شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 22:01
المحور:
الادب والفن
(ايقونة الرماد)
وقلبك في البحر يخطو
لأنّك انت الشراع
تغوص السفينة في الطين
كلّ الايائل تسرح في البيد
تطوي شعاب الجبال
وأنينكِ يا ريح ناي
مثل دوّامة البحر ناي
في المعارض انظر
الى سمك الزينة العربي
من وراء الزجاج الملوّن
وغراب على نخلة عربيّة
كان ينعب في ليله والنهار
والرياح تغنّي
عيون الطفولة يوم تضم الكتاب
تواشيح ليل العذاب
والمزامير تجتاحني ,
كنواح القطار
اصيخ ل (فيروز ) عند الصباح
لعلّي ابدد هذا الضباب
في الحديقة كان عواء الذئاب
صحت فصل الخطاب
هنا الجند تقرع رأسي
برؤوس الحراب
فقد طال (أيّوب) , طالت
فصول العذاب
ضجرت من الدوران
ولا من سحاب
ضجرت من السوق حين رأيت الذباب
يطنّ ولكنّ صوت العويل
كان اقوى
وحزن المشاعر تقوى
والركون الى الصمت بلوى
وفي شاطئ النهر نجوى ..
عجزت وهل كان في العجز شكوى
وهذي الكلاب التي تنبح الآن في كل ثغر
في القرى , والمدائن , والقصبات
اصيح بحارس بيتي
ال ( حصان ..) الذي مرّ في الشاحنة
وعلى مسرح الخيمة العربيّة حيناً
وحيناً على شاشة الازمنة
و الذئاب الذئاب
ترتد جبّة الاتقياء
في زمان الشقاء
النجوم تهاجر
والمطارات تكتظّ بالناس
حتّى القطارات محجوزة
والرجال
مثل اشجارنا , والطريق
تحتوي العابرين
وفي معرض الرسم لوحاتهم
ادقق في اللون حتى الخطوط
اطاراتها العوسج العربيّ المشوّك
ومن قبل هذي العصور القصور
اعقبتها النذور
وتلتها النعوش
كيف اقرأ في صفحة المقبل
حين تسقط في يدي لكلمات
و(هاروت) يدخل بابل
رأيت القبائل ..
غمست في الاناء اصابعها
كان ما في الاناء الدماء
وقلبي السفينة في البحر لن تحتويه السواحل
مثل جنح الفراشة تحرقه النار :
ما كان الّا الرماد
ليت عنقاء امّتنا الآن تحتلّ افق البلاد
وعرض المحيط
منذ ان مرّت العربات الفصول
رحت اقرأ في الخارطة
رموز الطريق
وما خلّفت صفحات الحريق
غير ايقونة من رماد
وطقوس الحداد ..
شعوب محمود علي
20/12/2013
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟