محمد ثامر السعدون
الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 15:43
المحور:
الادب والفن
انوثة العوانس
كم انسة في الوطن اسلبها الزمان انوثتها...منعها من ان تقترن ..أو تحلم بأسرة لها ..لها وحدها...كم انسة زحفت عليها يد البخل والفاقة والعزوف وهي تعد اوراق ربيعها حتى يستحيل خريفا..كم انسة اتقنت لعبة الام في مهدها وجاورت الاطفال بنات وبنين... ومكثت تنتظر ان يأتي دورها .....كانت تأخذ أي طفل في العائلة أي وليد.... حتى لو كان للجيران..... وتبدء معه لعبة الامهات ...تلفه ..تنظفه ..تداعبه...وحتى تضربه..وتدعي انها ترضعه...تعطيه سيل الرحمة.... سيل الفيض الالهي...لكنها فجعت بالزمان..أذا بدء العام الجديد في ساحات العالم العامرة بلون الحياة... في الشاشات العملاقة..اذا بدء الفرح هناك بدأت مأتم الحزن لديها... السنوات تجري ورحلة العمر لا تستمر...لغة الارقام..تهاوت اخيلة الصبا وضح النهار..وبدأت تندب اشلائها ...في العيد اذا امتطى الصبية احلامهم ...اذا بدء العام الدراسي الجديد...... وضج الصبية يتنكبون حقائبهم يحملون صفوفهم...اذا انعقدت في اطراف الحي ...حفلات زفاف ..أو مأتم موتى..أذا قفلت النساء يحملن اكبادهن ...على السواعد ..والاكتاف..أو يتسربون خلفهن في أزقة الدروب أو منصات البيوت ..أذا ساورهن وله الضيافة....كم أنسة لا يمكن لأي زمان أن يختطف منها ما أختطفه العصر في الوطن...أضحين خارج التوقيت لا أحد يعبأ بهن.....أو حتى يجرب على سبيل اللطف الدنو منهن.....لأن اجيالا جديدة ستجيء ستنحر الوطن ..او تنتظر..مثلما انتظرت ..بؤس الوطن ..الذي لا يفضي إلى النهاية....أو يفضي إلى زمن يؤل..زمنا يثمر......
#محمد_ثامر_السعدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟