|
ماذا لو فاز المالكي للمرة الثالثة
ضياء رحيم محسن
الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 18:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل شيء ممكن في السياسة، بل هي أُم الممكن، فمن المستحيل أن تقول أن هذا لن يكون أو أن هذا الشيء لن يحدث، لا لأنه من أحكام الغيب التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، ومن ثم قد يتهمك الأخرون بالدجل والشعوذة لأنك تتكهن بالغيب والله يلعن المتكهنين والمنجمين فهو كذابون وإن صدقوا. لم يحدد الدستور العراقي في المواد التي تلخص عمل رئيس مجلس الوزراء عدد الدورات التي من الممكن ان يبقى فيها الشخص رئيسا للمجلس، في الوقت الذي نرى فيه نفس الدستور قد حدد ولاية رئيس الجمهورية بفترتين رئاسيتين، ولا ندري لماذا أغفل المشرع العراقي هذه النقطة! هل لأنه يعلم علم اليقين بأن الناخب لن يعطي صوته للمرشح لمنصب رئيس الوزراء لأكثر من دورة واحدة؟ ام لعلم ذات المشرع بأن منصب رئيس الوزراء فيه من المسؤولية ما تجعل من المتصدي لهذا المنصب لا يفكر بالتصدي له مرة اخرى.
في فترته الرئاسية الثانية، تكلم السيد المالكي كثيرا عن الشراكة والإعمار والوحدة، وهو كلام جميل يأخذ بلب المستمع؛ لكننا بعد فترة وجيزة أخذنا نرى من أفعال دولة الرئيس غير ما سمعناه منه، فقد أخذ بتهميش شركاءه من البيت الشيعي أولا، وبعد ذلك بدأ بتهميش أقرب شركاءه وهم الأكراد وبعد ذلك لأخذ بتهميش الإخوة السنة، ولا ندري كيف كانت ستنتهي عملية التهميش حتى بدأت الاعتصامات والتظاهرات التي ملأت أرجاء البلاد. فما هي الأسباب التي أدت لذلك؟. يكمن السبب الأول في أن دولته بدأ يفكر بعقلية المتفرد بالسلطة، حتى أنه اخذ يمسك بالمناصب الحساسة بيد قوية وبدا بتقريب مجموعة من الشخصيات الضعيفة ويسند إليها المناصب المهمة ( لكن بالوكالة)، وهكذا فإنه من الناحية العملية فإن السيد المالكي هو المتحكم بقرارات هذه الوزارات، الأمر الذي يضيف على أعبائه عبئا كبيرا ويتمثل بمراجعة كل ما يصدر من تعليمات في هذه الوزارات، خاصة إذا ما علمنا أن عمل هذه الوزارات يرتبط بصورة مباشرة بأمن الوطن والمواطن. السبب الثاني في جملة المشاكل التي إعترضت فترة دولة الرئيس الثانية، تمثل في أزمته مع الشريك الأقوى، ونقصد بهم شركاؤه في البيت الشيعي ( كتلة المواطن والتيار الصدري) فهذان الطرفان كانا من بين أكثر الناس تمسكا بولاية السيد المالكي الثانية؛ حتى لو كانت هناك قد بدرت اعتراضات من هنا أو هناك، وبعدما تحقق للسيد المالكي ما أراد إذا به يقلب لهم ظهر المجن ويبدأ بعملية تسقيط لأكبر تيارين عاملين في الشارع الشيعي ( إذا ما أستثنينا منظمة بدر والتي هي بالأساس خرجت من رحم المجلس الأعلى) ولما لم يتحقق له ما أراد اخذ بتهميشهما ومحاولة والاتكاء على أخرين ممن ليس لهم عمق مع الجمهور (سنيا كان أم شيعيا)، وحتى في هذه فقد فشل وبتفوق. أما السبب الأخر في مشاكل الرئيس فقد كان عبارة عن سلسلة من القضايا المتشابكة مع الإخوة الكورد، والتي بدأت بعدم تطبيق المادة 140 وعدم تشكيل لجان لتنفيذ هذه المادة، وإستحقاقات البيشمركة وعقود النفط الموقعة بين الإقليم وشركات النفط وحصة الإقليم من موازنة العراق الاتحادية. كل ما تقدم وغيره الكثير جعلت ولاية السيد المالكي الثانية تمر صعبة على الجميع ( المواطن كما السياسي) هذا إذا ما افترضنا حسن النية عند رؤساء الكتل النيابية، الأمر الذي حدا بالبعض للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء مرة، وبتحديد ولاية رئيس الوزراء مرة أخرى، في محاولة للضغط على رئيس الوزراء لتغيير سياساته. ها هي الانتخابات النيابية على الأبواب ( لا تفصلنا عنها سوى أربعة أشهر بتمامها) فهل يتور أحد وجود بديل مقبول في الشارع العراقي، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن منصب رئيس الوزراء محسوم للطرف الشيعي ( باعتبارهم المكون الأكبر في العراق). لنترك السيد المالكي جانبا، ونفتش عن بقية الأسماء الموجودة على الساحة الشيعية تحديدا، فهناك السيد باقر جبر صولاغ، والدكتور عادل عبد المهدي، والدكتور أحمد الجلبي، والدكتور قصي السهيل، واعتقد أن لا أحدا يقول أن أيا من هؤلاء تنقصه الحنكة والدراية في عمله السياسي والمهني؛ لكن علينا التذكر بأن المحيط بنا من قوى إقليمية ودولية قد لا تتفق مع هذا الإسم أو ذاك؛ فالسيد باقر جبر صولاغ غير مرغوب به أمريكيا، في حين أن الدكتور الجلبي غير مرغوب به سنيا، يبقى الدكتور عادل عبد المهدي فهو قد يكون مقبولا من الجميع لكنه قد لا يرشح نفسه لهذا المنصب. عودا على بدء، ماذا لو فاز المالكي في الإنتخابات حتى ولو بفارق ضئيل؟ ماذا سيكون شكل الحكومة؟ وما هي توجهات السيد المالكي للوصول الى سدة الرئاسة وهو الذي فعل ما فعل طيلة دورتين رئاسيتين؟ أزمات وتعطيل الخدمات وفساد في كافة المفاصل. من وجهة نظر خاصة فإن على السيد المالكي الإلتفات الى مسألة مهمة ألا وهي أن إفتعال الأزمات مع الشركاء لا يبني بلداً، كما أن على الجميع المشاركة في إدارة البلد، وهذا لا يعني عن طريق المحاصصة التي جلبت الكثير من الويلات وعطلت التنمية في البلد، وإنما من خلال شراكة الأقوياء ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن الحزبية والمناطقية، فليس من المعقول أن نأتي برجل ليس له أي خبرة أو حتى ممارسة بسيطة في التخطيط ونجعله وزيرا للتخطيط أو وزير للداخلية (على سبيل المثال لا الحصر) لأنه سيكون محكوما بمجموعة من المستشارين الذي لا هم لهم سوى إستلام المكافآت والسفر خارج البلاد والتمتع بالثروات على حساب أبناء الشعب القابعين في الفقر والعوز بدون أن تقوم هذه الوزارة أو تلك بعملها بصورة صحيحة. ثم أن على السيد المالكي ( فيما لو فاز) أن يقوم بعملية تطهير واسعة في الجهاز المحيط به، لأنه ثبت وبالدليل القاطع الذي لا يقبل اللبس بأن الطاقم المحيط بدولة الرئيس لا يفقه من عمله شيء سوى كم سيجني من هذه العملية أو تلك وعقد الصفقات التي لا تنفع البلد بشيء ( من قبيل أجهزة التفتيش وصفقة الأسلحة الروسية والعقود الوهمية لشركات إستثمارية أجنبية).
#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وردت غير مشربك
-
الحقوق والواجبات
-
مبادرة الحكيم
-
دولة المواطن
-
الضريبة: مصدر تمويل غير مفعل
-
سوريا. أمريكا. الكيمياوي
-
مكارم الحكومة!!
-
المالكي . المحافظين. الصلاحيات
-
المرجعية... والشكرجي
-
الجنوب.. كفاءات!!
-
حكيم الامس ... وحكيم واليوم
-
الصحيح!!
-
خدعة الانتخابات
-
كلام في الديمقراطية 3
-
كلام في الديمقراطية 2
-
نظام القائمة المفتوحة
-
ماذا نريد من الانتخابات
-
من أين لك هذا
-
التطوير الاداري
-
الدستور والتعديل
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|