجذري أي اصلاح معين في قضايا محددة يستطيع تحجيم تلك القوى المتطرفة دينياً وفي الجانب الآخر يسد الطريق على دعوات التيار الوطني الديمقراطي للقيام بالاصلاحات الجذرية لكي تتجنب والبلدان السائر في ركابها الهزات الاجتماعية والانتفاضات الجماهيرية ثم الوقوف ضد العنف الجديد القديم الذي بدأت القوى الدينية المتطرفة تلجأ اليه وتمارسه كطريق لعقاب للدول الرأسمالية الحليفة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية والحكومات التي تتهمها بانها عملية لها، هذه المطالبة بالاصلاحات وما جرى من تغيرات بعد سقوط النظام العراقي اتخذت وكأنها كتاب مقدس من قبل بعض الليبراليين الذين يرون في الديمقراطية الغربية نموذجاً وحيداً لعلاج المشاكل المستعصية في بلدانهم واعتبروها المنقذ اللهي لازمة الديمقراطية على النمط الغربي وراحوا يكتبون عنها ويفسرونها بطرق جعلتها وكأنها ثورة جديدة في الدعوة الى الديمقراطية الغربية والامريكية بالذات حيث تتطابق مع طريقتها ونمطق تفكيرها وتوجهاتها السياسية والاقتصادية والثقافية وبخاصة وهي تسعى الى العولمة حسب المفهوم الراسمالي واعتبرتها اي المطالية بالاصلاحات الطريق الذي يؤدي أذا لم يكن تحطيم الانظمة التقليدية اصلاحها حسب النظرية الامريكية بينما جوبهت هذه الدعوة بردة فعل شديدة من اكثرية الدول العربية واعتبرتها تدخلاً في شؤونها الداخلية ورفضتها قطعاً لتخوفها منها ومن المخططات الخارجية الهادفة للسيطرة على البلدان الاخرى واضافت الى ذلك تصوراتها حول الاصلاحات وطريقة معالجة الاوضاع الشاذة واللاديمقراطية وحسب ظروف وخصوصية كل بلد من البلدان ، وهي اصلاحات روتينية متزواجة مع المفهوم الامريكي الغربي حيث تتماشى مع توجهات الحكومات والقوى الاجتماعية والطبقية التقليدية التي تعتبر قاعدة اجتماعية لها.
الدعوتين للاصلاح تتناقضان في الجوهر مع الدعوة الثالثة التي اطلقها منذ فترة طويلة تيار القوى الوطنية والديمقراطية هذا التيار المهم والذي جرى تجاوزه في السابق والتظليل عليه في الوقت الراهن لا بل جوبه خلال عقود طويلة بالقمع والارهاب الذي يرى في كلا الدعوتين ، الامريكية الغربية، والحكومية والقوى التقليدية عبارة عن مسلسل يؤدي بالآخير الى ترسيخ مفاهيم كل فريق دون اجراء الاصلاحات الجذرية المعنية على نمط وادارة الدولة ثم التبعية للقوى الخارجية، اصلاحات فوقية لا تلمس المشاكل الحقيقة التي تكاد ان تكود ملازمة للاوضاع الداخلية للعديد من البلدان وهي البطالة والفقر وفقدان الحريات العامة والشخصية وتهميش لمفهوم المجتمع المدني والديمقراطية مما ادى بالتالي الى توسيع نشاط القوى الدينية السلفية والاصولية على حد سواء بجانب انحسار عمل التيار الوطني الديمقراطي بين الجماهير بسبب واقع السياسة المعادية له..
الاصلاحات الحقيقة الجذرية التي ليست على طريقة الدعوة والتوجه الامريكي المراد فرضها من الخارج وحسب مصالحها ونظراتها واهدافها السياسية او الاصلاحات الفوقية التي لا تمس جوهر المشكلة العامة من قبل الحكومات وحسبما تراها ايضاً وفق مصالحها وتصورتها واهدافها، ضرورية جداً بعد حقبة التداعي العربي والخسائر في المواقع وافلاس الكثير من الشعارات القومية والشعارات الاخرى حول الرفاهية والسعادة وقيم التراث والاجداد ثم ارتفاع الوعي عند الجماهير بعد سنين عجاف من الاضطهاد وحرمانها من حقوقها المشروعة وتقارب الشعوب بواسطة الثورة المعلوماتية والتطور الاعلامي الذي جعلها تتابع الاحداث لحظة بلحظة دون ان تخسر من الوقت الا القليل، والاصلاحات لا تعني بالضرورة اذا كانت الهدف منها مصلحة البلاد والشعب خلق فوضى او حالة تدميرية مثلما تفكر أو تصوره بعض الحكومات بل العكس من ذلك فانها ستوجد الآليات الجديدة من اجل تطوير العمل السياسي وتحقيق مكاسب عديدة للجماهير اقتصادية وثقافية صحية وعلمية اضافة الى جعل الجماهير تعي واجبها الوطني تجاه القضايا المصيرية التي تجابه بلادهم ومن بين هذه الايجابيات الاصلاح السياسي والتعددية الحزبية وتحقيق المجتمع المدني بمنح الحريات والديمقراطية واحترام االاخر الذي يرى في فصل الدين عن الدولة عبارة عن جعل الامور تقف على اقدامها بشكل صحيح بدلاً من وقوفها على رؤوسها بالمقلوب، وهذا الامر يتوافق مع رأي ونهج التيار الوطني الديمقراطي الحقيقي الذي يعتبر الاصلاحات ضرورة تاريخية تسهل عملية البناء وتخلق ظروفاً طبيعية في تحسين اوضاع الجماهير ومحاربة الفساد والبيروقراطية والمحسوبية والمنسوبية في دوائر الدولة ومؤسساتها المختلفة من اجل الوقوف ضد عنف التيارات الدينية المتطرفة والارهاب الذي يرفع شعاراته المتطرفة متعكزاً على حقوق الجماهير وقضايا غيبية وصولاً لخداعها لاستخدمها في قضايا العنف المسلح والاعمال الارهابية الاخرى..







#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرح النصوص في طريق العلامـــة
- دعوة الشيخ الجليل عبد المحسن التويجري لكن..! ما حك جلدك مثل ...
- العملية الأمنية ودول الجوار ودبلوماسية الحوار الهادئ
- العلاقـــة ما بين الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسيات
- القــرار الفردي والالتزام بالقوانين
- انعكـــاس لرؤى قادمــــة
- لمـــاذا الآن ؟ صور لصدام حسين نجومية على طريقة الاعلام الدع ...
- ماذا يريد السيد الامين العام عمرو موسى من العراق ؟
- الشهداء أسماء خالدة في سماء العراق وضمير الشعب
- الارهاب بوجهيه القديم والجديد بقيادة المنظمة السرية
- الجامعة العراقية المفتوحة ومسؤولية الدولة والحكومة العراقية ...
- ثقافـــة الفكــر الشمولي ومنهج الديمقراطية المصنّع
- ما يكتبه البعض من الكتاب والحسابات حول واقع التيار الوطني ال ...
- حكومة الحد الأدنى والموقف من التيار الوطني الديمقراطي
- الثلج والذاكرة وصديقي عدنان جبر في سفينة الرحيل
- المسؤولية التاريخية والانسانية لمقبرة الكرد الجديدة وللمقابر ...
- أيــار الرمــز عيد الطبقة العاملة من شغيلة الفكر واليد
- حكومـــة وحــدة وطنية أم حكومـــة طائفية قومية ضيقة ؟
- حقـــوق الشعوب والقوميات المفقودة في ايران
- عبد الرحمن مجيد الربيعي ووظيفته الجديدة القديمة


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الاصلاحات حسب مفهوم التيار الوطني الديمقراطي