عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 08:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حاول أن يكرر التاريخ الآسيوي الاستبدادي الفرعوني،فأسس لنا دولة (المأساة البوليسية ) التي تحارب الجميع |(يمينا ويسارا ) من أجل سلطة الفرد الزعيم الملهم ...
واليوم الجنرال السيسي يكرر (المأساة الناصرية) لكن بصورة (هزلية -ميلودرامية -ترجي-كوميدية )، لكنها هزلية -كاريكاتورية مؤلمة وجارحة، لأنها خارج السياق التاريخي، وذلك لأن السيسي ينقل ويحاكي ويقلد الشمولية الناصرية الانقلابية، ولكن خارج سياق زمن عبد الناصر الشمولي الذي لم يعرف الربيع الديموقراطي ....
فاليوم إذ يحكم قضاء السيسي العسكري على رموز ثورة الربيع المصري والعربي (الثلاثي الشاب :أحمد الدوامنة وأحمد ماهر ومحمد عادل ) من قيادة حركة (6 أفريل-نيسان ) بثلاث سنوات سجن ..
.وذلك بسرعة فائقة قبل أحكامه على جماعة مبارك أو جماعة مرسي، فإنه بذلك يغلق كل الاحتمالات على ممكنات أن لا يكون العسكر قابوا بانقلاب شنيع ضد الجميع تماما كالناصرية التي طرحت نفسها كمصدر للتشريع فوق القوانين والدساتير ، وذلك بعد أن ضرب مؤسس الدساتير العربية ( عبد الرزاق السنهوري بالحذاء على راسه ) بالجزمة الناصرية ( تحت شعار : إن أوامر الريس هي الدستور )...
فما دام النظام العسكري في مصر، قدأقدم على اعتقال روح الربيع العربي ( شباب الثورة -وثورة الشباب) ،فلم يبق للجيش المصري الذي طالما نظرنا لمواقفه إلى جانب شعبه في ثوراته (يناير ويونيو باحترام واعتزاز ...الخ.
لم يبق لهذا الجيش بعد اعتقال وحبس (رموز ثورة الشباب ) سوى صورة الانقلاب (المهزلة الكوميدية لجنرا ل صغير أشبه بنابليون الثالث وهو يحاكي صورة جده نابليون الأول إذ يضع خوذة جده على راسه، معلنا: (حقا إن رأس جدي أكبر من رأسي) ...
إنها صورة المهزلة للجنرال الذي يعيد أداء دور جده بعد ستين سنة ،ومكررا صورة أبائه وأجداده العسكريين (الناصرية -الساداتية -المباركية ) المأساوية في صورة ملهاة رقيعة لمسارح العالم السفلي ...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟