أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالعليم معلا التوم - -قبول الحداثة














المزيد.....

-قبول الحداثة


عبدالعليم معلا التوم

الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 23:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك إشكالية جدلية بين ما يقوله قادة الدول العربية والإسلامية وبين متطلبات الحداثة لا يريد القادة مواجهتها. فالخطابات التي يلقيها القادة في مؤتمرات القمة وفي مختلف المناسبات الوطنية تتحدث عن التحديث السياسي والاقتصادي وتعد بإصلاحات في مجالات الحكم والتعليم والخطاب الديني وحقوق المرأة وغيرها. وهذا حسن، لكن الإشكالية تكمن في استحالة الانتقال إلى كل ذلك التحديث والإصلاح من دون إجراء تغييرات جذرية في بنية وعلاقات سلطات الحكم في تلك الدول.

ذلك أن الغالبية الساحقة من أنظمة الحكم في بلاد العرب والمسلمين قائمة ومستمرة من خلال اعتمادها على ولاء وإسناد مجموعات فرعية مجتمعية من مثل الطائفية أو القبلية أو العائلة أو العساكر أو مؤسسات الثروة والمال الوطنية والدولية. فهي، أي تلك الأنظمة تقوم إذن على علاقات اجتماعية تقليدية تنتمي إلى عصور ما قبل الحداثة وتتناقض بالتالي مع العلاقات الاجتماعية في مجتمعات الحداثة، بل إنها باعتمادها على إسناد المجموعات الفرعية تدفع بكل المجتمع إلى أن يتبنى نفس الأسلوب فينتمي أفراده بدورهم إلى جماعات فرعية تقليدية لتحميهم من سلطة الدولة. والنتيجة أن يتخندق الحكم وفئات المجتمع في خنادق متصارعة متواجهة ضد بعضها البعض ويصبح الانتقال إلى التحديث أمرا هامشيا.

إن قادة العرب والمسلمين يعرفون أن في قلب الحداثة يقبع موضوع الديموقراطية، والديموقراطية هذه تعني مفاهيم وأنظمة ترسخت في مجتمعات الغرب الأوروبي عبر أكثر من قرنين. وهي ديموقراطية تشمل فيما تشمل حرية الفكر والقول والعمل وحرية تكوين الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى من دون عوائق ومن دون وصاية من الدولة واستقلالاً حقيقياً للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وتعاملاً حقوقيا شفافا مع مواطنين لا رعية وأخيراً قبولا بتداول سلمي دوري للسلطة بحسب ما تفرزه انتخابات برلمانية حرة. وهذا سيعني رفضاً تاماً وقطيعة مع التركيبة الاجتماعية التقليدية التي تحدثنا عنها وتوقفا عن كل الممارسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمارسها الحكم حاليا في مجتمعات العرب والمسلمين. ولن ندخل في تفاصيل قائمة المتطلبات الأخرى للحداثة والعصرنة التي لا يمكن الحديث عنها من دون وجود وترسخ مطلب الديموقراطية بكل تفاصيلها السابقة، فأن يتحدث القادة عن التصنيع من دون قبول بوجود نقابات مستقلة فاعلة، أو عن مخترعين مبدعين من دون قبول بوجودها جامعات لها استقلالها الأكاديمي والإداري وعندها حرية البحث في كل حقول المعرفة ونشرها، أو عن رفع مستوى معيشة المواطنين من دون قبول بأن تكون ثروات المجتمع كلها ملكاً للمجتمع كله وليس لأقلية تحت أي مسمى كان... فإن ذلك الحديث هو نوع من التمنيات الطيبة، ولكنه حتماً لا يمت بأية صلة إلى الواقع والممكن



#عبدالعليم_معلا_التوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حداثة الحوار


المزيد.....




- نهاية تنظيم -إخوان الأردن- رسميًا بعد 80 عامًا من النشاط -ال ...
- عباس: حماس تمنح إسرائيل ذريعة الحرب
- إجراء إيراني لافت في المنشآت النووية تحت الأرض
- في مقدمتها الأوضاع في غزة... عاهل الأردن يبحث مع ولي العهد ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يدعو العراق إلى الحياد الإقليمي
- ترامب يؤكد قرب التوصل لاتفاق سلام ويهاجم زيلينسكي
- ألمانيا: ترحيب بالاستثمارات القطرية وسط تحذيرات من الركود
- الأورومتوسطي: إسرائيل تنفذ تهجيرا قسريا في غزة وتسوّقه كهجرة ...
- بيسكوف: روسيا مستعدة للتفاوض مع أوروبا حول شراء الغاز الروسي ...
- الهند تعتزم تجميد معاهدة تقاسم مياه مع باكستان


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالعليم معلا التوم - -قبول الحداثة