محمّد نجيب قاسمي
الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 16:35
المحور:
الادب والفن
....التهمت النّار، في لمح البصر، ملابسي الشتوية. ثم انتقلت حرارتها تحرق جسدي الهزيل، في حفل شواء لحم بشري حي ... حفل يعلن ثورة جسد ثائر... جسد يحترق، ليظهر الحقيقة .... جسد وسط النار، لتستحضر ذاكرتنا جميعا ما نعانيه، من قمع وحرمان،وبؤس ومغص وزيف ،وقهر وظلم... جسد يشوى، ليطهرنا من الدرن ..لنسمو، إلى المثل العليا ... إلى القيم المطلقة ... قيم الحرية والديمقراطية،والعدالة والكرامة ... الجسد يثور على نفسه ، على من حوله ، على من يشده إلى الأسفل !
الجسد يريد إسقاط القناع !...
الجسد يريد إسقاط المنظومة !.. المنظومة التي جعلت منه دوما ،متهما بالرذيلة و النهم، والشراهة والزينة الزائفة ..
الجسد يريد إعادة النظام !... يريد إعادة المعنى الحقيقي إلى النظام الذي تم تشويهه عمدا ،وابتذاله عمدا، كما ابتذلوا كل شيء جيد في حياتنا..
أيتها النار! هذا جسدي ، وهذي حواسي ،بين لهيبك . فدمري ما شئت من نظمك . وحولي الوجود عدما ، والعدم وجودا. وكوّني النظام الذي تريدين ..والنّسق الّذي تبغين ...
يا نار! هذا زمنك .... فأبدعي ما شئت من معاناتي .فالإبداع لا يولد إلّا من المعاناة.. إلّا من النّار!..
من رواية "ثورة الجسد " غير منشورة
#محمّد_نجيب_قاسمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟