أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد محسن عامر - قضية -التخلّف- في فكر مهدي عامل















المزيد.....

قضية -التخلّف- في فكر مهدي عامل


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 19:44
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"ربما كانت المحاولات الفاشلة أغنى للفكر إذا وعاها الفكر في ارتباطه بالعمل الثوري "_مهدي عامل_

رفضا للسائد و اليقينيات و الوعي المتسطّح تحرك فكر مهدي عامل جدلياّ متجاوزا الثرثرات التبريرية لوفاء غبيّ لماركس , ليتّبع في بحثه طريقا لم يرتسمه لنفسه مسبقا بل فرضه منطق البحث ذاته عليه , حركة التحرر الوطني أزماتها و انهياراتها الكبرى في مواجهة المشروع الإستعماري الذي يحاول في مسار حركته التناقضية أن يؤبّد واقع سيادته , في هذا الخضم تتحرك أدواة التضليل الأيديولوجي الرأسمالية لإخفاء طبيعة القوى التي تسود العالم , لأن في إظهارها خطر على مجمل النظام الكولونيالي السائد , ضلّت ظاهرة التخلف معطى مشوها في فهم طبيعة علاقات الإنتاج القائمة و ضلت تسود تصنيفات في غالبها أوهام أيديولوجية تصنف المستعمرات على أساس أنها "دول نامية " من اجل تشويش الوعي و منعه من أن يتبلور سياسيا بوضوح .
هل أن التخلّف مجرّد "تأخّر" في التطور الإقتصادي في البلدان المستعمرة ؟ ام أنه اختلاف بين قطاعات إقتصادية في بنية اجتماعية واحدة ؟ أي دور للإستعمار في خلق نمط إنتاج هو الراعي و الحاضن للتخلفّ , أي كيف تتشكل علاقات الإنتاج بين بنيتين اجتماعيتين تناقضيتين في إطار مركّب يحدد هذا التخلّف؟
انطلق مهدي عامل في تحليله من شرعية التشكيك في تماثل منطق تطور التاريخ بين فئتين مختلفتين من البدان , إذ أنّ الحرب العالمية الثانية أقامت البرهان القاطع على جذرية الإختلاف في تطور البنى الإجتماعية بين البدان الإستعمارية و المستعمرات , من هنا كان للتساؤل شرعيته , كيف تتحدد العلاقة بين ينى اجتماعية مختلفة ؟ أي علاقة الإنتاج بين إنتاجين مختلفين متمايزين تضمهما وحدة تناقضية هي جوهر تحليله لنمط الإنتاج الكولونيالي .
يرفض مهدي عامل الطروحات الإقتصادية التي ترى أن التخلّف هو في جوهره إنقسام في البنية الإجتماعية بين قطاع إقتصادي "حديث" رأسمالي و قطاع "بدائي" لا رأسمالي أو ما قبل رأسمالي .هذا القول ضرورة يؤسس إلى انحراف نظري خطير , أي القول بعلاقة انفصال في البنية الواحدة و تماثل مع بنية خارجية , مذا يعني ذلك .
هذه الرؤية حسب مهدي عامل ضرب لأحد اهم قوانين الديالكتيك أي "قانون وحدة المتناقضات" فهذا التصور ثنائي لا وحدوي أي يضع تشكيلتين اقتصاديتين مختلفتين في بنية اجتماعية واحدة لا تربطها أي وحدة تاريخية .و بذلك يكون التخلّف ظاهرة جزئية في قسم من إنتاج بدلك متخلّف لا نظاما يحدد كامل البنية الإجتماعية , أي فصل الإقتصاديّ عن البنية الإجتماعية الكاملة . ثانيا في إطار التراكم الكولوني يسعى الإستعمار إلى ربط البلدان "المتخلفة" اقتصاديا في إطار المبادلات التجارية و التجارة العالمية , هكذا نزعت الهوية القومية من الشركات الرأسمالية الكبرى و كسرت الحدود امام نظام إقتصادي عالمي ,هذا التحول أوجد "تفككا داخليا" خلق تشوها في البنى الغجتماعية في البلدان المستعمرة , التصور الاخير القائل بعزلة أحد القطاعات الإقتصادية في البدان المستعمرة على الإقصاد العالمي و وجود قطاع متوجه نحو المتروبول مركز تاريخه , و بالتالي تبعية البدان المتخلفة هي تبعية القطاعات المتطورة فيه لا تبعية البنية الاجتماعية ككل .بمعنى أن الاول المتخلف في علاقة استقلال تام عن الإستعمار و الثاني المتطور في علاقة تماثاثل معه ,و هذا حسب مهدي عامل أكثر من أنه إخلال نظري سافر هو "تصور غريب على التاريخ".
في هذه المواجهة النظرية الشرسة يتقابل مهدي عامل مع تصور نظري اخر يفصل أيضا بين الإقتصاد و البنية الإجتماعية الكاملة , إذ يطرح المسألة في "شكر مبتذل" يختصر التخلف في جزء دون أخر مناطقيا من البلد المستعمر , بين شمال الجزائر و جنوبها مثلا, أو من قسم معين من بلد رأسمالي متطور كجنوب إيطاليا مثلا , هذه العمومية السيئة تدفع ضرورة إلى حجم المنتوجات , أي من منطق الكم لا من زاوية الكيف في بنية العلاقات الإنتاجية كعلاقات طبقية , و هذا أيضا يتنافى مع الطرح الماركسي الذي يرى الإقتصاد لا في التطور الكمي في المنتوجات في علاقات إنتاج معينة بل في علاقات الإنتاج ذاتها , هذا الفصل و التجريد للإقتصاد عبر "تكميمه" يدفع إلى إقامة التماثل أيضا بين قسمين من بنى اجتماعية ترتبط تناقضيا لا تماثليا .
لا يمكن فهم ظاهرة التخلف في فكر مهدي عامل إلاّ انتطلاقا من تصوّره النظري العام" نظام الإنتاج الكولونيالي" إذ من هناك فقط تتحدّد العلاقات التناقضية في علاقة تشامل و تفارق أي في ربطها (نظرية التخلف) مع مسألة الإستعمار. إذ أن التخلف "كبنية شاملة" نتاج لبنية شاملة أخرى مرتبط بها داخليا في حركة تشامل واحدة أي إرتباط داخلي في حركة تاريخية واحدة , فالتخلف و الإستعمار مرتبطان داخليا يحدد أحدهما الأخر أي أن الإمبريالية كشكل تاريخي شرط أساسي لوجود التخلّف و بقائه و العكس ضرورة صحيح . معنى هذا أن تطور البنى الإجتماعية للماقبل رأسمالية لم يكن نتاجا داخليا محضا في إطار علاقات إنتاج طبيعية بل كان تأثير رزوح الإستعمار على البلدان المستعمرة في حركة تفككية عنفية ربطت كل البنى الإجتماعية بها لا كما حدد ماركس خروج الرأسمالية "من احشاء الإقطاع" , في الوطن العربي مثلا قام الإستعمار "برسملة الإقطاع" لا هدمه . هذه الحركة التفككية أوجدت القديم في أحشاء الجديد في إطار ارتباط إقتصاديّ تبعي مع المراكز الرأسمالية .
في مخطوطة ماركس "أسس نقد الإقتصاد السياسي" طرح ماركس الدور الأساسي للإنتاج في تحديد بقية الظواهر الإجتماعية و الإقتصادية , إذ يفترض ماركس عبر إحدى فرضياته "أن يفرض الشعب الفاتح على الشعب المغلوب نظام إنتاجه" , من هذا المنطلق يوجّه مهدي عامل سؤاله لماركس "ماهو أثر الفتح الكولونيالي في نظام إنتاج البلاد المستعمرة؟" متجاوزا تصور ماركس في البيان الشيوعي الذي يفترض "عموميا " أن الرأسمالية في صعودها ستشكّل العالم على "صورتها" , إذ يعتبر عامل أن الرأسمالية تحدّ من أفق التطور الرأسمالي للبلدان المستعمرة و بالتالي يمر إلى الفرضية الأخرى لماركس حول مسألة "الفتح" التي تقول بحركة تفاعل و تمازج بين نظامين تنتج كما يقول ماركس "شكلا جديدا تركيبيا ".
معنى التمازج و التركيب إذا هي تحول جذري للعناصر المكونة للبنيتين , أي " إنتاج لوحدة جديدة متماسكة"
ملخّص القول إذا أن التخلّف كظاهرة إجتماعية متميزة في بينيتها هي نتاج تمازج نظامين من الإنتاج الماقبل رأسمالية و الرأسمالي في إطار حركة تاريخية حددها الإستعمار في إطار علاقات كولونيالية , هكذا توجّه مهدي عامل في تحليله "ماركسيا" مبدعا مبتدعا في عناء يصارع من اجل أن يحرر الوعي و أن يجعل الفكر يتحرك في إطار دياليكتيكيا .



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من رابطة حماية الثورة إلى رابطة حماية الوطن و المواطن و صعود ...
- حول تصريحات الصحبي عتيق :مأزق الإخوان في تونس و خيار العنف
- الإستثناء في اللغة و الإستثناء في السياسة
- الجبهة الشعبية : طريق العودة مسدود إمّا الثورة أو الإنتحار


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد محسن عامر - قضية -التخلّف- في فكر مهدي عامل