عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا
(Abdulrahman Matar)
الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 00:33
المحور:
الادب والفن
لي بحرَ نساءٍ
يرقصنَ في متاهةِ السّرابْ
كي أقوى على الضجر
و ورداً كلّ صباحٍ
لامرأةٍ تنتظرُ مجيئي
مثلَ فجرٍ يُذيبُ ضوءَ القمرِ
في كأسِ دمعٍ
غرَفتْ همّها منْ سُحبٍ مرّتْ..
ولم ينادِها أحد !
أرفعُ الكأسَ إلى شفتيّ
مُسافراً يطوي الليلَ كرداءٍ بالٍ
يرمي بهِ أولَ الطريقْ ..
أشربُ الكأسَ حتى الثمالهْ
أنامُ على ساعدينِ ممدودين
جسرَ حزنٍ وشهوةَ أمانٍ مُرّهْ !
سحبٌ تعبرُ غابةَ أقصى الليلْ
دندنةُ ريحٍ فوقَ حوافِّ الشجرْ
طريقٌ يغمرُ عشْبَهُ عُريٌّ
والتيهُ يرمي كلماتَهُ
كأنها خطى أسئلةٍ
من خطايا وارتباك النوايا
يغلي في ظلّـها الجسدْ!
شحوبُ الصمتِ, هنا الآنَ
يُذكرني بقطارِ الثانيةَ فجراً
يضجُّ بهاءً على سكةِ الحديدْ ..
والنساءَ اللواتي في جوْفَهُ
يتماوجنَ
مثلَ خمرٍ سكبتهُ ذاعرة
عندَ حافّة العمرِ
لا كأسَ تُرتشفُ
ولا غيمةَ تمتطي ماءها.
آخرُ المراكبِ علّقتهُ الريحُ
فوقَ أغصانِ المتعة..
احترق
ولمْ يطفئه شوقٌ ولا شهوةً مرّتْ ..
سحبٌ تعبرُ
لا يومئ لها أحدٌ
لم يُغنِ لها أحدُ..
_____________
"من نصوص السجن "
#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)
Abdulrahman_Matar#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟