|
الإخوان وايران ........ -تحالف ام عراك-
محمود جابر
الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 21:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من يريد ان يعرف ماذا يدور فى الجامعات المصرية فعليه أن يبحث عن سيناريو اسقاط الشاه قبل اكثر من ثلاثة عقود فى ايران ولكن هل نقل التجارب من بلد الى بلد كاف لنجاح العمل ام الان الامر ابعد من ذلك وان ما يقوم به الاخوان دليل على بقاء علاقة مع ايران لم تنقطع .....
فى البدء : احيانا كثيرة لا يستطيع الانسان ان يقول ما يعرف، وفى أكثر الاحيان يصعب عليه ان يتجاوز ذاته وانتمائه العرقى أو الدينى او المذهبى أو الفئوى والطبقى أيضا .... وبعض الحقائق المتجاوزة للذات قد يراها البعض نوعا من جلد الذات او التراجع عن القناعات، أو تصفية حساب بين غرماء .... وهؤلاء جميعا يعانون ازمة ذاتيه يجب عليهم أن يبحثو عن علاج لها .... وحينما اكتب عن الاخوان وايران فإننى اخط سطورا عن اكبر قضايا الاشتباك فى عمرى الفكرى والمعرفى والحياتى .... فالجماعة الاولى تمثل لى اول ظاهرة دينية واجتماعية صدمتنى فى حياتى من خلال التعامل معها ومع كوادرها وقياداتها وهى ايضا تمثل بكورة انتاجى الفكرى من خلال كتاب " ماذا يريد الإخوان المسلمين فى مصر" و" الإخوان المسلمون يغتالون إمامهم " ..... اما ايران فكانت وما تزال تمثل لكاتب هذه السطور حتى وقتا قريبا حلما فكريا ومعرفيا للقطر والفكرة المقاومة .... الاخوان وايران : "العلاقة ما بين "الإخوان" وإيران شديدة الشبه بما كشفته وثائق ويكيليكس من كلام منسوب لرئيس وزراء قطر (الراعى الرسمى للإخوان) حول طبيعة العلاقة مع إيران : "نحن والإيرانيون نكذب على بعضنا البعض"! واذا ما صحّ هذا التشبيه فإن التكاذب متبادل، وسرعان ما سيصطدم بشروط الحكم التي أطلت على "الإخوان" هنا وهناك ويطمحون اليه هنالك. ........
تعود العلاقة بين تنظيم رجال الدين الايرانى وجماعة الاخوان المسلمين الى اوائل خمسينات القرن الماضى حينما كان عندما قام "مجتبى نواب صفوي في مطلع الخمسينيات بزيارة القاهرة والالتقاء بقادة الإخوان حينذاك، وقبل ذلك بعقد من الزمان كان صفوي قد أسس في عام 1941 تنظيماً شيعياً مسلحاً يدعى "فدائيان إسلام"، والذي أخذ على عاتقه اغتيال المؤرخ والكاتب الإيراني أحمد كسروي في عام 1945، ورئيس الوزراء عبدالحسين هجير في عام 1949، ورئيس الوزراء حاجي علي رزم آرا في عام 1953. كما عمل التنظيم في محاولة فاشلة على اغتيال شاه إيران محمد رضا بهلوي ووزيري خارجيته بالتوالي حسين فاطمي وحسين علاء، وبعد محاولة اغتيال الأخير في عام 1954 ألقي القبض عليه وأعدم في 1956. كما أن الكثير من أركان النظام لايرانى ومنهم المرشد الأعلى علي خامنئي، ينتمون لهذا التنظيم الذي كان على علاقات وطيدة بالإخوان المسلمين منذ تأسيسه. وفى المقابل كانت جماعة الاخوان على صلة كبيرة منذ الثورة الايرانية بكل قيادات الجمهورية ..... ويقول – الشيخ- يوسف القرضاوي الذي كان يُعبّر عن تضامن وتأييد لإيران معتبراً ثورة الخميني "انبعاث أمل في الصحوة الاسلامية ونصرها"، فقد انهمرت عليه، حين حذّر من المدّ الشيعي الإيراني، ردودٌ من شخصيات إخوانية هونت من ذلك أو نفته تماماً (سليم العوا، آمنة نصير، أحمد كمال ابو المجد... إلخ). في فلسطين تحولت (حماس) إلى جهة تحظى برعاية لوجيستية ومالية وتسليحية إيرانية. تطور الأمر إلى درجة تقديم الدعم السياسي والإعلامي للـ "انقلاب" الذي قامت به حماس ضد السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، وسحب الورقة الفلسطينية من قواعدها العربية (المصرية أساساً)، والالتفاف على جهود الرياض لرأب الصدع داخل الصفّ الفلسطيني. عُدّ ذلك تتويجاً لعهود من العلاقة بين "الإخوان" وحكام طهران، من حيث أن الدعم الإيراني لحماس، لعبٌ في الفضاء المصري وترجيحٌ لكفة "الإخوان" في صراعها ضد نظام مبارك. لم ينس الإيرانيون موقف الإخوان في الحرب العراقية – الإيرانية. فقد أصدرت الجماعة (التنظيم الدولي) بياناً هاجم فيه "حزب البعث الملحد الكافر" داعياً العراقيين إلى "قتل جلاديكم. القوا اسلحتكم وانضموا الى معسكر الثورة، الثورة الاسلامية ثورتكم". على أن العلاقة الحقيقية بين الإخوان وإيران تتأسس على التصاق مصلحي منفعي أكثر منه على قماشة عقائدية متينة. فصراع النظام المصري مع النظام الايراني، كما تناقض الانظمة الملكية العربية (الخليج والاردن والمغرب) مع الجمهورية الايرانية، كما تناقض المعارضات العربية الاسلامية (بما فيها تنظيم القاعدة) مع النظام السياسي العربي، وفّر أسبابا للتواصل، وحوّل الإخوان المسلمين إلى رأس حربة إيراني يصول ويجول داخل الدائرة العربية العصيّىة على إيران. ووفقا لمبدأ البراجماتية الاخوانية استغنى "الإخوان" قليلا عن العراب الإيراني ، وراحوا يقتربون من واشنطن (طار اليها عصام العريان في أوج الأزمة الدستورية الاخيرة في مصر). راح "الإخوان" يستوحون أصول الحكم في العصر الحديث من نصائح أميركية لم تُخف مباركة إدارة أوباما لتسلّم الاخوان لمقاليد الحكم هنا وهناك. أدلى راشد الغنوشي (شيخ "الإخوان" في تونس) بأفكار في واشنطن كانت تعتبر محرّمة في عصر "النهضة" المعارضة. تحدث "إخوان" الأردن عن حوار مع الإدارة الاميركية. وقام خالد مشعل زعيم "الاخوان" في فلسطين بزيارة إلى غزة تحت بصر الاسرائيليين وحماية غربية أميركية لا غبار عليها. ولكن العلاقة الحميمة يشهد عليها، ما أكده -نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية- حسين أمير عبداللهيان، لصحيفة السياسة الكويتية، بأن طهران: "تشعر بالارتياح؛ لوصول الإخوان المسلمين إلى أماكن متقدمة في قيادة بعض الدول العربية، بعد اكتساحهم نتائج الانتخابات البرلمانية، كما حدث في تونس، ومصر، والمغرب". لم يكن التقارب بين إيران، والإخوان المسلمين إلا بمباركة أمريكية؛ لإمرار مشاريعها في المنطقة، دون اللجوء إلى لغة القوة، وعلى رأس هذه المشاريع: الحفاظ على أمن إسرائيل، وحماية المصالح الأمريكية. وهو ما ستنظر إليه دول الخليج؛ لمعرفة موقف مصر الجديد من التوازنات العربية، والإقليمية بنوع من القلق. فإيران إن نجحت في مشروعها القادم، فستعتبر قفزة ضخمة في هذا المسار، وقد يمتد نفوذها إلى أماكن أبعد؛ وفقا لإعادة رسم خارطة القوى، والتحالفات السياسية، والإستراتيجية في المنطقة. فى الختام : المنطقة العربية كانت وماتزال تعانى من فراغ منذ توقيع كامب ديفيد فى 1979، منذ حرب الخليج الاولى 1982والثانية 1998.... ايران المتجهة بقوة الى المنطقة تحاول ان تعرقل تركيا بكل ما تملك وقد فعلت وها هى السعودية سقطت قوتها فى اتون الصراع ولن تقوم ..... وها هى مصر حائرة الرهان الايرانى – على اعتبار ان ايران القوة الوحيدة التى لم تهزم حتى الان – مايزال يراهن على الاخوان والمعركة ما تزال فى اول منازلها .... ولكن هل ينجح سيناريو البؤرة الثورية او الارهابية ان يمتد من خارج اسوار الجامعات وفى الوقت الذى ينشغل فيه المجتمع المصرى كله بالتفجيرات الارهابية للتنظيمات المستقطبة اخوانيا فى الوقت الذى يخطط الاخوان عن طريق عناصرهم من توسيع البؤرة من ساحة الجامعة الى الساحات العامة ومسيرات الورود .... اقول عفوا فإن الورد لا يحيى وسط طلقات البرود ........
#محمود_جابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصهيونية الاسلامية ...... ومعالم الدين الجديد
-
لعنة مصر -4- وتمصير الاقليم.....
-
الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك ..... الجزء الثال
...
-
الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك ..... الجزء الثال
...
-
لصوص مصر ونشطائها
-
شيعة للبيع
-
ملخص - المشهد الاعلامى المصرى فى ذكرى عاشوراء
-
رسالة فى صبيحة يوم العاشر من المحرم
-
يا وزارة الاوقاف : هل اتسع لكم ميدان الكذب وضاق بكم ميدان ال
...
-
حوار خاص : جابر المنطقة تشهد انقلاب .... ونحن ضد استخدام الش
...
-
حسن البنا
-
الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك ..... الجزء الثان
...
-
هل يقصد وزير الاوقاف : شقاق .... مفروشة
-
العداء الاعمى لايران والسقوط فى بئر الجهل بالاسلام
-
امريكا وايران فى ضوء ثورة 30 يونيه
-
الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك ..... الجزء الحاد
...
-
خطبة جمعة - كارثية-
-
الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك ..... الجزء العشر
...
-
الوهابية فى مصر من محمد على إلى حسنى مبارك ..... الجزء التاس
...
-
برهامى .... و النور .. ... متى نضبطكم متهمون بحب الإسلام؟!
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|