|
الحلاج الكيماوي _ تسجيل تفصيلي متتابع لعملية انتزاع المواطنه
الحلاج الحكيم
الحوار المتمدن-العدد: 4316 - 2013 / 12 / 25 - 00:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تسجيل تفصيلي متتابع لعملية انتزاع المواطنه أحب الكيمياء نجحت بها في امتحان الثانوية العامة الفرع العلمي بعلامات عالية . كنت دائما شغوفا بها وبمعادلاتها وبدراسة خواص المواد وأوزانها الذرية .وتحولاتها من خلال التفاعلات التي تنتج مواد أخرى جديدة .وتبقي على مصونية المادة حسب لافوازييه الكيميائي الفرنسي الشهير. ليس حبي للكيمياء هوالذي جعلني اكتب اسمي بالحلاج الكيميائي بدلا من الحلاج الحكيم . وليس لأنني استخدمت السلاح الكيميائي ضد أحد. وإنما السبب هو وقائع قصة قديمة عايشتها خلال مرحلة حياتي .اتحدت بعقلي وعاشت معي بكل تفاصيل يومياتي اقتحمت غرفة نومي واستقرت بين جلدي وعظمي . أصَرت على الالتصاق بي كبقايا مرض الجدري مسببة آلاما نفسية وجسدية .لن تزول آثارها . قفزت تلك القصة إلى واجهة يومياتي وإنا اسمع بتسليم السلاح الكيميائي وشروطه المُذِلَه .واعتقد أنني أصبحت الآن قادر على نشر تلك القصة بعد ان زال الخوف من التبعات التي من الممكن ان يجرها مجرد ذكر الكيماوي علي . فهذا السلاح الذي أذلنا اليوم كان قد أذلنا سابقا ومنذ تاريخ طويل .ولكن الخوف من القمع الرهيب المصاحب لذكره منعني كمواطن أثقلته ذكرى أيام دفع فيها من حياته ضريبة صعبة لا يستحقها جعلته يخرج من حالته المواطنية إلى حالة غربة لم يعد يحمل فيها للوطن سوى ذكريات أليمة تعادل ما يسببه السلاح الكيماوي من أذى وقتل للإنسان .
القصة جرت معي . وأحداثها كلها حقيقية عشتها بتفاصيلها سأسرد قصة الكيماوي تلك . كما جرت بأمانة لعلي بذلك انشر قصصا لمواطنين مثلي تعرضوا إلى أذى الكيماوي وليس باستطاعتهم الكتابة والتعبير تعود بي الذاكرة إلى ما بعد عام 1993 بعد أن استقلت من العمل الوظيفي لدى الدولة . أسست مكتبا خاصا للهندسة المدنية وانطلقت للعمل وحب الحياة .كنت طموحا متفائلا بكل شيء . الزوجة والأولاد . وأفق معقول جدا للعمل . اتفقت مع صديق لي اسمه جمال** يعمل في مقاولات الحفر وترحيل التربة .وكان بحاجة لشراء آليات هندسية لتدعيم أعماله في مشروع جديد له . معرفتي بالآليات الهندسية .ومعرفتي بصديق حلبي يملك ويتاجر بمثل هذه الآليات .جعلني اتفق مع جمال للسفر إلى حلب للقاء صديقي الحلبي ومعاينة الآليات الهندسية الموجودة عنده . وصلت مع صديقي إلى حلب كان بانتظارنا صديقي الحلبي . ركبنا سيارته وقاد بنا إلى طريق خارج مدينة حلب بحوالي عشرين كيلو مترا .ثم انعطف بنا إلى طريق ترابي سرنا به حوالي الكيلو مترين وشرح لنا أننا ذاهبون إلى المكان المتواجده فيه الآليات الهندسية التي يملكها وهي الآن تعمل بمشروع حفر للتربة ضمن مشروع كبير . وصلنا إلى موقع المشروع وإذا بغرفة صغيرة على الطريق وحاجز عبارة عن ماسورة حديد متحركه يقف عليها رجل مدني قال لصديقنا الحلبي من معك رد عليه أصدقائي مهندس وتاجر آليات . طلب الرجل هوياتنا فأعطيناه أنا وجمال هوياتنا .دخل إلى الغرفة وبعد حوالي دقيقيتين أعاد لنا هوياتنا وقال بكل أدب تفضلوا . الموقع عبارة عن ارض خالية تماما جرداء قفراء والآليات تحفر فيها والقلابات تحمل التربة وتنقلها إلى مكان بعيد انهينا عملنا وعدنا إلى حلب .ومن الطبيعي أن يدعونا صديقنا إلى غداء حلبي . تفاجأت يومها أن مطعمجقٌC7لكباب الحلبي الشهير عاد يقدم المشروبات الروحية .مع الطعام بعد أن ألغاها زمنا طويلا إبان أحداث الثمانينات الدامية صديقي جمال من مدينة بانياس الساحل .هو رجل متدين لا يشرب قمت بالمهمة أنا وصديقي الحلبي وكان غداء فاخرا وجميلا . توج رحلتنا الحلبية . وقاد صديقي جمال السيارة الى اللاذقية باقتدار مما سمح لي بالنوم لأكثر من نصف ساعه على طريق العوده . حتى الآن لا شيء يثير الاستغراب وهذه تفصيلات أكثر من عاديه . بعد حوالي شهرين . كان لدي عمل في لبنان.للاطلاع على تفاصيل تتعلق بالألمنيوم والزجاج المضاعف الغير متوفر في سوريا . في حينها كنت على الحدود اللبنانية .في تمام الساعة السادسة صباحا على معبر العريضة . اخذ السائق هوياتنا وذهب ليستخرج لنا تصاريح الدخول كعادة السائقين . وإذا به يعيد إليَّ هويتي ويقول لي انت ممنوع من مغادرة سوريا . مستحيل صرخت بوجهه منذ ثلاثة أشهر كنت في بيروت . قال لي اذهب وقابل رئيس المركز . ذهبت ورأيت ضابطا صغيرا برتبة ملازم . استقبلني داخل غرفته . قلت له أكيد يوجد خطأ أنا منذ ثلاثة أشهر سافرت الى لبنان فما الذي جرى . طلب الموظف المسؤول واستفسر منه فقال له الموظف إن برقية منع المغادرة واضحة جدا دققها الضابط المسؤول وقال لي آسف أنت ممنوع من السفر وعليك مراجعة الجهات الامنيه . بدمشق . سافرت السيارة بدوني .تجاوزت الحدود وإنا أراقبها . أي شعور كريه هذا بفقدان الحرية . والذل المصاحب للشخص في طريق العودة . أمضيت أكثر من شهر وأنا اسأل كيف يمكنني معالجة الموضوع .لم اترك قريبا ولا صديقا إلا واستشرته ولا احد قدم لي أية مساعده .سوى شخص واحد قال لي اذهب وقابلهم وقطعا الموضوع عادي . وتهكَّمَ قائلا لن يأكلوك فلقه*** وما كانت . صرت احسب حسابات أخرى معقول فلقه أو كفين ثلاثة فقط . ودائما يقفز إلى ذهني سؤال ماذا فعلت أنا . ولم استطع الجواب عن استفساراتي عن مبرر هذا المنع من المغادره . أصبحت اهدس ليل نهار . أفكر وأشرد وأتخيل ماذا يمكن أن يفعلوا بي ويعزز هذا الخوف والقلق مسموعياتهم التي يعرفها ويخاف منها القاصي والداني . قررت أخيرا السفر إلى دمشق .لمعرفة سبب منعي من المغادرة السفر إلى دمشق في تلك الفترة كان فيه من الصعوبة الشيء الكثير . من إضاعة الوقت والمال . وصلت دمشق وذهبت إلى المكان الموصوف لي . أكثر من ساعة على الباب الحديدي حتى سمح لي الدخول بمرافقة شخص مدني والجميع كانوا يرتدون اللباس المدني . أدخلني إلى غرفة فيها شخصين ومكاتب وتلفونات وكما توقعت كان الشخص برتبة صف ضابط رقيب او مساعد .ولما عرف قصتي قال لي انه يجب أن أقابل الضابط وهو غير موجود حاليا .ولا يدري متى سيعود قلت له حسنا هل يمكن اعطائي موعد وانا آتي اليه نظر الي نظرة تهكم وقال لا يمكنك المغادره قبل ان يراك الضابط . أجلسني على كرسي بمواجهة الحائط وقريبا جدا منه حتى يكاد وجهي يلتصق به وطلب مني أن لا انظر لا يمين ولا شمال . كنت اسمع خطوات تدخل وأخرى تخرج وشتائم من كل الأنواع وزجر وتهديد .لم استطع مخالفة التعليمات وبالخصوص لما سمعت احدهم يضرب شخصا بقوة وعنف وينادي بالآخرين لأخذ الشخص المضروب إلى التعذيب مع كل إشكال الشتائم والمسبات بقيت عدة ساعات على هذه الحالة . أحسست بالحاجة للتبول رفعت صوتي دون أن أوجه الطلب إلى احد أنا بحاجة للذهاب إلى الحمام . سمعت صوتا يقول لي ستذهب مع شخص وممنوع أن تنظر حواليك أطلاقا ولا أن تسمع ولا ترى . اقتادني شخص بعد أن وضع مانع رؤية على عيني .وسحبني من ذراعي وأنزلني عدة در جات وأدخلني إلى غرفة ضيقه ورفع الغطاء عن عيني . أغلق شبه باب مكسور ومتآكل . تبولت وانسابت إلى انفي رائحة مقززة ليست رائحة المرحاض وإنما رائحة عفن بشري .يتآكل في الغرف المحيطة بالمرحاض .رائحة تصدر عن فعل انتزاع الآدمية من الإنسان . أصبحت الساعة الثامنة مساء وأنا جالس أمام الحائط . كان الوقت كابوسا بطيئا يتحرك مثل صخرة على صدري .سمعت أصوات متداخلة ودب شيئا من الهرج وضرب الأرجل بالأرض .وبعد حوالي ربع ساعة قال لي المساعد . ستقابل الضابط الآن . وأحذرك من أي تصرف لا يليق أمامه . دخلت إلى غرفة الضابط . رأيت أمامه ورقة مكتوبة . فاجأني قائلا اسمك الحلاج الحكيم . وأنت ممنوع من مغادرة البلد . ماذا تريد . قلت له سيدي أنا لا اعرف لماذا مُنعت من المغادره . استغرب قائلا لا تعرف . معقول انك لا تعرف هل تضحك علينا قلت له لا يا سيدي أنا لا اعرف قال أنت دخلت إلى موقع عسكري . قلت له لا اعرف أني دخلت إلى اي موقع . قال في حلب كأنه ضربني على راسي تذكرت .ذلك اليوم . قلت له أنا لا اعرف اني دخلت الى موقع عسكري الأرض خالية مقفرة وأنا لا علاقة لي أنا دخلت مع صديق . قال أنت دخلت إلى الموقع وسنمنعك من مغادرة البلد . قلت له سيدي انا خدمت الجيش منذ عشرة أعوام وفي فترة زمنية صعبةحدثت فيها اشتباكات كثيرة مع العدو الاسرائيلي وكان من الممكن ان استشهد دفاعا عن الوطن فأنا مؤتمن على الوطن والمواقع العسكرية . نظر إلي نظرة عرفت منها انه يقول لي اخرس . رن جرس وحضر المساعد وقال له أعطه موافقة على المغادرة صالحه لمرة واحده فقط .ثم نظر إلي وقال إذا أردت السفر خارج البلد عليك الحضور واخذ موافقة على السفر .في كل مرة تنوي مغادرة البلاد . قال لي المساعد الوقت تأخر اليوم اذهب الآن وتعال غدا صباحا . ورافقني شخص إلى الباب الرئيسي . وتركني . يجب أن أنام في دمشق أذا . ما الذي فعلته أنا لكي ادفع هذه الضريبة .سؤال أصبح يتردد في ذهني دائما . ساعة وأنا واقف على الطريق حتى عبرت سيارة أجرة أقلتني إلى المدينة . في مساءات دمشق وفي فندق متواضع وضعت رأسي على المخدة وشعرت بأنني أتعرض لعملية قسرية لاستئصال المواطنة من كياني . أو هي عملية تبرز قيصريه صعبة قاسية مخاضها مريع ومخيف تنتهي بسلخ جزءا كبيرا من إنسانية الإنسان ورميها كشيء مقرف وكريه . ممزقة له نُسُجهُ الفكرية .ومحطمة ارتباطات الفرد بأية قيمة تتعلق بالوطن في الصباح استيقظت متأخرا .وعلى وجه السرعة استقليت تكسي .وطلبت من السائق أن يقلني إلى نفس المكان . وعلى مسافة الطريق والسائق .ينظر إلي نظرة مريبة تنوس بين الكره والعطف . وصلت الباب الحديدي وإذ بي أتفاجأ بعشرات الناس أمام الباب والبعض يجلس القرفصاء تحت الشمس الحاده .طلبت من الحارس أن يدخلني بناء على معلومات من المساعد ليلة البارحه .بكل لا مبالاة قال لي قف مع الشباب . وقفت انتظر تقدم مني شاب وقال لي الأخ نفس الموضوع . قلت له وما هو الموضوع . قال لي منع مغادره قلت له نعم قال وما السبب قلت له قادني حظي العاثر آن ادخل إلى مكان لا اعرفه ولا علاقة لي به .قال لي في حلب اليس كذلك قلت له نعم قال أكثر من نصف الشباب هنا نفس الموضوع . والباقي في أماكن أخرى قلت له وأنت قال منذ سنه طلبني شخص لكي أصلح له آلية هندسية في نفس الموقع وأنا ميكانيكي اعمل في إصلاح الآليات الهندسية . دخلت إلى الموقع قمت بإصلاح الآليه ورجعت وإذ بي ممنوع من المغادرة .وأنا مضطر للذهاب إلى الأردن لمرافقة والدي المريض فُتح الباب وسمحوا لنا بالدخول .صفا مثل سلسلة .دخلنا إلى حديقة في المبنى ووقفنا أمام غرفة صغيرة فيها آلة تصوير مستندات .يطلبون من كل شخص هويته يصورونها ويجمعون صورة الهوية إلى عدة أوراق ويطلبون منه الجلوس في الحديقة . انتهت عملية تصوير الهويات وجلسنا ننتظر تحت الشمس الحارقه . تقترب الناس من بعضها بتخفي وتردد . سألني شخص بلهجة عرفت مباشرة انه ينتمي للطائفة الارمنية . من أين أنت قلت له من اللاذقيه .وإنا اعمل مهندسا مدنيا . قال لي وإنا مهندس ميكانيكي . نفس القصة قال نعم صيدوني بفخ محكم الترتيب .لا علاقة لي بأي شيء مجرد أن دخلت مع صديق لي قلت له لا تكمل اعرف نهاية القصة وتفاصيلها . أتى شخص ألينا وقال اذهبوا إلى الهجرة والجوازات .وكل شخص يستلم أذنه بالمغادرة . نزلنا إلى المبنى الرسمي الحكومي للهجرة والجوازات يحس الشخص بالفرق بين مبنى رسمي حكومي يعاملك كمواطن وتشعر بحقك عندهم وبالمبنى الذي أتينا منه والذي يشعرك بأنك اقل من نكرة وبأنه يتفضل عليك بطريقة إذلالك . في مبنى الهجرة والجوازات يكتبون لكل شخص برقية بناء على التعليمات الواردة إليهم مضمونها يسمح للمواطن بالمغادرة خارج البلاد لمرة واحدة فقط استدعاني ضابط الهجرة والجوازات ليوقع على البرقية ويسلمها لي شخصيا لم أتمالك نفسي وقلت له أنا اعرف أن منع المواطن من السفر يجب أن يكون بقرار قضائي يوقع من القاضي فقط . نظر إلي نظرة مشبوهة وقال لي كل الاجهزة الامنية تفرض علينا منع اي شخص من مغادرة البلد ونحن ننفذ الاوامر فقط اعطاني البرقية . في هذه البرقية لم يثر غضبي وحنقي إلا كلمة مواطن . رجعت إلى دمشق حاملا صورة عن هذه البرقية .وأنا في غاية السعادة والألم سعادة أني أصبحت مواطن لي حق السفر وألم أن هذه المواطنة ستنتزع مني بعد سفري وعودتي . في السنة الثالثة . ذهبت إليهم كالعادة للحصول على أذن سفر . وبعد يومان من العذاب . ومن ضمن الترتيبات عندهم أتاني شخص يعمل لديهم .وقال لي أنا سأسَّرعُ لك الحصول على الموافقة .وفعلا قام بإجراءات استثنائية وسريعة . كان يبدو عليه الخوف .وطلب مني أن ألاقيه في مبنى الهجرة والجوازات . وفعلا بعد ساعتين رايته أمام المبنى أعطاني برقية السماح بالمغادرة لمرة واحده وقال لي تعبت بالحصول عليها ووفرت عليك جهد وكما تعرف راتبنا قليل ولا يكفي للعيش وخاصة لرجل مثلي لديه أسرة . قلت له أنا اقدر لك هذه المساعدة وأعطيته مبلغ الف ليرة سورية فرح بها وغادر . وغادرت أنا إلى مدينتي . صباح اليوم الثاني استيقظت متأخرا .وذهبت إلى مكتبي . وصلت إليه لأجد شخصين يجلسان أمام المكتب على الدرج .سألني احدهما أنت الحلاج قلت نعم . قال لي نحن دورية من الأمن .ونعلمك بضرورة تواجدك في دمشق غدا الساعة الثامنة صباحا من المكان الذي تحصل منه على سماح بالمغادرة .قلت له البارحة ليلا عدت من هناك قال هكذا أتت الأوامر ويجب أن تتواجد هناك تحت طائلة المسؤولية . اية كارثة هذه التي أصابتني . كرهت السفر والمغادرة . كرهت القميص الذي البسه . كرهت عقلي الذي يجبرني دائما على التفكير بهذه القضية .كرهت أصدقائي ولم اترك مسبة ولا لعنة إلا وأنزلتها على الحلبي ذاك . صباح اليوم التالي كنت في طريقي إليهم . طلبني الضابط المسؤول وتفاجأت بوجود ضابط آخر .كان لطيفا ومهذبا وقال لي . أنت قمت بدفع مبلغ مالي للعنصر الفاسد ونحن القينا القبض عليه . تفضل واكتب تقريرا بهذا الموضوع وسنعيد إليك المبلغ . لم اعد أتحكم بنفسي من غرائبية ما يجري معي . لطافة الضابط شجعتني أن أقول له يا سيدي .خلال هذه الأربع أيام دفعت أكثر من ثلاثة آلاف ليره غير إضاعة الوقت والهم والنكد . وأنا لا أريد هذه الألف ليره وأسامح هذا العنصر بها وأنا أعطيته المبلغ ليس كرشوة أبدا أنا أهديته المبلغ صدقة لأطفاله وكنت على استعداد أن ادفع ضعف ذلك المبلغ ولا اجبر على العودة إلى دمشق . زاد انفعالي وتجرأت وقلت له انا ادفع ضريبة كبيرة ظلما وبلا أي مبرر .أنا لم افعل اي شيئا يستوجب هذا الذل وهذه الاهانة قال لي نحن نقوم بواجبنا .ومن أجلكم ومن اجل حماية الوطن . وأضاف
شيئان نعتبرهما من اخطر القضايا ولا نتساهل بهما ونتصرف أتجاههما بحزم اسرائيل والأسلحه الكيميائيه . ضحكت من سوريالية المشهد ومن الإغراق في دراميته . الآن وبعد ثلاثة سنوات من منع المغادرة ومن التسلسل الزمني لسلخ ما تبقى من قيمة المواطنة لديَّ عرفت أني دخلت إلى موقع له علاقة بالسلاح الكيميائي .عندما كان ترابا وارض خالية جرداء . لم يتركني إلا وكتبت تقريرا أني أعطيت العنصر ألف ليرة . ووقعت بذلك على قضية أخرى .ولم أتجرأ على مطالبته بالمبلغ فضاع هو الاخر مترافقا مع ضياع كرامتي . ما زلت لا افهم أين هي حماية الوطن . أذا كان صيد الناس بهذه الطريقة ومنعهم من السفر يحمي الوطن . لماذا يعطونهم مغادره في كل مرة يريدون السفر . ما فهمته شيء واحد هو اذلال المواطن ومعاملته كجاسوس . تكررت هذه المأساة على مدى ستة أعوام كاملة .صحيح أن سفري خارج البلاد كان قليلا وفقط الى لبنان وقبرص وبمعدل كل ستة أشهر . ولكن الشعور الدائم .بأنني رهينة الحضور إلى دمشق وإجراءات الحصول على موافقة للسفر المذلة يعطيك إحساسا بأنك مهان بكرامتك .ومطحونة شخصيتك .
في السنة السادسه ذهبت للحصول على أذن للمغادرة والسفر . قالو لي لقد تم إلغاء منعك وعفينا عن الجميع ويمكنكم من المغادرة في أي وقت تشاءون دون الرجوع ألينا . وتبدأ سلسلة التساؤلات الطلسمية لماذا سمحوا لي بدخول الموقع .أذا كانوا فعلا يحرصون على سريِّتهِ . ولماذا منعوني من مغادرة البلاد لماذا سمحوا لي بالمغادرة بعد مراجعتهم لماذا الغوا نهائيا قرارهم بمنع المغادرة لهذه الطلاسم تفسير وحيد . ينصبون فخا للمواطنين . من يعلق به يمنعونه من السفر يذلونه . يبتزونه . أذلال المواطن وانتزاع آدميته ببطىء وحِرفية بوليسيه .هو تفسير تلك الطلاسم بعد أن تم سلخ الجزء الأخير والمتبقي من إحساسي بالمواطنة . سعدت كثيرا بتسليم هذا السلاح وسأسعد أكثر بتدميره . ** صديقي جمال أُعيد عن الحدود الأردنيه مثلي .وآخر مرة رأيته بذقن طويله ومسبحه دروشه وعرفت انه يواظب على المسجد *** الفلقه وسيلة تعذيب بدائيه .وهي الضرب بالخيزرانه أو بالكبل الكهربائي على القدمين .وهي معروفه لكل من مرَّ على أجهزة الأمن السوريه .
#الحلاج_الحكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يسألونك عن عبد الرزاق عيد .........مفتي الثورة العتيد 2من 2
-
يسألونك عن عبد الرزاق عيد .....مفتي الثورة العتيد
-
أحافير في العمق التاريخي لغزوة أم المؤمنين
-
المقامة الاسلاميه في بلاد العلمانيه وجهة نظر في المسالة السو
...
-
وهم الدولة الواحده في التغريبة السورية 4
-
وهم الدولة الواحده في التغريبة السورية 3
-
وهم الدولة الواحده في التغريبة السورية 2
-
وهم الدولة الواحده في التغريبة السورية
-
مذبحة الحولة . بين المتحول أدونيس .والثابت عبد الرزاق عيد
-
تحركات بلا ملامح
-
عزف منفرد على ايقاع ثورة الشباب المصريه
-
عيد الأضحى
-
ألاسلام يحاصرني 2
-
الاسلام يحاصرني
-
الحوار المتمدن : موقع رديء
-
المقامه الاسلاميه .... في بلاد العلمانيه ....-4-
-
المقامة الاسلاميه .....في بلاد العلمانيه -3-
-
المقامة الاسلاميه ...... في بلاد العلمانيه -2-
-
المقامة الاسلاميه ...... في الدولة العلمانيه
-
الى الدكتوره وفاء سلطان ... مع الاعتذار
المزيد.....
-
صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
-
-حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق
...
-
-كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن
...
-
الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي
...
-
كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح
...
-
جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ
...
-
-تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1
...
-
مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ
...
-
مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
-
أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|